آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

بين احتجاجين

اليمن اليوم-

بين احتجاجين

بقلم - عمرو الشوبكي


احتجاجات السودان تقاطعت فى توقيتها مع احتجاجات فرنسا، فقد انطلقت مظاهرات واحتجاجات واسعة فى كلا البلدين، وبقى الفارق فى تعامل الحكومتين مع تلك الأحداث حتى وصل لحد التناقض.

من الوارد أن تحتج الشعوب فى كل مكان فى العالم شمالا وجنوبا وفى دول متقدمة ونامية وفقيرة وغنية، ويبقى الفارق هو فى تعامل السلطات مع هذه الاحتجاجات وكيف تنظر لمطالب شعوبها وكيف أن بقاء أى رئيس (مهما كانت سياساته) لثلاثين سنة فى السلطة يمثل فى ذاته أزمة، فما بالنا إذا كانت سياساته كارثية وأوصلت بلادة إلى أزمات سياسية واقتصادية وثقافية غير قادرة على الخروج منها.

فى فرنسا انطلق الرئيس الفرنسىالرئيس الفرنسى من أن هناك مشكلة اقتصادية وسياسية حقيقية، وهناك جزء من الشعب لديه مشكلة مع سياساته، أما فى السودان فانطلق الرئيس السودانى من أن هناك مؤامرة على السودان يقودها مأجورون وخونة (استخدم هذه التعبيرات حرفيا).

قال الرئيس الفرنسى، فى خطاب متلفز، إنه يشعر بالناس والعمال والأمهات والعجائز والأرامل، وأقر أنه أعطى انطباعا أنه وضع أولويات أخرى غير ما يعيشه غالبية الفرنسيين وأنه دون أن يقصد جرحهم وأكد أنه لا ينتمى إلا للشعب، وقرر رفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو كل شهر وألغى الضرائب الإضافية عن ساعات العمل الإضافية وعلى من تقل معاشاتهم عن 2000 يورو، وأنه سيعمل على وضع عقد اجتماعى جديد وأطلق جملته الشهيرة «أعلن حالة الطوارئ الاجتماعية» وهو عكس ما كان يروج له البعض بأن الحل فى قمع المتظاهرين وفرض حالة الطوارئ.

تراجع ماكرون وخرج استفتاء بعد خطابه جاء فيه أن 54% من الفرنسيين يرون ضرورة توقف حركة السترات الصفراء وأن 50% اقتنعوا بكلامه بعد أن كان ثلثا الشعب يؤيدون الحركة وهو بلا شك نجاح ولو جزئى للرجل.

لن تنتهى حركة الاحتجاجات فى فرنسا كليا لأن لها أبعادا أعمق من سياسات ماكرون، وهى قادرة على إصلاح النظام وتصويب سياساته لأن السلطة فى فرنسا احترمت منذ البداية التحركات الشعبية واعتبرت أن من حق جزء من الشعب أن يعترض سلميا على سياستها (ورفضت وواجهت العنف)، أما فى السودان فقد انطلقت السلطة من أن الشعب ليس رقما فى معادلة الحكم وأن الاحتجاج على سياسات الحاكم سلميا بالاعتراض أو التظاهر يعنى مؤامرة على الدولة والنظام وعلى الشعب نفسه، وتصبح خيارات تغيير النظام أو الحروب الأهلية أو الفوضى هى النهاية الطبيعية لأى احتجاجات يرفض وجودها السلمى النظام القائم.

احتجاجات السودان مآلها كما قال الخبير العالمى فى شؤون أفريقيا والسودان هانى رسلان أنها ستغير النظام الحالى، وربما تؤدى إلى نظام أفضل يحترم حقوق شعبه فى بناء الديمقراطية ودولة القانون.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين احتجاجين بين احتجاجين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:11 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برجفي كانون الأول 2019

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:33 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

اطلالات متنوعة من وحي الفاشينيستا ماريا عليا

GMT 12:24 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

اجتماع للحكومه اليمنية للوقوف على الأوضاع الراهنة في تعز

GMT 22:05 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

بعد غياب 15 عاما.. جورج وسوف يحيى حفلا ضخما بالقاهرة 24 فبراير

GMT 05:46 2017 الإثنين ,23 كانون الثاني / يناير

المصممة الجزائرية نبيلة شيباح تعرض مجموعتها لعام 2017

GMT 14:30 2018 السبت ,12 أيار / مايو

نسب النبي صلى الله عليه وسلم

GMT 15:53 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

5 أشياء عليك معرفتها قبل السفر لقضاء إجازتك

GMT 09:03 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تصنيف جديد يكشف عن جواز السفر الأفضل على مستوى العالم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen