آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

العربية في فيتنام

اليمن اليوم-

العربية في فيتنام

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

هل تعلّم الفيتناميون اللغة العربية؟ لمَ لا؟ فإن معظم شعوب العالم قد تعلّمت شيئاً منها بطريقة أو بأخرى. ثم إن الفيتناميين خلال حربهم مع الولايات المتحدة وبسبب القضية الفلسطينية والعلاقات مع الدول اليسارية العربية، لا بدّ أن يكونوا قد أرسلوا عدداً من الطلّاب إلى معاهد الاستشراق، خصوصاً في الاتحاد السوفياتي والصين. غير أن غابرييل غارسيا ماركيز الذي أطلعنا في تحقيقاته على مدهشات كثيرة، يروي لنا هذا الحكواتي بلا انقطاع، أن الفيتناميين عثروا على العربية في مكان لا يتوقّعه أحد. وقد كان الشماليون منهم يعيشون في حالة تقشّف مطلق وكانت عاصمتهم هانوي تغرق في الهدوء منذ السادسة مساءً فلا تعود هناك حركة. وفي الثامنة، تخلد الأسَر كلّها إلى النوم وتطفئ التلفزيونات بعد أربع ساعات فقط من البثّ الرسمي الذي يتضمّن أفلاماً تسجيلية وطنية وأفلاماً من البلاد الاشتراكية. كانت معظم هذه الأفلام تأتي من روسيا. وبسبب التوفير، كانت مدبلجة إلى اللغة العربية، أي ناطقة بها، وهكذا تعرّف الفيتناميون إلى العربية عبر أفلام تتحدّث عن النضالات والحروب الماضية ومزارع سيبيريا وخِطب الرفيق لينين.
في القاطع الآخر من البلاد، كانت عاصمة الجنوب، سايغون، تعيش حياة من الفسق والتهريب والمخدرات. لقد ألغت الحرب جميع المقاييس وكانت مرعبة النتائج: 360 ألف مبتور الأطراف ومليون أرملة وسبعمائة ألف بغي وثمانية آلاف متسوّل ومليون مريض بالسلّ. وكان ربع سكّان مدينة هوشي منه يعانون الأمراض التناسلية الخطيرة، ولم يكن غريباً أن تمتلئ الشوارع بعصابات الأطفال المجرمين. تركت الحرب في حقول فيتنام 300 ألف لغم. وتقول الأرقام شبه الرسمية إن الولايات المتحدة قصفت فيتنام بكمّية من المتفجّرات، تفوق آلاف المرّات ما استخدمته في الحرب العالمية الثانية، أي أربعة عشر مليون طنّ. وأدّت إلى واحدة من كبرى الهجرات البحرية في التاريخ؛ إذ ركب عشرات الألوف من اللاجئين أي مركب أو باخرة وصلوا إليها. وموجة النزوح الحالية في المتوسط، لا تُقارن بشيء أمام الهرب الفيتنامي الكبير.
كيف هي الحال في فيتنام اليوم؟ إذا أردت عنواناً شديد الاختصار، فإنها الدولة الآسيوية الثانية في التطوّر بعد سنغافورة. وتحتلّ الرقم 48 في مؤشّر التطوّر العالمي. وتحقّق جامعاتها معدّلات فائقة بعدما كانت في زمن طويل بلاد الأمّيين. ربما يمكن مقارنة ما حصل في فيتنام بعد الحرب إلى حدّ بعيد، مع ما حصل في اليابان وألمانيا الغربية اللتين دمّرتهما الحرب العالمية الثانية تدميراً كلّياً ثم تحوّلتا بعد سنوات قليلة إلى اقتصادين أوّلين في العالم أجمع. هل هذا هو الفرق بين الحرب والسلام؟ إن للحروب نتائج واحدة في كلّ مكان: الفقر والذلّ والمهانة. وأفظع ظواهرها، تجارة البغاء التي تذلّ الآباء والأمّهات والبنات. وتحول الكبرياء العربية دون التحدّث عن هذا الموضوع في البلاد التي مزّقتها الحروب، لكنها أبشع الحقائق الصامتة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العربية في فيتنام العربية في فيتنام



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 18:46 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

إختتام بطولة النخبة المفتوحة للبولينج في صنعاء

GMT 20:02 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الحكم على المغنية الشعبية بوسي غيابيا بالسجن 3 سنوات
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen