آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لبنان موحداً ليوم وحيد

اليمن اليوم-

لبنان موحداً ليوم وحيد

بقلم - سمير عطا الله

يفرق اللبنانيون كل شيء. السياسة، والرياسة، والأحزاب، والانتخابات، والأعياد، والعطل الدراسية، وتجمع بينهم الأحزاب والجنازات. كان يُفترض، في بروتوكولات لبنان، أن مي منسى، ناقدة أدبية فنية في «النهار» وروائية معروفة.

لا أتذكر حزناً جماعياً كالذي وُدِّعت به مي. الدولة والحكومة والمعارضة تسابقوا على نعيِها. واللامبالون الذين لا تسقط منهم كلمة طيبة على الأرض حتى بطريق الخطأ، أرغمهم موتها على ذرف دمعة من الحبر. والصحف نعتها في صفحاتها الأولى حيث تنعى كبار الشخصيات، بالمفهوم اللبناني للوجاهة والمال.
امتلأت «النهار» بصفحاتها بصورها وما كُتب عنها، كما لم يحدث لأي محرر من قبل. عوملت مثل أصحاب الصحف ورؤساء التحرير. ولُفَّ نعشها بالعلم والأوسمة والجوائز التي حازتها. وعزفت لها الموسيقى الرسمية والنشيد الجنائزي. وتوافد المعزون من كل الطوائف وجميع الأمكنة.
ماذا كان يميّز مي منسى؟ ابتسامتها. كانت تبتسم للغاضبين وللفرحين وللسعداء وللفقراء، وللخطأة وللفاشلين، ولكل من ظهر أمامها. وكنا جميعاً نعرف أن جروحها قديمة ولا تلتئم. وأن رواياتها فصول من سيرة ذاتية بلا نهايات. عاشت معها أمها في طفولتها وفي صباها وبعد موتها. وأمس عندما ماتت هي، اكتشف الجميع أنها أوصت بأن تُدفن إلى جانب أمها في بشري، على بعد ثلاث ساعات من بيروت.

عرفتُ مي، جارة لنا، منذ أيام المراهقة. ولم أكن أدري أنها سوف تحوِّل شجرة الرمان التي أمام منزلهم إلى بطلة في رواياتها. أو «ماكنة الخياطة» التي تعمل عليها أمها. وكان المنزل يخفي حزناً لا يعرف به أحد. فلم نرَ مي أو شقيقاتها مرة بلا ابتسامة. ولم نلتقِ والدها في الطريق إلا باسماً ودوداً. وعندما التقيناها في «النهار» بعد سنوات، متزوجة من الزميل كميل منسى، كانت ابتسامتها قد كبرت معها.

غطت مي في «النهار» كل ما هو مرهف. مسرح وسينما موسيقى ورسم. ولم تكن في حاجة إلى أن توقع لكي تعرف أن هذا العنوان عنوانها، وذاك النص أسلوبها، وتلك المفردات، تطريز، بقي في لا وعيها من أيام «ماكنة الخياطة» وشجرة الرمان.

وحَّدت مي ببساطتها وابتسامتها، كل لبنان، 8 و14 آذار والرزمانة بكل أيامها. في حياتها وفي وفاتها. من دون جهد ومن دون عمد. اطفأت جميع أحزانها خلف ابتسامة متأهبة على الدوام. وأرغمت كل من عرفها أن يعاملها بابتسام، وأن يروض نفسه أمام وداعتها. لقد هزمت بها الجميع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان موحداً ليوم وحيد لبنان موحداً ليوم وحيد



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen