آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مفكرة الرياض: الفرقتان

اليمن اليوم-

مفكرة الرياض الفرقتان

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

التقيت في الرياض زميلاً كويتياً عزيزاً عرفته بعد تركي العمل في الكويت أوائل الثمانينات وليس خلالها. وكان يريد أن يعرف عن بعض أخبار المهنة قبل أن ينضمّ إليها في المنصب الذي يتبوأه. تحدّثنا عن البارعين والمتفوّقين وعن الذين ليسوا كذلك. وسألني هل كانت هناك رقابة حكومية على الصحافة، ظاهرة أو خفيّة. وقلت له إنه لم تكن هناك رقابة رسمية، ظاهرة أو خفيّة. وكنّا نمارس الصحافة كما نمارسها في لبنان. ولا أذكر أن مسؤولاً قام بزيارة «الأنباء» إلا في زيارة ودّية. لكن كان يثقّل على صحافة الكويت الزيارة التي يقوم بها كل يوم الملحق «الصحافي» العراقي. وكان يمرّ على بعض الزملاء في الجريدة كأنه يتفقّد لائحة الحضور والغياب. وقد أعفاني والحمد لله من زياراته مشكوراً لسبب لا أعرفه إلى الآن، إمّا لمعرفته بحقيقة مشاعري حيال الملحقين «الصحافيين». أو لاعتباره أن لا نفوذ لي كمدير تحرير. وإما خشي أن يشاهد في مكتبي، وأنا الصحافي الوحيد الذي لا يكتب حرفاً عن السيد الرئيس أبي عدي في مهرجان من التدبيج اليومي عن بطولاته وأفكاره العظيمة. واعترفت للزميل العزيز أنني بعدما تركت الكويت، أدركت أن تمنّعي لم يكن عملاً بطولياً. ولو شاء الملحق «الصحافي» لدخل مكتبي ذات يوم يستفسر عمّا يحول دون كتابة مقال افتتاحي عن صلاح الدين الجديد. ولا شك أن زملاء كثيرين شكوني إلى الملحق «الصحافي» متسائلين، من يظنّ نفسه هذا الانعزالي الانهزامي الرجعي الذيلي. لكنه لم يبدِ نحوي أي عقاب سوى المقاطعة. وعندما عدت إلى الكويت زائراً بعد حين، صادفته في مكتب إحدى الزميلات فألقيت عليه التحيّة، فكاد يلقي القبض عليّ.
كانت الكويت تتحمّل قبل الوصول إلى الاحتلال الذي أعاق الأمّة عقوداً كثيرة، تعاني في داخلها من حضور «أخوي» شديد الفظاظة. وتكتفي بالصبر. وكانت أكثر المزحات فظاظة أن عدد «الدبلوماسيين» المسجّلين في السفار العراقية زاد على ثلاثة آلاف. رويت للزميل العزيز أن وزارة الدفاع الأميركية كانت تعدّ أوائل السبعينات لانقلاب عسكري في التشيلي ضدّ نظام الرئيس اليساري سلفادور أليندي. انتقت 200 رجل من القوات المعدّة لهذه المهمات وذهبت إلى سفارة تشيلي في واشنطن تطلب لهم تأشيرات دخول دفعة واحدة. لكن بأي صفة؟ بصفة أعضاء في فرقة موسيقية تريد إحياء مهرجانات شعبية في البلاد. توجّه إلى القنصلية ستة أشخاص باسم الفرقة. تأمّلهم القنصل فرآهم يمشون بخطى عسكرية. ولاحظ أن قاماتهم جميعاً رياضية مضادّة لجميع الآلات الموسيقية بما فيها الطبول. واستمهل زائريه بعض الوقت للنظر في الحالات الموسيقية، رفض بعدها منح التأشيرات. عادوا فذهبوا جوّاً. وقلت للزميل العزيز إن الدبلوماسيين العراقيين عادوا فجاءوا بالثياب الحقيقية. يجب التمييز دائماً بين أفراد الفرقة العسكرية والفرقة الموسيقية.
إلى اللقاء.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكرة الرياض الفرقتان مفكرة الرياض الفرقتان



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen