آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

الخطيئة التاريخية

اليمن اليوم-

الخطيئة التاريخية

بقلم/ د. وحيد عبدالمجيد

يتجدد طلب اعتذار فرنسا عن ماضيها الاستعمارى كلما حلت ذكرى استقلال الجزائر. يحدث ذلك منذ سنوات ولكنه يبدو أوسع وأكثر الحاحاً هذا العام. بعض الفرنسيين، وليس فقط كثير من الجزائريين، يطالبون بذلك منذ احتفال الجزائر بالذكرى 55 لاستقلالها فى 5 يوليو الحالى.

الاهتمام بالموضوع أكبر هذه المرة لأن الرئيس الفرنسى الجديد إيمانويل ماكرون اعتذر بشكل ما عن هذا الماضى عندما زار الجزائر فى فبراير الماضى خلال حملته الانتخابية فى سياق سعيه إلى الحصول على أصوات الفرنسيين من أصل جزائرى.

احتلت فرنسا الجزائر نحو قرن وثلث القرن (من 1830 إلى 1962)0 وظلت جرائم ارتكبها المحتلون فى ذاكرة الجزائريين جيلاً بعد جيل. غير أن فرنسا الرسمية ليست وحدها التى يتعين عليها الاعتذار عن هذا الماضى الاستعمارى. الليبراليون الفرنسيون مطالبون بذلك لأن أسلافهم تواطأوا مع الاستعمار، ودعَّمه بعضهم، اعتقاداً فى أنه يؤدى دوراً حضارياً وتمدينياً. الليبراليون الغربيون فى مجملهم ارتكبوا هذه الخطيئة على مدى عدة قرون منذ أن استهانوا بجرائم العبودية والاسترقاق وتجارة العبيد، ولم يتخذ أى من مفكريهم وأحزابهم موقفاً ضد ذلك العار التاريخى لفترة طويلة.

وعندما شرعت انجلترا فى مشروعها الاستعمارى فى القرن السابع عشر، لم تثر أفعال المستعمرين البشعة سوى رد فعل نقدى خافت من بعضهم مثل شارل دى مونيسكيو، وجان جاك روسو، وفولتير, وديدرو. فقد صمت معظمهم, وانبرى قليل منهم لتبرير هذه الأعمال. وسقط مفكرون كبار مثل جون لوك فى ذلك الاختبار حين أضفى طابعاً رسالياً على هذا الاستعمار. ورغم أن ألكس دى توكوفيل استنكر بعض فظائع الاحتلال الفرنسى فى الجزائر، فقد رأى أن الاستعمار بوجه عام ضرورى لتمدين الشعوب التى لا تستطيع التقدم اعتماداً على نفسها.

ويبدو أنه لم يكن فى إمكان كثير من روَّاد الليبرالية الذين عظَّموا قيمة العقل أن يفهموا أنماط حياة متخلفة لا مكان فيها لهذا العقل بالمعنى الذى آمنوا به، وهو التفكير الحر المتفتح والإبداع والابتكار والتجديد وتغيير الحياة إلى الأفضل. ورغم أن الليبراليين من الأجيال التالية تبنوا موقف قوية ضد الاستعمار، لا يكفى هذا التطور لتصحيح خطيئة أسلافهم. ولذا وجب على الأحزاب والشخصيات الليبرالية فى البلدان الغربية الاعتذار عن هذه الخطيئة التاريخية.

  •  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطيئة التاريخية الخطيئة التاريخية



GMT 10:16 2019 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

إضراب فرنسا

GMT 02:29 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

تعديل العلمانية!

GMT 12:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

في فرنسا... أنا غاضب إذن أنا موجود

GMT 00:21 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

لا أحد قادر على دفع فاتورة الحرب

GMT 01:24 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

نظرية المؤامرة تظهر فى فرنسا
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 00:43 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

القديوي ينوي إعادة الجيش إلى سكة الانتصارات

GMT 18:10 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رد جريء من المطربة الشعبية بوسي عن الميول الجنسية الشاذة

GMT 05:54 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

5 ملايين دولار مساعدات جديدة من السعودية لليمن

GMT 20:34 2017 الأحد ,10 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد اليد المصري يختار هشام نصر متحدثًا رسميًا

GMT 04:42 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

بشرى تكشف سبب مشاركتها في منتدى شباب العالم
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon