آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

السقوط عن أعلى السلم

اليمن اليوم-

السقوط عن أعلى السلم

بقلم - سمير عطا الله

منذ أيام هنري فورد، الذي اخترع سيارة رخيصة في متناول الطبقة الوسطى، لم تعرف صناعة السيارات في العالم رجلاً بكفاءة كارلوس غصن. ومنذ أيام أول سلالة إمبراطورية، لم تطلب اليابان من أجنبي أن يأتي لإنقاذها من أزمة كبرى. ولا حدث في العالم أن ترأس رجل واحد في وقت واحد، ثلاث شركات (نيسان، ميتسوبيشي، رينو) يزيد دخلها السنوي على مائة مليار دولار، وتوظِّف نحو ربع مليون إنسان.
هذا العبقري الذي غيَّر في هذه الصناعة الكبرى، كان صرحاً وهوى. نسي أن اليابانيين ينتحرون بالسيف في المعدة، بسبب تهمة فساد. فهو قادم من ثلاثة بلدان لها فلسفة خاصة حيال القانون: البرازيل حيث ولد، ولبنان حيث أكمل الدراسة الثانوية، وفرنسا حيث لمع في جامعاتها.
اليابان غير! ولا شك أن رفاقه في مجلس إدارة «نيسان» كانوا يتربصون بأول هفوة يرتكبها، فعزلوه بالإجماع. فوجوده كان إهانة لهم وتحدياً لليابان و«إله الشمس». مهاجر لبناني يُطلب إليه نجدة ثالث اقتصاد في العالم!
البرازيل بلاد مهاجرين. وفرنسا بلاد تعدد. أما اليابان فمن العار أن يتزعم ذو بشرة غير آسيوية هذا المجد الإمبراطوري المغلق. وإذ أقيل رجل واحد، ارتجت بورصة طوكيو وبورصة باريس. واهتزت قليلاً صورة اللبناني الأكثر نجاحاً في العالم، بعد «سميّه» كارلوس سليم، ذات يوم، كبير أثرياء الكوكب الأزرق.
ابنا مهاجرين بسيطين، في البرازيل وفي المكسيك، يصبحان رايتي أكبر بلدين لاتينيين، ويديران اقتصاداً ضعف الاقتصاد اللبناني برمّته. ولا يشتهر غصن بأنه «مدير» جيد بل بأنه منفذ جيد. فعندما انضم إلى «نيسان»، كانت على شفير الإفلاس، و«رينو» كانت في مربع الخسائر. وعندما لمع اسمه عرضت عليه «فورد» و«جنرال موتورز» عروضاً مغرية، اعتذر عن عدم قبولها.
هل انتهت أسطورة غصن؟ ليس تماماً. فإن شركة «رينو» متمسكة به. ويهيأ لي، أنه بعد انتهاء الإشكال القانوني في اليابان، سوف يتلقى عروضاً كثيرة من خارجها، إذا لم تكن هناك إدانة كبرى تحول دون ذلك. ويبقى له عمل آخر كان يقال إنه يفكر فيه: رئاسة الجمهورية اللبنانية. ليس أي جديد فيما حدث. الفساد يغري البشر مذ كانوا وكان. ويهدد العمالقة إذا ضبطوا بالجرم المشهود. المحزن في الأمر هو السقوط من على هذا الارتفاع.
قصة نجاح على سلم الشهرة سارت دون توقف، وفجأة، ينزلق على الدرجة اليابانية التي كانت سر أسطورته.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السقوط عن أعلى السلم السقوط عن أعلى السلم



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 03:09 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

قاوم شهيتك وضعفك أمام المأكولات الدسمة

GMT 23:33 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

مقتل لاعب نادٍ يمني شهير في مواجهات البيضاء
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen