آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تصويت مشرف

اليمن اليوم-

تصويت مشرف

عمرو الشوبكي
بقلم : عمرو الشوبكي

فى كل الأحوال يجب احترام إرادة الشعب حتى لو اختار رئيسا أو حزبا سيئا، وأحيانا يخطئ الشعب فى اختياراته ويتعلم من الممارسة ويصحح أخطاءه، وتلك قيمة النظم الديمقراطية.

وفى حالة تونس كان الاختيار والتصويت صحيحا ومشرفا، فقد حصل أستاذ القانون الدستورى قيس سعيد على حوالى 75% من أصوات الناخبين وفق النتائج الأولية، وفاز على منافسه رجل الأعمال نبيل القروى.

والحقيقة أن هذا الفوز فى بلد يُصنف من بين الديمقراطيات الناشئة ويواجه مشكلات اقتصادية وسياسية كثيرة يعتبر انتصارا كبيرا على الشعب التونسى أن يفتخر به.

إن هذا الفوز الكاسح كان فى النهاية لرجل علم أقرب للتيار المدنى القومى (بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف مع آرائه) وخارج التيار الإسلامى، وفى نفس الوقت واجه مرشح جاه ومال قدم مساعدات خيرية بالملايين لفقراء تونس اعتبرها كثيرون رشاوى انتخابية.

لقد رفض الشعب التونسى فى الانتخابات الأخيرة النخب الحاكمة بمختلف توجهاتها بالديمقراطية والصندوق، واختار اثنين من خارج المشهد الحزبى التقليدى لجولة الإعادة، وأعطى ثقته لرئيس لم ينتمِ لأى من الأحزاب المسيطرة على المشهد السياسى التونسى، وهو ما وضع تونس مثل مجتمعات أخرى عريقة فى الديمقراطية انتخبت أيضا رؤساء من خارج المشهد الحزبى التقليدى كما فعل الأمريكان مع دونالد ترامب، والبرازيليون مع جايير بولسونارو، بل إن الرئيس الفرنسى ماكرون أسس حزبا قبل انتخابات الرئاسة بفترة قصيرة ليكون بديلا عن الأحزاب التقليدية القديمة، ويفوز فى انتخابات الرئاسة كمرشح من خارج الأحزاب التقليدية.

لقد قضى انتصار قيس سعيد على وهم آخر يقول إن الصوت الاحتجاجى فى العالم العربى يذهب إلى الإسلاميين، وفى تونس ذهبت الأصوات الرافضة لرجل خارج الإسلاميين والأحزاب المدنية التقليدية على السواء.

لقد شهدت تونس معركة بين رجل زاهد بلا مال يتحدث باللغة العربية الفصحى البسيطة القريبة من الناس، رغم حصار العامية الفجة، رجل صاحب مشروع سياسى (يراه البعض حالما وغير واقعى) فى مواجهة رجل آخر رغم نجاحه فى عالم المال والأعمال إلا أنه مثل نموذج أثبت فشله فى أعتى التجارب الديمقراطية حين جرى الخلط بين رأس المال والسلطة، وهو رجل وجدنا مثله كثيرين فى مصر ممن «يرشون» الأموال على الناخبين.

فاز رجل القانون فوزا كبيرا على رجل متهم أمام القانون، وهى رسالة عظيمة تقول إن الشعوب العربية لا تختار وفق معيار الثراء، وإن ظواهر شراء الأصوات أو الرشاوى الانتخابية ليست هى الطريق لدخول البرلمان أو قصور الرئاسة.

التصويت التونسى فعل عكس ما فعله الأمريكان مع ترامب، والديمقراطية قد تصحح خطأ الأمريكيين إذا اختاروا رئيساً آخر فى الانتخابات القادمة، على عكس تونس التى اختارت منذ البداية الرئيس الصحيح. فمبروك تونس، ومبروك قيس سعيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصويت مشرف تصويت مشرف



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 21:22 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

فوائد الكرفس

GMT 17:35 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

حمام " الصالحين " يتمتع بخدمات صحية للمرضى في الجزائر

GMT 01:52 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سُلاف فواخرجي توضح أسباب انسحابها من "باب الحارة"

GMT 11:09 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يتوعدون بإطلاق المزيد من الصواريخ نحو السعودية

GMT 01:02 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تعلن عن خطوات أنيقة لاستقبال شهر رمضان

GMT 01:49 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تفصح أنّ الأطفال في سن الرشد يعانون من الاكتئاب

GMT 05:05 2016 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حوض استحمام على شكل أرجوحة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen