آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حلم مصر الإفريقى!

اليمن اليوم-

حلم مصر الإفريقى

بقلم - مكرم محمد أحمد

لا أعتقد أن مدينة أخرى فى مصر غير أسوان كان يمكن أن تكون مقرا لعقد أول مؤتمر يجمع الشباب العرب والأفارقة، يتدارسون فيه دورهم المشترك فى تعزيز انتمائهم إلى القارة السمراء، وكيفية النهوض بالقارة التى تواتيها فرصة العُمر والتاريخ كى تُشارك بقدراتها العديدة المتنوعة فى ركب الحضارة الإنسانية، وأظن أيضا أن أسوان هى المكان الصحيح والمناسب الذى يمكن أن يبدأ فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى مهمته رئيسا لمنظمة الوحدة الإفريقية، تعول عليه شعوب القارة آمالا كبارا للنهوض بإفريقيا وتحقيق آمال شعوبها فى تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم، لأن أسوان تجسد الهوية العربية الإفريقية، وتكاد تكون الرمز الصحيح لهذه الأخوة الإنسانية، وهى تعنى فى ضمير كل مصرى معنى الأصالة وطيب العرق والتسامح والاستقرار والعيش المشترك، وقد نجحت أسوان فى أن تخلع كل هذه السمات على احتفال مصر بالمناسبتين التاريخيتين وتكاد تستوحى كل العروض التى شهدها الضيوف الأفارقة قيمة هذه الأرض الطيبة.

نعلم أن رئاسة رئيس مصر عبدالفتاح السيسى المنظمة الإفريقية هى رئاسة دورية عمرها عام، لكن حجم الآمال التى يعلقها الأفارقة على هذه الرئاسة كبير وضخم، وتكاد تخلص توقعاتهم فى أن تنجح مصر فى أن تضع بصمتها على هذا العام ليصبح عام الشباب وعام التعليم، وعام الوفاق ونبذ الحروب الأهلية، وعام المرأة الإفريقية التى ينتصر الرئيس السيسى لحقها فى المشاركة، لأن إفريقيا كما قال، لن تحقق تقدمها المنشود فى غيبة المرأة الإفريقية، ولا يقل أهمية عن ذلك أن تتمكن القارة من إنشاء بنية أساسية مشتركة تمكنها من تعزيز تواصلها الجغرافى والسكانى وتنمية تجارتها البينية واستغلال ثرواتها غير المستغلة، لأن إفريقيا يمكن أن تكون أكبر منتج فى العالم للذهب والألماس، ويمكن أن تكون سلة غذاء العالم أجمع لوفرة أراضيها ومياهها، وهى الآن واحدة من المناطق الأكثر جذبا للاستثمارات العالمية.

لقد تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن حلمه الكبير لإفريقيا الذى ينطوى على مشروع ضخم يربط عبر نهر النيل بين بحيرة فيكتوريا والبحر الأبيض ليصبح النيل شريان حياة يربط معظم الدول الإفريقية وينقل تجارتها إلى ساحل البحر الأبيض، كما تحدث مرارا عن حلمه الكبير الآخر بإنشاء سكك حديدية تربط مصر والسودان وإفريقيا، وكلها أحلام قابلة للتحقيق تنطوى على جدوى اقتصادية مؤكدة لكل شعوب القارة..، وبالطبع فإن هذه الأحلام الكبار يصعب تحقيقها خلال عام، لكن المهم فى فكر الرئيس عبدالفتاح السيسى هو إنشاء بنية أساسية من مشروعات الطرق والأنهار والسكك الحديدية تجعل القارة كلا مترابطا، تربط مناطق الإنتاج بشبكات التصدير، وتزيد ترابط دول القارة وتواصلها، وينمى داخل عقول شباب القارة ضرورة تعزيز البنية الأساسية التى تربط دول القارة وشعوبها، لأن مشروعات البنية الأساسية هى شرايين الحياة التى تصنع التنمية والتقدم، وعندما تصبح مشروعات البنية الأساسية اهتماما مشتركا للشباب العربى والإفريقى، يناقشون جدواها ويدركون أهميتها ويبحثون سبل إقامتها، وتدخل فى وعيهم باعتبارهم ضرورات أساسية للتقدم فإن ذلك يعنى تشكيل صورة المستقبل وخلق مفاهيم مشتركة بين الشباب العرب والأفارقة لمعنى التنمية المستدامة وشراكة المصالح والتخطيط الصحيح لغدِ مُشرق.ومن المؤكد أن أهم بصمة يمكن أن يتركها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال هذا العام هى بصمة فى عقول شباب الأفارقة والعرب، بما يجعلهم يفكرون على نحو طموح وكبير ويحسنون التعليم ويتعلمون التفكير خارج القوالب المعلبة، ويدركون أهمية وجود بنية أساسية قوية ينهض عليها التقدم، ويناصرون قضايا المرأة الإفريقية، لأن إفريقيا لن تحقق تقدمها فى غيبة الاعتراف بحقوق المرأة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم مصر الإفريقى حلم مصر الإفريقى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen