آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إدارة الفقر

اليمن اليوم-

إدارة الفقر

بقلم - سمير عطا الله

يقول الدكتور عبد المنعم سعيد، أحد مفكري جيل 23 يوليو، إن سلسلة من الخطوات «جعلت سياسات الدولة كلها تقوم على إدارة الفقر، بدلاً من إدارة الثروة». ويعلن نيكولاس مادورو أن أعداءه يريدون تدمير الثورة التي ورثها عن المقدم هوغو شافيز. ويكمن في كلام الدكتور سعيد سر المأساة البشرية، وهو أن الفقراء لا يعرفون كيف يديرون شؤونهم. وفي مقال سابق عن الموضوع، أشرت إلى أن الرئيس مادورو كان سائق حافلة. وإنني أعتذر، مع أنني لم أقصد الإهانة أو الإساءة. فالرئيس لولا دا سيلفا، الذي صنع ازدهار البرازيل ونهضتها، كان عاملاً بسيطاً جداً. لكن لولا أدار ثروات بلده بأساليب أغنيائها، كما أدارت الصين الشيوعية نهضتها الأسطورية الخيالية بالنهج الرأسمالي. وأنا لا أشك في أن الرئيس الصيني يقرأ كتاب «رأس المال» لكارل ماركس كل ليلة قبل النوم، فهو قراءة أدبية ممتعة تحرك المشاعر، لكنه كنظام معيشي أخفق عند أرقى الشعوب، كالألمان والروس، وتحول إلى مقررات أدبية في جامعات أميركا وأوروبا.
إدارة الفقر لا تحل مشاكل الفقراء. وليس هناك ما هو أقسى من الفقر وأشد لؤماً. ولكن المؤسف في هذه الدنيا أن النظام الحر هو الذي أثبت جدواه، رغم كل معايبه، تماماً مثل الديمقراطية.
تأثر هوغو شافيز بفيدل كاسترو، وتأثر مادورو به. وكانت فنزويلا قبل شافيز بلداً فاسداً، ولا يؤمّن العدالة وحقوق البسطاء، لكن فقراءها لم يكونوا يقتاتون الحشرات، ولم يزحفوا عبر الحدود من أجل وجبة طعام.
كوبا تعيش أيامها الأخيرة مع الكاستروية. صمدت في وجه أميركا وحصارها نصف قرن. والآن، تستقبل شركات الفنادق. 800 مليون صيني، و500 مليون هندي، طلعوا من الفقر إلى الكفاية بموجب هذا النظام الذي يكرهه الجميع بسبب فظاظته وواقعيته وخلوه من الرحمة. لكنه أيضاً النظام الذي حرر المعوزين والمدقعين. أرصفة أميركا وأوروبا مليئة بالمشردين والبؤساء، لكن لديهم غطاء وخبز ودواء.
الدول التي تنحدر إلى ما دون خط الفقر، وأدنى أدنى الكرامة البشرية، يجب أن تقيل نفسها ضناً بشعوبها. السنيور مادورو على حق كامل في استنكار التدخل الأميركي والأوروبي. فبأي حق يسحبون الاعتراف به؟ تلك هي العادات الاستعمارية القديمة.
لكن من أجل الشعب الفنزويلي، كان الأحرى به أن يودع الناس ويذهب إلى بيته، أو إلى هافانا. ويتأمل من هناك كيفية الخروج من إحدى أبشع مآسي الشعوب.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة الفقر إدارة الفقر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen