آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

المعهد السويدى

اليمن اليوم-

المعهد السويدى

بقلم - عمرو الشوبكي

أغلق المعهد السويدى بالإسكندرية أبوابه بعد ما يقرب من 18 عاما من العمل الثقافى داخل مصر.

والمعهد الذى وقع إعلان إنشائه عام 2000 كل من عمرو موسى، وزير خارجية مصر الأسبق، وآنا ليند، وزير خارجية السويد الأسبق، كمركز للحوار بين الشرق والغرب وبين أوروبا والعالم العربى.

صحيح أن المعهد السويدى كان مؤسسة أجنبية تعمل فى مصر ولكنه عمل فى النور ومن خلال الدولة المصرية ويكفى أن من وقع على تأسيسه واحد من ألمع وزراء الخارجية العرب، كما أنه، وهو الأهم، لا ينتمى لتلك المؤسسات الدولية التى تأتى بغرض دعم فاعلين سياسيين بعينهم وتدخل فى المشهد السياسى المصرى مثلما جرى مع بعض المؤسسات الأمريكية التى هبط بعضها فجأة علينا عقب ثورة يناير.

المؤسف والمحزن أن أكثر من ورشة للمعهد السويدى ألغتها الأجهزة الأمنية وإحداها ألغيت قبل يوم من انعقادها رغم أنها كانت مغلقة وكان يحضرها وزراء ومسؤولون غربيون كبار، ثم عقدت بعد ذلك خارج مصر.

شاركت فى العديد من ورش عمل المعهد داخل مصر وخارجها، وأعرف مقدار الشفافية والبساطة والمهنية التى يتميز بها كل العاملين فى المعهد من سويديين ومصريين (خسر ما يقرب من 20 موظفا مصريا وأسرهم وظائفهم بعد إغلاق المعهد).

صحيح هناك توجه عام فى مصر الآن لا يرحب بالمؤسسات الأجنبية، خاصة أن بعض هذه المؤسسات كان طرفا فى عمليات تمويل سياسى وتدخل فى شؤون مصر الداخلية دفع الدولة إلى عدم الترحيب بالجميع وهو توجه تعميمى خطر، لأن ذلك سيعنى عدم الترحيب بأى تعاون مع جامعة أجنبية أو مركز أبحاث عالمى، بما يعنى عدم الترحيب بالعلم أصلا واعتبار التواصل العلمى والثقافى مع العالم الخارجى الذى كان أسباب نهضتنا فى عصرى محمد على وجمال عبدالناصر جريمة ومؤامرة تهز الأمن القومى للبلاد.

المعهد السويدى كان ضحية تلك الرؤية السائدة التى تجعل الموافقة على محاضرة لأستاذ أجنبى فى جامعة وطنية أمر شبه مستحيل ودعوة ضيف أو باحث من خارج الجامعة من سابع المستحيلات فى حين يتاح لطلاب الجامعات الأجنبية التعليم الجيد والحوار الثقافى والسفر للخارج وبالتالى الحصول على أفضل الوظائف داخل مصر أو خارجها.

غادر المعهد السويدى مصر بكل أسف إلى بلد عربى آخر، وما لم تمتلك الدولة رؤية واضحة تميز بين المؤسسات الأجنبية ذات الرسالة السياسية المباشرة وبين المؤسسات التى تفتح لنا أفقا للحوار الثقافى والعلمى وتعطى منحا للتطوير المهنى والتنمية وتحسين الخدمات ستزداد عزلتنا وسنخسر كل يوم ساحة تأثير دولى.

فشكرا للمعهد السويدى على كل جهوده ونتمنى ألا يطول غيابه عن مصر.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعهد السويدى المعهد السويدى



GMT 04:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل أميركا في سوريا

GMT 04:58 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عيون وآذان (أهم أخبار إدارة ترامب)

GMT 04:52 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

إنصافا للدبلوماسية المصرية

GMT 04:38 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف قبلي!!

GMT 04:36 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

خفض الأسعار والتضخم
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 21:22 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

فوائد الكرفس

GMT 17:35 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

حمام " الصالحين " يتمتع بخدمات صحية للمرضى في الجزائر

GMT 01:52 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سُلاف فواخرجي توضح أسباب انسحابها من "باب الحارة"

GMT 11:09 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يتوعدون بإطلاق المزيد من الصواريخ نحو السعودية

GMT 01:02 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تعلن عن خطوات أنيقة لاستقبال شهر رمضان

GMT 01:49 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تفصح أنّ الأطفال في سن الرشد يعانون من الاكتئاب

GMT 05:05 2016 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حوض استحمام على شكل أرجوحة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen