آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الحكاية

اليمن اليوم-

الحكاية

بقلم - سمير عطا الله

تقول الزميلة جيزيل خوري بعد نحو أربعة عقودٍ من العمل التلفزيوني النجومي، إن التلفزيون الآن لم يعد سوى حكاية story))، فالخبر أصبح يأتي من كل مكان، من الهواتف والشاشات والساعات. والعنصر الأساسي الذي لا يزال يجذب الناس في البرامج الكثيرة هو الناحية القصصية. وقد صدرت أخيراً سيرة جديدة لوينستون تشرشل، لعلّها الألف، فيما صدر عنه من كتب. غير أن ميزتها التركيز على موهبة تشرشل الحكواتية في قيادة بريطانيا، خصوصاً خلال الحرب العالمية الثانية.

أدرك تشرشل أن أسلوبه يعبئ الناس من خلفه، وكان هذا أهم عاملٍ في قيادة الحرب. وفي عام 1940 ذهب يتفقد بارجة حربية، وفيما هو يستعرض الجنود قال له أحدهم في صوتٍ عالٍ: «هل كل ما تقوله صحيح يا رئيس الوزراء؟»، فأجاب: «اسمع يا فتى، لقد قلت أكاذيب كثيرة من أجل بلدي، وسوف أقول المزيد منها بعد الآن». ومن أجل رفع معنويات قواته صرّح في عام 1940 أيضاً بأن الغواصات البريطانية أغرقت نصف التوربيدات الألمانية. فاتصل به قائد فرقة الغواصات وقال له: «سيدي الرئيس لقد بالغتَ كثيراً في كلامك. فالصحيح أننا أسقطنا 9 توربيدات من أصل 57». فأجابه تشرشل: «هناك رجلان يغرقان التوربيدات في هذه الحرب. أنت في المحيط الأطلسي وأنا في مجلس العموم. وكما تعرف أنت مهمتك جيداً، أنا أيضاً أعرف مهمتي، فأنت عليك أن تدمِّر أسلحة العدو وأنا عليَّ أن أدمِّر معنوياته».

كان تشرشل يعتبر أن الحياة مجرّد مسرحٍ؛ خصوصاً في حالة الحرب. فالناس جميعاً في أوضاعٍ غير طبيعية، أي كلمة تؤثر فيهم وأي ظاهرة بسيطة تحبط معنوياتهم أو ترفعها. ولذلك كان يشركهم في مشاعره بكل صدق لكي يربح ثقتهم المطلقة على الدوام. فإذا شعر مرة بالحاجة إلى البكاء، بكى. وإذا شعر بحاجتهم إلى الضحك أضحكهم. هكذا كانت أيضاً حياته بين معاونيه وقادته العسكريين، وأدرك أن الأهم من الانتصار على الأعداء هو الانتصار على رفاقه والحؤول دون شعورهم بالهزيمة، أو تشجيعهم على المتمرد على أوامره.

تقارن السيرة الجديدة للزعيم البريطاني بين ما يسمى الآن «الأنباء المزيفة» وبين ما كان يعرف في الحروب الماضية؛ خصوصاً النفسية منها، بـ«الأخبار المضللة». لكن الفارق بين القديم والحديث أن التضليل كان جزءاً من سياسات الدول، أما الآن فقد أصبح حالة عامة يستخدمها الأفراد أكثر من المؤسسات ويهشمون من خلالها كرامات الناس العاديين. وإضافة إلى الحرف المزوّر شاعت الصورة المزوّرة وهي الأكثر قساوة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكاية الحكاية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen