آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

تبديد الميراث

اليمن اليوم-

تبديد الميراث

بقلم - سمير عطا الله

تُقتنى الكتب من عناوينها، كما يقال. وقد سارعت قبل أيام إلى شراء كتاب عنوانه: «أهل النهضة: تراجم الذين صنعوا العصر الحديث». يضمّ الكتاب سيَر 300 شخصية عاشت بين بداية القرن الخامس عشر وبداية السابع عشر. أذهلني وأنا أقرأ في تاريخ تلك المرحلة أن 68 شخصاً من أصل الثلاثمائة، كانوا من إيطاليا. ومن بين هؤلاء ليوناردو دافنشي وكريستوفر كولومبوس ونيكولو مكيافيلي. حتى البولندي نيكولاوس كوبرنيكوس عاش ودرس في إيطاليا حيث غيّر مسارات اتجاه العلم مكتشفاً أن الأرض تدور حول الشمس، وكذلك الكواكب الأخرى، وليس العكس. أي أنه الرجل الذي جرح كبرياء أهل هذا الكوكب عندما أكّد لهم أنه ليس مركز الكون، وإنما تلك الشمس الحارقة والمضيئة في أرجائه.
نحو سبعين في المائة من صنّاع النهضة في الرسم والفن والفكر والسياسة والعلم، إيطاليون. أي أن روما القديمة لم تقصّر في ولادة إرث جديد يعتبر في الغرب أنه منارة العالم وبوابة التقدّم والخروج من مجاهل الإنسانية. استخدمت مصطلح «المذهل»، لأن روما القديمة ووريثتها الكبرى، حُصرت اليوم في دولة أوروبية متوسّطة يصعب عليها العثور على مكان لائق، وسط الحضارات الأخرى التي جعلت من إيطاليا مجرّد بلد فائق الجمال يقدّم الغناء والمعجنات الطيبة. وبين 300 اسم نسب إليهم مؤلفو الكتاب أصول النهضة وأركانها، هناك اسم يوناني واحد هو مانويل كريسولوراس. أي أن الحضارة اليونانية القديمة التي هي إحدى أمهات العلوم، أصابها جفاف عظيم لا يزال قائماً حتى اليوم. لقد نشأت تلك الحضارات ونمت، بسرّ من الأسرار أو سبب من الأسباب، في حوض المتوسط. ومن هذا الحوض أيضاً، قامت حضارات كثيرة أخرى على الساحل الليبي والساحل التونسي والساحل اللبناني، إضافة إلى ما وقع منه ناحية مصر، حيث كانت الإسكندرية داراً عظمى من دور العلوم.
أين هو هذا المتوسط اليوم، الذي تفرح روسيا بأنها أصبحت فيه، ولا تزال إيران تقاتل من أجل ميناء على شواطئه؟ أم أن هذا مصير الحضارات المحتوم في كل المراحل التاريخية ومعظم جهات الأرض. إن المتوسط، اليوم، هو حوض التراجع والانحسار. اليونان في أزمة وجودية، وليبيا في حرب رديئة، وتونس تتباهى بالوقوف عند الحافة بدل الهاوية. ولبنان معتلّ. وسوريا مدمّرة. والجانب الفرنسي من المتوسط، مصاب بالأرق. والإسكندرية تحاول استعادة شيء من الوهج في مكتبتها الكبرى بإدارة المصري المستنير والغزير الثقافة، الدكتور مصطفى الفقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبديد الميراث تبديد الميراث



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen