آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إضراب فرنسا

اليمن اليوم-

إضراب فرنسا

عمرو الشوبكي
بقلم - عمرو الشوبكي

شهدت فرنسا يوم الخميس الماضى واحدًا من أكثر إضراباتها قوة وانتشارًا، لم يفقه إلا إضراب عام 1995، وذلك اعتراضًا على الإصلاحات التى ينوى الرئيس إيمانويل ماكرون القيام بها الخاصة بنظام التقاعد.

وتتسم الحركات الاجتماعية فى فرنسا بالقوة والحيوية والقدرة على التعبئة والحشد، مقارنة بمعظم البلاد الأوروبية، كما أن اللجوء لسلاح الإضراب أمر متكرر فى فرنسا مقارنة بألمانيا وبلاد الشمال الأوروبى.

وتاريخ فرنسا حافل باحتجاجات اليسار والقوى الثورية (ثورة الطلاب فى 68 وغيرها) طوال القرن الماضى، لكنها عرفت أيضا احتجاجات القوى الاجتماعية أو ما يمكن وصفه باحتجاجات اليسار الاجتماعى الممثل فى النقابات، وجماعات مطلبية تدافع عن حقوق الناس فى السكن ونظام التقاعد والرواتب العادلة.

والحقيقة أن السبب الرئيسى للإضراب الحالى هو رغبة الرئيس الفرنسى فى إصلاح نظام التقاعد، وهو امتداد لنفس المحاولة التى قام بها الرئيس الراحل جاك شيراك فى عام 1995 وتراجع عنها بعد موجة احتجاجات عارمة اجتاحت البلاد.

مضمون هذه الإصلاحات، كما تصفها الحكومة، هو توحيد نظام التقاعد، حيث يوجد فى فرنسا 42 نظاما مختلفا للتقاعد حسب المهن والوظائف والفئات الحكومية، ويرغب ماكرون، وحكومته، أن يوحدها أو على الأقل يجعل التفاوت بينها فى أقل حد ممكن، لأن الوضع الحالى يكلف الحكومة كل عام ما يقرب من 8 مليارات يورو، وهو مبلغ تقول الحكومة إنها لم تعد قادرة على تحمله.

وقد بدا لافتًا المشاركة الفاعلة للعاملين فى السكك الحديدية فى الإضراب، لسبب بسيط، أن هؤلاء يتقاضون حوافز وبدلات أعلى من غيرهم، ولديهم نظام للتقاعد أفضل من فئات كثيرة، فى حين تقول الحكومة إن جانبا من هذه البدلات يسمى «بدل الفحم»، والذى وضع فى قانون صدر عام 1945، ويعطى بدلات خاصة لسائقى القطارات نظير تحملهم مخاطر قيادة قطارات تسير بالفحم، والآن أصبحت القطارات تدار بأحدث أنواع التكنولوجيا وأصبح الفحم ذكرى فكيف يتم إعطاؤهم هذه البدلات؟

أما سن التقاعد فكان 50 عاما ويحصل فيه السائقون على مستحقاتهم كاملة نظير ما يتحملونه من مشقة فى مواعيد العمل وغياب إجازات «الويك إند» والعمل فى أى موعد، وهو ما تنوى الحكومة رفعه أيضا.

إضراب السكك الحديدية وصل إلى 90% وهو أعلى نسبة مشاركة لهذا القطاع فى أى إضراب فى تاريخ فرنسا، والسبب واضح أنه من أكثر القطاعات التى ستتضرر من جراء هذه الإصلاحات.

يقينًا إضرابات فرنسا ليست بالحدث العابر أو السهل لأنها تأتى فى ظل وجود احتجاجات السترات الصفراء على النظام السياسى برمته، وجاءت الاحتجاجات المطلبية المدعومة من نقابات وحركات اجتماعية قوية لا تمثل فقط صوتًا احتجاجيًا رافضًا، إنما لديها بدائل اجتماعية لمشاريع ماكرون السياسية والاقتصادية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب فرنسا إضراب فرنسا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 01:20 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة مي عز الدين تشبّه والدتها بالحياة والأكل والشرب

GMT 01:45 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

غير الناطقين بالإنكليزية يتفوقون في برنامج التقييم الوطني

GMT 10:15 2020 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

رامي جمال يحيي حفلًا غنائيًا في الفيوم 5 آذار

GMT 22:48 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

طريقة عمل بلح بالبشاميل

GMT 20:39 2016 الثلاثاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

النجم محمد رمضان يظهر في شخصيتين خلال فيلمه الجديد "الكنز"

GMT 00:56 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

الفنان أحمد الفيشاوي يرفض الرد على الشائعات

GMT 00:57 2017 الخميس ,13 تموز / يوليو

هيفاء وهبي تنسحب من بطولة فيلم "ثانية واحدة"

GMT 05:36 2019 الخميس ,13 حزيران / يونيو

علماء يكشفون السبب الرئيسي لبدانة الأطفال

GMT 12:11 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

طرد الأهلي يجعل من النني أسطورة في أرسنال

GMT 04:04 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

دراسة تكشف أن الملح غير مسؤول عن ضغط الدم

GMT 19:33 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

هواوي تطلق سلسلة هواتف Y Series 2018 فى الأسواق المصرية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen