آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

النسخة السعيدة عن عدن

اليمن اليوم-

النسخة السعيدة عن عدن

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

خُيّل إليّ وأنا شاب، أن مهنة السفير هي الأجمل في الحياة: تسافر من بلد إلى آخر، ينتهي دوامك بعد الظهر وتقرأ وتكتب بقية اليوم. لكن ماذا إذا عُيّنت في بلد مزعج أو ممل؟ هذا احتمال. لكن يبقى وقت القراءة والكتابة. أو التعرّف على تجربة جديدة. أو صنع صداقات جديدة. أحيل على التقاعد صديقي السفير سمير شمّا بعد عمل نقله إلى البرازيل، والولايات المتحدة، واليابان، وكندا، والنمسا والتشيلي. سألته إلى أين يحبّ أن يعود الآن؟ كنت أعتقد أن الجواب هو اليابان التي وضع عنها كتاباً مرجعياً. لكن الجواب، لا، ليس اليابان، إنه التشيلي، حيث أمضى ست سنوات: «تقول الكاتبة التشيلية كابرييلا ميسترال إن كلمة تشيلي في حضارة الهنود الـ(أيمارا) تعني (حيث تنتهي الكرة الأرضية)». وتصف الروائية التشيلية إيزابيل أليند بلدها بأنه «في أبعد الأبعاد. خطوة إضافية تمشيها فتسقط من الكرة الأرضية». بلد الـ4500 كلم طولاً وقليل قليل العرض. فدعاها نيرودا: «وطني النحيف».
الكتاب الكلاسيكي عنها؟ عنوان معبّر. «التشيلي» أو «الجغرافيا المجنونة» (مقدمة ميسترال) تقول: «قد تكون التشيلي البلد الأكثر تنوّعاً جغرافياً على الكرة الأرضية. حرارة المحيط المتجمد الجنوبي بلغت في 24 أغسطس (آب) 1960 الـ88 تحت الصفر، تقابلها صحراء أتاكاما التي وصفوها بـ(الصحراء المطلقة) التي لا تعرف المطر. سانتياغو - العاصمة، دعاها الفاتحون الإسبان (النسخة السعيدة عن عدن) ودخلت هذه الجملة في نشيدهم الوطني».
البلد الثاني الذي ترك أثره في السفير شمّا، هو النمسا التي تعرّف على رئيسها آنذاك الدكتور كورث فالدهايم، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. في «عين العاصفة» مذكرات فالدهايم، كرّس فصلاً عنوانه: «المأساة اللبنانية»، وصف فيه الأزمة اللبنانية بأنها واحدة من أخطر التحديات التي كان عليه أن يواجهها كأمين عام المنظمة الدولية. حدّثني عن خيبة أمل شعر بها في زيارته الأولى للبنان، فقد قرأ عن تاريخنا والأرز، ورغب في رؤية غابته الشهيرة، ولما وصل بالطوّافة العسكرية، لم يشاهد ما كان يتصوّره: غابات تغطّي القمم. عينهم على أرزنا ونحن عيننا على التراب.
أما فيينا فهي العاصمة العالمية للموسيقى الكلاسيكية والطبيعة الخلابة. «موزار» هو عندهم البطل القومي وعطية النمسا للعالم. في السنوات الأخيرة، حلّت فيينا الأولى في العالم كمستوى عيش. مدهشة البساطة في كشف حياة كبار المسؤولين. رئيس الجمهورية الحالي يعود من قصر الـ«هوف بورغ»، لدى انتهاء عمله، إلى شقته المتواضعة وسط فيينا. «بيت المال»، «خزينة الدولة» بمفهومها الشرقي والغربي الغامض، غريبة عن ثقافتهم. إنها عندهم أموال المواطنين دافعي الضرائب. حريصون هم في طريقة إنفاقهم والشعب يحاسب ويقسو. متأصل هذا الشعور في تاريخهم.
كاتب تركي زار فيينا عام 1665، استغرب ما رأى: «الإمبراطور النمساوي يلتقي في الشارع امرأة وهو يتمشى، فيرفع قبّعته احتراماً لها ويعطيها أفضلية المرور».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النسخة السعيدة عن عدن النسخة السعيدة عن عدن



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:37 2017 السبت ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طيار يخطب فتاة على متن رحلة الخطوط الملكية الأردنية

GMT 05:15 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

جنيفر لورانس مثيرة في فستان بتوقيع ألكسندر ماكوين

GMT 01:57 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الدكتور مجدي بدران يكشف سبب إصابة الأطفال بـ "الربو"

GMT 11:10 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

زوجة تضع المنوّم لزوجها لتتمكن من خيانته مع جارهما

GMT 06:42 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عرض أضخم خريطة قديمة بعد أكثر من 400 عام

GMT 05:00 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل جديدة عن دور غادة عبد الرازق في "الكارما"

GMT 21:51 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أبطال "مسرح مصر" في "آثار جانبية" الجمعة على "إم بي سي مصر"

GMT 23:04 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

تحرير الشام تستعيد قرى من النظام في ريف حلب

GMT 05:46 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عشاق جوان ديدون يتوجونها على عرش الموضة رغم السن

GMT 04:07 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

"مرسيدس" تتحدى كل منافسيها بسيارتها الكابورليه

GMT 09:40 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

فندق فارالدا كرين- أمستردام من أميز وأغرب فنادق أوروبا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen