آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مئوية الريفي الأسمر

اليمن اليوم-

مئوية الريفي الأسمر

بقلم - سمير عطا الله

كانت حياة محمد أنور السادات سلسلة من الانتصارات. أولاً، على النفس. ثانياً، على النشأة البسيطة. ثالثاً، على السجن. رابعاً، على رفاق الثورة جميعاً: كلهم سقطوا وظل واقفاً إلى جانب زعيمها.
هُزم محمد أنور السادات يوم حلّ محل عبد الناصر. لم يتقبل الناصريون والقوميون العرب أن يحل محل عبد الناصر أحد. ولا يزالون. حتى العبور العسكري العظيم قيل إن خطته وضعت أيام عبد الناصر. حتى نوبل التي أعطيها، لا يشار إليها عندما تُحصى جوائز مصر. وعندما صبّ أمين الناصرية غضبه عليه، أشار إلى بشرته السمراء، بمعنى الهزء.
تحتفل مصر اليوم بمئوية ابن ميت أبو الكوم الذي لم يكن يعرف الراحة الحقيقية إلا يوم يرتدي الجلابية في قريته. كل البذلات الأخرى كانت زينة المنصب وضرورة المسرح السياسي الذي صار نجمه الأول، بعدما أخفق طويلاً في اعتلاء المسرح الفني. ظل دائماً «داهية» كما وصفه نجيب محفوظ، وابن بلد. وإذ تستعيد مصر سنوات الريفي الحاذق، ما بين النقد والندم والمدائح، تبقى منقسمة حول صفحات تاريخية تميزت حقاً أو خطأ، بشجاعة رجل بدأ حياته السياسية بالمشاركة في عملية اغتيال، وانتهى معرضاً صدره، دون خوف، لقتلة يخرجون من الصفوف في ذكرى 6 أكتوبر. يوم انتصاره وفخره ودخوله التاريخ، عاكساً كل الأقاويل، ضاحكاً من الذين ضحكوا منه، وفي داخله كان منتقماً، من صورة الهزيمة.
«وأولاده» عبروا وعادوا وفتحوا الطريق لسيناء كي تعود. لكن ليس هذا ما كان يحلم به المصريون. كانوا يريدون حرباً أخرى تعود بها سيناء وتنسيهم تلك اللحظات الموجعة في سماء سيناء وعلى أرضها. الدبلوماسية لم تكن انتصاراً في الذاكرة العربية المجروحة. والذي هُزم لم يكن مجرد رئيس آخر، بل زعيم الأمة وبطل 23 يوليو و«العملاق الأسمر».
فلما حقق الأسمر الآخر الانتصار، لم يطق أشهر صحافيي العرب هذا المشهد. وظل يطارد خليفة عبد الناصر إلى أن اتهمه بأنه دس السم له في فنجان قهوة. وغاب هيكل قبل أن يظهر على شاشة «روسيا اليوم» أخيراً الطبيب السوفياتي الذي أشرف على علاج عبد الناصر فترة طويلة. بالنسبة إلى أهم طبيب روسي، وفاة عبد الناصر كانت نتيجة مرض طويل لم يتمكنوا من معالجته. فنجان القهوة.. قراءة في فنجان.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مئوية الريفي الأسمر مئوية الريفي الأسمر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen