آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حلم الثورة الضائع!

اليمن اليوم-

حلم الثورة الضائع

بقلم ـ محمد صلاح

كما كان متوقعاً مرت ذكرى 25 كانون الثاني (يناير) في مصر هادئة، ودون ضجيج إلا من بعض مراسم الاحتفال بعيد الشرطة، الذي يتزامن مع التاريخ نفسه، وإن اختلفت الوقائع ما بين رياح حاولت أن تقتلع مصر من محيطها وتخرب بنيتها التحتية وروحها الإنسانية، وسعت إلى هدم قيم وموروثات وحضارة عاشت عليها مصر آلاف السنين لتخرج بدلاً منها فوضى وعشوائية ومبادئ إقصائية، وقيم للبلطجة والتطرف والإرهاب والإذلال المعنوي والواقعي لكل معارض، أو صاحب فكر مخالف، وبين يوم ظل المصريون يحتفون بتضحيات أصحابه حين تصدوا في محافظة الإسماعيلية للمحتل، وقاوموا المستعمر ودافعوا عن كرامة بلدهم. باستثناء نواح نشطاء وثورجية و«إخوان» ومحاولتهم تبييض وجه ثورة اعتبرها الشعب المصري كارثة كادت تعصف بدولته، لم تكن هناك أي مؤشرات للاحتفاء بذكرى مرور الربيع العربي فوق سماء مصر، إذ إن المصريين بدوا وكأنهم تجاوزوا بالفعل آثار الدمار والخراب والفوضى التي خلفتها أعاصير ذلك الربيع، وانشغلوا في إعادة بناء بلدهم، والتصدي لمحاولات تنظيم «الإخوان» وحلفائه هدم الدولة على من فيها، وهم نجحوا في إبعاد «الإخوان» من المشهد السياسي بل حتى من المشهد المجتمعي، إذ صار مستحيلاً في مصر أن تظهر إلى العلن جمعية أو شركة أو مؤسسة أو لافتة تشير إلى ارتباط أعضائها أو عناصرها أو مؤسسيها بذلك التنظيم الإرهابي، الذي تعرض لضربة شديدة بعد ثورة الشعب المصري على حكم الجماعة، وإطاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي ومرشد «الإخوان» من سلطة الأمر والنهي والتحكم في مصير أكبر بلد عربي.

أما صراخ الآلة الإعلامية القطرية، والمنصات الإعلامية الإخوانية، والقنوات التي تبث من الدوحة ولندن واسطنبول، وجهود اللجان الإلكترونية الإخوانية لتحريض الناس على النزول إلى الشوارع والميادين والتظاهر والتحرش بقوى الأمن في ذكرى يوم حلم فيه «الإخوان» بـ»التمكين»، بينما اعتبره غالبية المصريين مؤامرة، فجاءت بلا تأثير بل مثيرة للسخرية والتهكم و»التريقة»، ولم يتوقف المصريون عن مواجهة أصحابها وإذلالهم بأن ما يدعون إليه لن يتحقق حتى في الأحلام!

كعادتهم في استغلال كل تطور أو مشكلة أو قرار أو تصرف، لمحاولة الإساءة إلى الحكم أو تحريض الناس، اقتنص أصحاب المنصات الإعلامية القطرية قراراً بتطوير منطقة المنتزه في محافظة الإسكندرية تضمن نزع ملكية «كبائن» تطل على البحر من أصحابها، وكلهم من علية القوم وأصحاب النفوذ والمال أو الاثنين معاً، وجرى «الشغل» على أن السيسي انقلب على الأثرياء، وأنه غاضب من ثرائهم وناقم على رفاهيتهم، ونشط «الإخوان» في الصيد في مياه ردود فعل الفئة المتضررة من القرار، لكن الحيلة فشلت، إذ ظهر أن الإجراءات كلها اتخذت وفقاً للقانون، وأن أصحاب «الكبائن» ظلوا يحتفظون بها عقوداً دون سداد مستحقات الدولة، فغيَّر الإعلام الإخواني البوُصلة نحو البسطاء والفقراء عندما وجد الدولة تعيد تطوير منطقة الأهرامات ضمن مشروع ضخم اعتمدته الدولة قبل افتتاح المتحف المصري الكبير على سفح الهرم، حيث بدأت الأجهزة المعنية في إزالة منازل عشوائية جرى بناؤها في المناطق الأثرية وعلى سفح الأهرامات وتمثال أبو الهول عند منطقة نزلة السمان، في ظل دعم شعبي غير محدود لإجراءات وجدها المصريون تأخرت كثيراً.

تخيل «الإخوان» وداعموهم أن قذائف المنصات الإعلامية ستجعل أهل «نزلة السمان» يبدأون بـ»الثورة» لينضم إليهم بعدها باقي فئات الشعب، وأن المصريين سيأتون من المحافظات الأخرى إلى «نزلة السمان» لحماية العشش والبيوت العشوائية نكاية في السيسي وأبو الهول وخوفو وخفرع ومنقرع!!

حلم الثورة الضائع مع «الإخوان» وقطر وتركيا ومنظمات غربية مازالت تساند التنظيم الإرهابي، إضافة إلى بعض الثورجية والناشطين، يحوله المصريون كل فترة إلى كابوس كبير يضرب خططاً ومؤامرات لا تتوقف لكنها تفشل في كل مرة.

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلم الثورة الضائع حلم الثورة الضائع



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen