آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

بلاد منغستو سابقاً

اليمن اليوم-

بلاد منغستو سابقاً

بقلم - سمير عطا الله

يرسم الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد صورة زاهية لجارة النيل، إثيوبيا. ولا يخرج عن قاعدته الأولى في الحديث عن أبرز تجربة أفريقية في الوقت الحاضر: دولة ارتفع فيها دخل الفرد من 171 دولاراً عام 2005 إلى 590 دولاراً 2015، وارتفع الناتج القومي من سبعة مليارات دولار 1981 إلى 70 ملياراً 2018.

تلعب الصين وفرنسا دوراً رئيسياً في تحديث الدولة. وتتقدم السعودية الدول المستثمرة وذلك بزراعة البن. وتقرأ في الصحف السعودية أن المملكة تستهلك ما قيمته 500 مليون دولار من القهوة كل عام، وإن المستهلك الأكبر هم الشباب.

استوقفني مقال الأستاذ مكرم كما أفعل كل يوم. وذات مرة سألت الدكتور عمرو موسى في باريس من هم كتّابه المفضلون في مصر، فعدد ثلاثة أو أربعة، ثم ابتسم ابتسامة الأمور المسلّم بها بين النساء، وقال... «وطبعاً». وأراد أن يكمل، فقاطعته «لا حاجة للتسمية».

تابعنا أخبار إثيوبيا كعرب باهتمام لأنها كانت جزءاً من قضايانا السياسية. وخلال الفورات العسكرية التي أطلق عليها اسم الثورات، مرت بإحدى أصعب المحن البشرية. ظلت أديس أبابا تحت سلطة الرقيب السابق منغستو هيلا مريام حتى عام 1993 عندما غادر البلاد لاجئاً إلى زيمبابوي، حيث يعيش إلى اليوم، لكن يوم سفره كان قد ترك خلفه 500 ألف إلى مليوني قتيل، لا يفوقه جماجم في الجنات الثورية إلا بول بوت سفاح كمبوديا.

ما الذي أحدث الفارق؟ الفارق أن الصين جاءت في المرة الماضية ومعها «الكتاب الأحمر» لماو تسي تونغ. والآن جاءت ومعها حفارات وجرارات وسقالات بناء. بدل أن تحمل معها تعليم الإبادات الجماعية و«الثورة الثقافية» القاتلة والبلهاء، حملت خرائط النهضة ومشروعات الري وتحديث الزراعة ونشر المصانع ورفع مستوى العمال من سخرة وعبيد ومجاعة دائمة إلى أحرار.

إنهم الصينيون أنفسهم، لكن هذه المرة البدء في البناء وليس في إبادة مليوني بشري من أجل «البدء من جديد». ذهب منغستو إلى أميركا للدراسة العسكرية وعاد حاقداً على التمييز العنصري الذي لقيه. لكن الإثيوبيين الذين تسبب في إبادتهم لم يكونوا ذوي بشرة بيضاء. كانوا مثله سمراً وفقراء ومعوزين. وما هو دخل 590 دولاراً في العام؟ بؤس طبعاً. لكن تذكر أنه كان 171 دولاراً في «ثورة» منغستو.

لا أدري كيف ينظر من زيمبابوي إلى أديس أبابا اليوم. لكننا نعرف أن أفضل ما تفعله إثيوبيا هي أن تنسى. تكديس الجثث لا يبني الأوطان.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلاد منغستو سابقاً بلاد منغستو سابقاً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen