آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مودة عربية لرئيس أميركي

اليمن اليوم-

مودة عربية لرئيس أميركي

بقلم - سمير عطا الله

واحد حرّر وآخر احتل. واحد حارب ضد الظلم والاعتداء وغرور القوة، وواحد انساق خلفها. جورج بوش الأب كان صاحب أدوار تاريخية كثيرة، وتلميذاً حقيقياً للمدرسة القائمة على العدالة الدولية، وصل البيت الأبيض بعد مسيرة طويلة في العمل السياسي، سفيراً في الصين وفي الأمم المتحدة، ونائباً للرئيس ومديراً لـ«سي آي إيه».

عندما شارك في تحرير الكويت، مساهماً بالجزء الأكبر في القوة الدولية المشتركة، حرص على توازن العمل العسكري مع العمل السياسي. وبكل مهارة، أثبت أنه قادم لتحرير الكويت من ظلم كبير وليس لاحتلال العراق. أي من أجل إعادة السوية والاستقرار إلى النظام العربي، وليس من أجل استبدال زعزعة حمقاء بزلزلة لا نهاية لها.

بعد تحرير الكويت من الأيام الغاصبة، أقدم بعض الكويتيين على تسمية مواليدهم الذكور «جورج بوش». صحيح أنه اسم غربي هجين، لكنها الطريقة التي عبَّر بها البسطاء عن فرحهم برفع ظلم «الشقيق» الأكبر وشركائه من العرب، الذين لم يترددوا في دعم سياسة الاحتلال وقلب البلدان وتشريد الشعوب.

لم يكن جورج بوش وحده بطل تحرير الكويت من أسوأ وأخزى الاحتلالات. فالكويتيون من الأمير إلى الصغير، أعطوا المحتل وشركاءه درساً في الرفعة والوطنية. ولم يستطع صدام حسين أن يعثر بينهم على وضيع واحد. ويوم استعادوا الكويت، استحقوها فرداً فرداً وشبراً شبراً.

في حين جاء العالم بقوة قوامها 700 ألف مقاتل، انقسم العرب حول شقيق قاتل وشقيق مقتول. وكان الصلف مفزعاً. وأثبت الامتحان والمحنة موقف السعودية ومصر وباقي الفريق الذي لا يقر بالغزو والاحتلال والاعتداء على سيادة وكرامة وأرزاق الآخرين.

هذا ما فعله العرب حيال أنفسهم: أن تتذكر الكويت جورج بوش الأب كبطل جاء من آخر الأرض يساعدها على التحرر من أظافر الجار الناهشة في جسدها. منذ تلك الطاحنة اللاأخلاقية، انقلبت معاني الجوار والأخوة عند العرب. وفتح صدام حسين باب تدمير العراق بلا نهاية. في حين أغلقت الكويت باب الاحتلال خلفه، وعادت تستكمل بناء دولة نموذجية، بينما لا يزال العراق يبحث عن حكومة وعن كهرباء وماء في البصرة.

دخل جورج بوش الأب تاريخنا من باب لا يُنسى. ولم تتوقف مودته للعرب في الكويت، بل أصبح أيضاً أول رئيس أميركي يجمّد قروض المستعمرات الإسرائيلية. ومن سوء حظنا أنه لم يجدد ولايته، فيما الذي جدد كان جورج بوش الابن. وقد مارس رداءة الغزو والاحتلال. وأساء تدبير الانتقال من صدام إلى حكم طبيعي. وفي كلمة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في تأبين الرئيس الأب، أول مشاركة عربية في غياب رئيس أميركي كان حليفاً.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مودة عربية لرئيس أميركي مودة عربية لرئيس أميركي



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen