آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أيضاً... أحلى السرد أكذبه

اليمن اليوم-

أيضاً أحلى السرد أكذبه

بقلم: سمير عطا الله

الذين قرأوا الكثير، أو القليل، من الآداب الفرنسية، لا بد أنهم مروا بأعمال مرغريت دوراس، التي نالت جائزة «غونكور» عام 1984. كانت دوراس حالة خاصة. فقد ولدت لأبوين فرنسيين في الهند الصينية، فيتنام الآن. وعاشت مرحلة الاستعمار الفرنسي هناك، ثم عادت إلى باريس مع العائدين بعد الهزيمة الكبرى التي حلَّت بفرنسا، والتي سوف تحل على نطاق أوسع بأميركا فيما بعد.
تعلقنا بمرغريت دوراس بسبب عملين اشتهرا كثيراً في تلك الأيام: فيلمها «هيروشيما حبيبتي»، وسيرتها الذاتية تحت عنوان «العاشق». وكان الجاذب الأول في السيرة أنها قصة علاقة بين فتاة بسيطة من أهل الاستعمار وفيتنامي ثري يكبرها سناً. هي في الخامسة عشرة وهو في السابعة والعشرين. لكن الأبوين الفرنسيين يتصديان للعلاقة برغم أن الشاب وريث لثروة طائلة.
جمال القصة في التفاصيل و«الحقائق» وصور الصراع بين حضارتين عدوتين. لن يستطيع الاثنان أن يهزما كل التعقيدات القائمة في طبيعة الأشياء برغم دافع الحب الذي يربط بينهما.
بقيت السيرة، أو الرواية، في ذاكرتي كعمل جميل. وبسببها تابعت عدداً من أعمال دوراس ومعظم مقابلاتها الصحافية التي وقعت عليها. لكنني الآن شعرت بخيبة عندما قرأت أن القليل جداً من السيرة كان حقيقياً والباقي مخيلة غنية. إنها أكثر من خيبة، إنها خدعة. والإنسان لا يحب أن يبدو ساذجاً. أما الكاتب فلا يريد أن يبدو عادياً. وإلا فما هو مبرر الكتابة.
مهارة دوراس كانت في عادية السرد، بحيث بدا أقرب إلى الحقيقة من الحقيقة. وربما كان في اعتقادها أن المهم هو فنيّة العمل، وليس مدى صدقه. ولذا سمته «رواية» حيث الدقة ليست شرطاً على الإطلاق. هكذا يكفي القليل من الحقائق يبنى عليه، والباقي حرية المؤلف ومخيلته.
هل الواقع وحده يكفي لصناعة أدبية مهمة؟ يعتمد ذلك على نوعية الحقيقة ومداها، كما هو مثلاً في أعمال المغربي محمد شكري. فقد كان الواقع عنده أكثر بؤساً من أي سرد غني بمخيلة بائسة ومعذبة. ولم يبذل - أو لم يستطع - أي جهد فني يخفف من صدمة الواقع، وهذا ما جعله مميزاً بين الكتّاب المغاربة والعرب معاً. غير أنه أضر بمكانته الأدبية. ولقد حدث العكس مع دوراس، فإن الصياغة الفنية هنا، أعطت رونقاً رائعاً لهذا الخليط غير المتوازن بين الحقيقة والتخيل.
أمين معلوف، الذي فاز هو أيضاً بجائزة «غونكور» على «صخرة طانيوس» خلط المتخيل بالقليل من الحقيقة. لكن أسلوبه السردي الجميل لا يترك أهمية للتمييز بين الاثنين. رائع كيفما كتب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيضاً أحلى السرد أكذبه أيضاً أحلى السرد أكذبه



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 00:00 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 02:32 2016 الثلاثاء ,24 أيار / مايو

هبة قطب توضح بكل صراحة تأثير طول العضو الذكري

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:28 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ناصر بن حمد يكشف سبب انضمامه إلى بحرين بوست للسباحة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 21:05 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

5 أفكار لأزياء أنيقة ومريحة في عيد الأضحى

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 01:48 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

ناقد فني يكشف أسباب فشل أفلام "الرعب" المصرية

GMT 14:39 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الحوثيين على مأرب

GMT 04:15 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 14:55 2016 الجمعة ,12 آب / أغسطس

فوائد الميرمية وطرق استخدامها

GMT 21:05 2016 الخميس ,21 إبريل / نيسان

علاجات منزلية بسيطة لتبييض اليدين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen