آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

اعتذار من عَلم

اليمن اليوم-

اعتذار من عَلم

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

هل تدري ما سبب نجاح الثورة المدهش والمذهل في لبنان، بصرف النظر عمّا سيحدث لها غداً؟ إنها بلا بطل، وبلا «بلاغ رقم واحد»، وبلا مجلس ثوري، وبلا لجنة مركزية أو مكتب سياسي... وإلا لكان أعضاء اللجنة المركزية انصرفوا إلى تصفية بعضهم بعضاً، وأعضاء المكتب السياسي سخف بعضهم بعضاً، ولكان الأبطال تناحروا وتدافعوا بحيث لا يبقى حياً أو خارج السجن إلا القائد.
ما هذه الروعة أيها اللبنانيون... ما هذا البهاء؟ ألف خرزة زرقاء. منذ الاستقلال لم يُرفع هذا العلم كما رُفع اليوم. كان العلم شيئاً مكروهاً في مناطق كثيرة، وكان الذين يحبونه يخشون أن يعلنوا ذلك، وكان الحزبيون والعقائديون يرون فيه رمز الانعزالية والرجعية، والإمبريالية وسائر القافية.
قبل سنوات طلب مني الأستاذ غسان تويني أن أشاركه في وضع «كتاب الاستقلال»، وهو تشريف مهني لي من أستاذي ومعلمي. لكنني قلت له إنني لا أعتقد أن الاستقلال كان نضالاً، بل كان تدبيراً دولياً. وانسحبت من المشروع الذي بقي فيه السفير نواف سلام والراحل سمير فرنجية.
وشعرت بعدها، ولا أزال، بندم شديد، ليس لأنني خذلت غسان تويني مرة أخرى في مشروع يشرفني مهنياً، بل لأنني لم أملك الشجاعة، مثله، للاحتفاء باستقلال بلدي حتى ولو كان استقلاله مستحيلاً.
عندما عدنا من لندن للاستقرار في لبنان من جديد أواخر التسعينات، ذهبت لحضور بعض الاحتفالات وفوجئت - بكل صدق - بأن النشيد الوطني لا يزال يُعزف، والناس لا تزال تقف له من دون أن تخشى عقاب رستم غزالة أو تقارير المخبرين عن مثل هذا الارتكاب: أولاً عزف النشيد، وثانياً الوقوف له.
لم أَرَ، ولا أحد غيري رأى، هذه الكمية من أعلام لبنان خلال شهر. لا أعرف في أي مصنع صنعت. ولا أعرف كم منطقة من المناطق تراه للمرة الأولى وترفعه وتلوح به، غير مرفق بأي علم آخر كنوع من التمويه أو التبرير. هكذا وحده رفع في أراضٍ لم تكن تعدّ نفسها في لبنان، إلا من حيث استخدام العملة.
ذلك أحد وجوه هذه الثورة التي لم يظهر لها بطل أو قائد أو منظِّر. ظهر فيها شيء واحد هو علم البلد المستقل وفي وسطه أرزة خضراء لا تشح خضرتها بعد ثلاثة آلاف سنة. علم جميل رقيق غير متعصب يرفرف مع النسائم والتحيات والأغاني، ويسامح الضعفاء مثلي الذين استحيوا به مثل الذين ينكرون آباءهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اعتذار من عَلم اعتذار من عَلم



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen