آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تواضع أهل الغضب

اليمن اليوم-

تواضع أهل الغضب

بقلم - سمير عطا الله

خرجت في حياتي في تظاهرة واحدة. كان ذلك في التاسع من يونيو (حزيران) 1967. يومها استقال جمال عبد الناصر، وعمّ العالم العربي الحزن والقلق. ورأيت التظاهرة في شارع الحمراء فانضممت إليها. وبعد نحو ألف متر وصلنا إلى نزلة «القنطاري». ورأى المتظاهرون محل خياطة، فأخذوا يحطّمونه... ثم المحل المجاور... ثم بعدها محطة البنزين. وكان إلى اليمين شارع خرجتُ إليه مبتعداً عن كابوس التكسير. ولم أخرج منذ ذلك اليوم إلى تظاهرة أو اعتصام أو تجمع.
وعندما غطيت ثورة طلاب فرنسا عام 1968، لم يكن ذلك خياراً أو قراراً. فقد رأيت نفسي بالمصادفة في قلبها أمام غرفة الفندق. غطيتها بموضوعية ومهنية، لكنني لم أؤيدها، ولم أتعاطف معها، ولم أنضم إلى رومانسية المثقفين في «تحليل» غاياتها؛ بل تغيرت نظرتي بعمق، إلى الكتّاب الذين أقرأهم وإلى منظّري العنف واتباع الغضب.

عرض مراسلنا في باريس الأستاذ ميشال أبو نجم، في رسالة مفصلة (السبت الماضي) أخبار حركة «الصديرات الصفراء» - وليس «السترات» كما ترجمت خطأ. وفي هذا العرض نوع من التبرير لموقف الجماعات أو سياساتها، والإنحاء باللائمة على معالجة الدولة للقضية، خصوصاً الرئيس إيمانويل ماكرون. ومن كان يسكن في باريس فلا بد من أنه وقع تحت تأثير الصحف والإذاعات وعشرات الندوات التلفزيونية؛ فالمعارضة في فرنسا موضة، والموالاة جبن وعيب... «وهبوا، هبينا... لكن روقوا، لا نروق».

ماذا كانت النتيجة؟ كانت أن شاباً غاضباً يسكن أطراف المدينة جاء وأحرق وحطم وأغلق متجر رجل لا يعرفه، وفي طريقه حطم صورة المدنية وألحق الضرر والنكسة باقتصادها؛ بعث برسالة إلى الخارج بأن فرنسا دولة هشّة، في إمكان أي زمرة عصابية أن ترفع شعاراً مزوفاً وتستخدمه لإحراق الاطمئنان والاستقرار.
تغيرت ألمانيا من عهد إلى عهد من دون أن تتحطم نافذة، وتغيرت بريطانيا من مكان إلى مكان من خلال استفتاء ونقاش برلماني. وفي دوقية لوكسمبورغ المجاورة، حدث في هذه الأثناء حدث هو الأول في الأمم: جميع سكان الدوقية بعد اليوم يستخدمون وسائل النقل العامة مجاناً، مهما كانت أعمارهم وأسماؤهم وآراؤهم في فلسفة جان بول سارتر.

الذي حدث في جوهرة العواصم الأوروبية عمل رعاع غلاظ لا يعرفون معنى المسؤولية. ربما أن الرئيس أخطأ. وربما وزير الداخلية. لكن كيف نصف هذا الانفلات الشرير في وجه الأمن الوطني، في بلاد مكفول فيها جميع أنواع التعبير.
فليتخيل كل منا عاصمته ومدينته. لقد اتهم الصفر رئيس الجمهورية بالعجرفة وعدم المحاورة. فهل هذه الحرائق والخرائب تواضع وحوار؟

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تواضع أهل الغضب تواضع أهل الغضب



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:15 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيقة الفنان الراحل رشدي أباظة تتحدث عن حياته في "مساء الفن"

GMT 22:50 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

الألوان الزيتية والمائية

GMT 09:48 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أفضل الملابس المتماشية مع رحلات الكريسماس

GMT 18:53 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أحمد خليفة مديرًا فنيًا لمنتخب الجودو للمرة الثانية

GMT 17:20 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسطورة "ليفربول" الإنجليزي جيمي كاراغر يُشيد بثنائي "تشيلسي"

GMT 22:40 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

فيلم the nun حديث مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 05:50 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نمران صغيران يقتلان حارسًا في حديقة حيوان في الهند

GMT 06:13 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

إليك أفضل المتاجر الخاصة لمُحبّي هدايا عيد الميلاد

GMT 23:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

مشجعو ريال مدريد يختارون أفضل 6 لاعبين في تاريخ النادي

GMT 18:45 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

طرق إزالة بقع الدم عن الملابس بخطوات بسيطة

GMT 06:56 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعلن فرض رسومًا إضافية على العمالة الأجنبية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen