آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

«هلا نوفمبر»

اليمن اليوم-

«هلا نوفمبر»

بقلم - سمير عطا الله

منذ أسبوع والكويت غارقة في حديث المطر. مرّت بالدولة موجة أمطار لا مثيل لها، وظلت تهطل إلى أن تحولت الأرض إلى بحيرات، وبلغ السيل الزبى. والزبى عند العرب المرتفع الذي لا تصله المياه. وإذ غمرت المياه الطرقات والمنازل والأبنية، أعلنت حكومة الشيخ جابر المبارك حالة الطوارئ، واستنفرت جميع القوى، وأغلقت المعاهد والمدارس وسائر المؤسسات الرسمية، وسهر الوزراء في مكاتبهم يلاحقون عمليات الإنقاذ والإسعاف وطالبي الإيواء الذين دمرت السيول منازلهم. وأغلقت الموانئ البحرية كما يحدث في أعاصير فلوريدا، كما أغلق المطار في وجه الرحلات المغادرة والقادمة.

وعندما هدأت العاصفة الكبرى كانت قد تركت خلفها 100 ملم من الأمطار، أي نحو سدس ما يسقط في لبنان خلال عام! ومن ثم بدأت المضاعفات. وأولها أنها وحّدت الكويت. وللمرة الأولى امتدح المعارضون التقليديون معالجة الحكومة لسيل من الصعوبات والمفاجآت. وحدث ما لم يحدث في أي دولة عربية أخرى، عندما استقال وزير الأشغال محملاً نفسه ووزارته مسؤولية الهفوات، بدل أن يحملها وزير التجارة أو التربية أو الشؤون الاجتماعية.

وفي حيويتها المعتادة وتنافسيتها بدأت صحف الكويت بتغطية مساحات السيول بمساحات من الحبر. وبحث المتفائلون عن فوائد الأمطار وطرحوا الأسئلة على الخبراء: أولاً، خفض التلوث. ثانياً، الصحة والعافية. ثالثاً، أو أولاً مرة أخرى، لا غبار هذا الصيف فالسيول تماسك الرمال.

ولم يتأخر المتشائمون في الظهور: الأضرار التي لحقت بالطرق. التكاليف. إصلاحات البيوت. وإلى آخره. لكنهم كالعادة، الأقلية. وقد اعتادت الكويت على أن ترحب بضيوفها في شهر 2 تحت عنوان «هلا فبراير»، وسوف تضيف إليه هذا العام «هلا نوفمبر».

فإذا كان فبراير (شباط) شهر الاستقلال، فإن هذا الآن هو شهر «المعدن الثمين» كما يسميه الكاتب أحمد الصراف. فقد أظهر الكويتيون كما فعلوا في الأزمات الطبيعية الكبرى، كيف يتعاونون ويصبحون عائلة واحدة، هم الذين يستطيعون الجدل في الصحف والديوانيات ومجلس الأمة الذي يرأسه رجل دولة يمثل بالدرجة الأولى عروبة الكويت وعراقة هذه العروبة، التي لم تؤثر بها مرارة الاحتلال ووضاعة الغزو الذي دمّر الثقة بالرابطة العربية في كل مكان إلا هنا، حيث عاش الكويتيون عذاباً لم يتوفق في وصفه أحد مثل العراقي كنعان مكية.

يظن الناس أن الاحتلال خبر في صحيفة، أو مشهد في نشرة إخبارية. لكنه أقسى امتحان ممكن في حياة وتاريخ الشعوب.

رعت الكويت هذا العام مؤتمراً لإعادة إعمار العراق. وقد مضت عليّ 6 سنوات غائباً عنها. وصلت بعد انقشاع العاصفة في جو صاف وصاح. ومنذ 1963 إلى اليوم، هذه أكثر مرة أرى الكويت في مثل هذا العمار. نضوة حصان وخرزة زرقاء في هذا العالم العاصف.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«هلا نوفمبر» «هلا نوفمبر»



GMT 04:34 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

حرائق أوروبا مظهر لمخبر

GMT 16:49 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة الى حزب الله وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أرض العلم

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران... قراءة في تفاصيل الأزمة

GMT 04:40 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

احذروا «يناير 2019»
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen