آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لحظات خوف في أوروبا

اليمن اليوم-

لحظات خوف في أوروبا

بقلم - سمير عطا الله

عن فرنسا مرة أخرى. فالأزمة ما زالت مفتوحة، وأصحاب الصداري الصفر يتوعدون بلادهم بيوم حريق خامس. وهذا شطط يقارب الخيانة. لأن فرنسا مدينة بسبب أحد أهم الأنظمة الاجتماعية في العالم. تتقدمها فقط الدول الإسكندنافية وكندا. ولن يستمر هذا السبق لأن تدفق اللاجئين قلب حياة هذه المجموعة ولم تعد اقتصاداتها قادرة على مواجهة الأعباء الإضافية.
قبل سنوات أصبت بوعكة في باريس دخلت معها الطوارئ. وعندما تقرر تسريحي، سألتني الممرضة: «هل لديك وسائل نقل»؟ للوهلة الأولى، وكمخلوق قادم من عالم كان ثالثاً، قلت في نفسي ما هذا السؤال السخيف، وما شأنها إن كنت أملك سيارة أم لا. وعندما طرحت السؤال على رفاق الطوارئ من أفارقة وآسيويين وبعض الفرنسيين، أدركت أن الهدف من السؤال هو تأمين الانتقال المريح للمتعبين بدل المترو أو البوسطة.
وهذا المريض نفسه - إذا كان مقيماً - لا يدفع ثمن دوائه في الصيدلية. وإذا دفع، فالسعر أرخص من أي مكان لأنه دواء والمريض إنسان. مقابل الفندق في نيويورك صيدلية تدعى «وندسور». كلما خرجت منها أشعر أنني خرجت من كمين. وكلما قمت بزيارة طبيب أشعر أنني تشرفت بلقاء «دراكولا» مصاص الدماء. وعندما حاول باراك أوباما وضع برنامج ضمان عاجل، كان أعتى معارضيه السيد ترمب.
ما من دولة في العالم - بما فيها روسيا السوفياتية - أعطت العامل والطالب الحقوق التي أعطته إياها فرنسا. فلماذا إحراقها؟ للناس والدهماء مطالب وحقوق. لكن ليست كل خياراتها عاقلة أو موائمة. لقد وضع الناخب البريطاني بلاده في أسوأ أزمة منذ الحرب عندما اختار أن يعيد المملكة المتحدة إلى الوراء، إلى ما قبل الوحدة الأوروبية.
التاريخ يعلمنا أنه لا عودة إلى الوراء وإلا اصطدمت بجدار هائل قام في هذه الأثناء. لا تستطيع أمّة القول لقد غيرت رأيي، تعالوا نعيد النظر في كل شيء. العقود وضعت لكي لا تُفسخ، وإلا فالعقوبة قاسية. وها هي المسز ماي تبحث في أوروبا عمن يساعدها على فسخ العقد، عند دعاة الوحدة وحراسها وفلاسفتها. لن تجد الكثير من الحماس لما هو أبغض الحلال. فليس من المنطق أن تعمل من أجل الوحدة نحو 60 عاماً، ثم تقرر أن ترفسها في لحظة واحدة.
الذين وضعوا الوحدة الأوروبية كانوا كبار الخبراء والمفكرين والرائين، ومثل هذا الإنجاز لا يترك أمره للدهماء والبقالين بحجة الحرية في الاختيار. فهذه مسائل تختارها الناس مرة واحدة، لا كل يوم. والدليل هو ما تمر به بريطانيا اليوم. المسز ماي، مثل هذه المفترقات الرهيبة في حاجة إلى المسز ثاتشر... آسفون.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظات خوف في أوروبا لحظات خوف في أوروبا



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen