آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

عاش ليروي كل شيء: حسين... المشادات

اليمن اليوم-

عاش ليروي كل شيء حسين المشادات

بقلم - سمير عطا الله

«البطل» الآخر في مذكرات جلال أمين هو شقيقه حسين، الأقرب إليه سنّاً وعاطفة، ولكن أيضاً «كان حسين، بلا شك، لغزاً آخر كبيراً من ألغاز العائلة، تتعاقب عليه فترات من السعادة الفائقة، والشقاء الشديد، مما لا أظن أن أحداً من الإخوة الباقين كان يمرّ به». وقد كان حسين يعتقد أنه الأكثر فهماً وذكاءً بين الناس، وأنه دائماً على حق فيما يقول وفيما يفعل. ولذلك لم يصمد في وظيفة أكثر من سنة، إذ سرعان ما يتشاجر مع رئيسه وزملائه. وهكذا أمضى حياته متنقلاً من مكان إلى مكان، رغم كفاءته وطاقته وثقافته: «هكذا أصبح حسين بالفعل من أكبر مثقفي مصر، كما حقق درجة كبيرة من الشهرة، ووُصف بأنه كاتب فحل، جريء، وذو أفكار هامة وثاقبة وثورية، وصاحب أسلوب بالغ الجمال. لا أظن أني عرفت في حياتي، (أو سمعت عن أحد)، جمع مثل هذا الجمع بين الثقافتين العربية والغربية مثل أخي حسين، ولا كان هذا الجمع سطحياً، بل نفذ إلى أعماق كلتا الثقافتين، فاستوعب أوجه الجمال في كلٍّ منهما، واستطاع أن يفهم الكثير من أسرارهما، في ضوء ما قرأ عن الظروف التي نشأت وتطوّرت في كل منهما، فضلاً عن إجادته التامة للّغتين العربية والإنجليزية».
كان حسين أحمد أمين من أدباء مصر أيضاً، يتمتّع بصداقة أكثرهم وأبرزهم، ومنهم يوسف إدريس وأحمد عباس صالح، وقد بلغ ذروة الشهرة في كتابه «دليل المسلم الحزين»، وبعدما تنقّل في أعمال كثيرة، استقرّ أخيراً في وزارة الخارجية «ولكن لم يكن من المتوقّع أن يصبر أحد من رؤسائه، سواء في الخارجية أو غيرها، على رجل لديه مثل هذه الفكرة عن نفسه. لم تكن المشكلة في أنه كان يجاهر بها أمام رؤسائه، ولكن في أنها كانت تمنعه منعاً باتاً من أن يقبل ما يقبله الآخرون، كتنفيذ الأوامر أو إنهاء عمل معيّن في وقت بعينه، وعلى الأخصّ، القيام بمهمة لا يشعر القائم بها أنه شخص مهم وفريد من نوعه».
اشتغل حسين في المحاماة، وفي الإذاعة المصرية، وفي الإذاعة البريطانية، وفي مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، وعمل مع مراد غالب، سفير مصر في موسكو، حيث اكتشف السفير عشق حسين للأدب الروسي، فجمعت بين الاثنين صداقة قوية: «وفيما عدا هذه العلاقة المدهشة، لا أكاد أعرف مثلاً واحداً لرئيس آخر من رؤساء حسين، ارتاح كلّ منهما للآخر، فلا نهاية لقصص المشادات التي حدثت بين حسين وسفير، أو مستشار في الخارجية، أو مسؤول من مسؤولي الإذاعة المصرية، أو موظف كبير في مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة، ولا يمكن تفسير ذلك في رأيي إلا بهذه الخصلة الثابتة في حسين التي لم يكن من الممكن لأحد أن يخلّصه منها».
إلى اللقاء...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاش ليروي كل شيء حسين المشادات عاش ليروي كل شيء حسين المشادات



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen