آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

وهم الانتخابات الليبية

اليمن اليوم-

وهم الانتخابات الليبية

بقلم - عمرو الشوبكي

مدهش الموقف الفرنسى الذى تبنّى بإلحاح إجراء انتخابات فى ليبيا فى شهر ديسمبر المقبل، وهو موقف لا علاقة له بالواقع الليبى، ويكرس لخلل كبير فى قراءة الأزمة الليبية.

المفارقة أن هذا الطرح الذى تبنّته فرنسا دافع عنه المبعوث الأممى، غسان سلامة، الذى أعرفه معرفة جيدة منذ أيام دراستى فى فرنسا، وهو أستاذ للعلوم السياسية مرموق، ويفهم المنطقة العربية فهماً علمياً وسياسياً عميقاً، ومع ذلك فوجئت أنه يتبنى تلك الرؤية القاصرة، ويدافع عنها فى جلساته الخاصة والعلنية طوال الأشهر الماضية.

أما المفارقة الثانية فهى أن إيطاليا، الشعبوية، التى يحكمها اليمين القومى المتطرف، رفضت بشدة هذا الطرح، وطلبت تأجيل موعد الانتخابات، وكانت أكثر وعياً من جارتها الليبرالية الديمقراطية فرنسا، وهو ما تسرب عن اجتماع أخير عُقد أمس الأول فى العاصمة الإيطالية، وضم مجموعة 3+3، بمشاركة «سلامة»، ونائبته، الأمريكية ستيفانى ويليامز.

الطرح الفرنسى هو طرح لمدرسة لا علاقة لها بالواقع المعيش، ولا تعى أن مشاكل ليبيا وحروبها الداخلية لن تحلها مائة انتخابات، وأن الاجتماعات التى استضافتها العواصم الأوروبية والعربية بين فرقاء الساحة الليبية والاتفاقات التى خرجت منها كانت كلها حبراً على ورق، لأن الواقع على الأرض يقول إن ليبيا بلا دولة، ولا يمكن أن تشهد عملية سياسية وانتخابية وبدايات تحول ديمقراطى دون مؤسسات تعمل ولو بحد أدنى من الكفاءة، فهى لا تعانى مثل معظم الدول العربية وجود مؤسسات دولة مأزومة أو عديمة الكفاءة أو حتى فاسدة، إنما هى من الأساس لا توجد فيها دولة، والكيان الوحيد الذى يحمل شكلاً مؤسَّسياً هو الجيش الوطنى، بقيادة خليفة حفتر، والذى يمثل تقريباً حوالى 40% من القوة المسلحة الموجودة فى ليبيا.

إن المنطقة الأكثر أمناً فى ليبيا كلها هى بنغازى، وباقى المناطق يسيطر عليها «حفتر»، «ولو بالمعنى النسبى». صحيح أن مشكلته الرئيسية مثل مشكلة مَن يدعمونه أنه لا يحمل مشروعاً سياسياً، ويقدم نفسه فى قالب عسكرى مهمته فقط دحر الإرهابيين.

إذا أراد العالم أن يحل مشكلة ليبيا فعليه أن يدعم مشروعاً سياسياً لقوة مؤسَّسية موجودة على الأرض، وهو قد يتطلب دعم الجيش الوطنى الليبى ليس فقط فى حربه على الإرهاب، إنما فى بناء مشروع سياسى، «يمثله حفتر أو غيره»، مرتبط بهذا الجيش، وبضمانات دولية لا تؤدى إلى إنتاج نظام استبدادى عسكرى أو «قذافى» جديد.

لا تحتاج ليبيا فى الوقت الحالى إلى انتخابات، إنما إلى دعم بناء مؤسسات الدولة وإلى جيش وطنى ونواة سلطة قضائية شبه مستقلة وغيرها من البديهيات، التى كان يجب الاستثمار فيها، لا إجراء انتخابات بين ميليشيات تتحارب قبل الانتخابات وستتحارب أكثر بعدها.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهم الانتخابات الليبية وهم الانتخابات الليبية



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:16 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الشهداء لا يموتون

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 11:54 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

تيفاني ترامب وصديقها اللبناني يحددان موعد الخطوبة

GMT 09:37 2016 الخميس ,01 أيلول / سبتمبر

8 علاجات طبيعية منزلية للإسهال

GMT 01:35 2018 الخميس ,07 حزيران / يونيو

محمد بن زايد يطلق حزمة اقتصادية بـ 50 بليون درهم

GMT 17:37 2017 الأحد ,21 أيار / مايو

كيف تتحلين بالهدوء

GMT 14:50 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"لاتسيو" يفوز على "سبال" برباعية ويتقدم في الدوري الإيطالي

GMT 11:43 2018 الخميس ,08 آذار/ مارس

زيارة للبلد متعدد الأعراق ومتنوع الثقافات

GMT 14:13 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

مدرب بايرن ميونخ يدخل تحدي جديد مع عودة الدوري الألماني
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon