آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

كرامات... لا سفارات

اليمن اليوم-

كرامات لا سفارات

سمير عطا الله
بقلم: سمير عطا الله

لا يعادل مجموع ما أمضيت في حياتي متابعاً شؤون لبنان، نهارات وليالي الأيام السبعة الماضية. فقد اعتدت، في الماضي، أن أرى في الصفوف الأولى للمتظاهرين، حزبيين ثقلاء، أو موسميين يكادون يطيرون من الخفة، أو محترفين لكل تخريب. هذه أول مرة أتطلع وأرى وجوهاً صادقة وناساً لا علاقة لهم بالسياسة ولا يريدون شيئاً سوى أن يكون لهم وطن في وطنهم وعلى أرضهم.
أكثر مرة شعر فيها السياسيون بالخوف عندما شاهدوا مدى هذا الصدق وهذه العفوية. ولذلك، سارعت السلطة إلى توزيع الأضاليل المعهودة بأن «السفارات» تقف خلف هذا الاحتجاج العارم. وإذا طالت الحركة بضعة أيام أخرى، فسوف تتهم بالصهيونية. ولكن الحقيقة سوف تبقى ساطعة؛ وهي أنها أول حركة من نوعها في هذا البلد الذي ينهش فيه السل السياسي وفجور السياسيين.
نزلت الناس بمئات الآلاف من دون أن يجرؤ سياسي على الظهور بينها. وقف المتظاهرون بوجوههم السافرة أمام الكاميرات وهم يدعون رموز السلطة إلى الاستقالة. ما من مرة في تاريخ هذا البلد المفكك توحدت الطوائف والمناطق ورفع الجميع علم وطنهم. كيف استطاعت الجموع الوصول إلى ساحاتها وكيف صمدت الليل والنهار بعيداً عن حاجاتها الضرورية؟ وأي «سفارات» تستطيع أن تمنح هذا العزم وهذا الصمود لهؤلاء البشر الذين لم يعودوا قادرين على تحمّل وجوه العسف والغطرسة والعجرفة والوقاحة واحتقار عقول الناس وازدراء كراماتهم؟
حاول سعد الحريري، صادقاً، القيام بخطوة مهدئة. لكن الناس تعرف أن النقمة ليست عنده. ولذلك، لم ترضِ خطته أحداً. ومن دون تنحية الرموز الحقيقية لانهيار البلاد، لا يمكن إعادة الناس إلى بيوتها ومكاتبها ومدارسها ومصانعها.
يقول المثل الأميركي عن سيئ الحظ أنه «يصل دائماً متأخراً ساعة وتنقصه 10 سنتات». لم يعد الحل ممكناً من دون أن تدرك السلطة عمق ما حدث. ولن تدرك. والذين أوقعوا العهد في كل هذه الكارثة ما زالوا يتساءلون عن سبب ما يحدث. لقد نزل مليونا إنسان إلى الشارع لكي يقولوا ما الذي يحدث. ولم يعد ممكناً التظاهر بالصمم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كرامات لا سفارات كرامات لا سفارات



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 11:14 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الساعات الذكية الجديدة من سامسونج

GMT 13:01 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

البدلة التي سترينها في كلّ مكان خلال 2020

GMT 09:54 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

وصول كميات جديدة من العملة اليمنية إلى "المركزي" في عدن

GMT 18:18 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

عادات يومية تساعدك على الحصول على جسم مثالي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon