آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

عقوق الكبار

اليمن اليوم-

عقوق الكبار

سمير عطا الله
بقلم - سمير عطا الله

يعده الفرنسيون أعظم الروائيين عندهم، ويرى فيه بعض كبار كتّاب بريطانيا، مثل سومرست موم، أعظم الروائيين في العالم على مدى التاريخ. لكن، مثله مثل كثيرين من عظماء الأدب، كانت قصة حياته أهم من كل ما كتب. وإذا كان الروسي دوستويفسكي ينافسه على هذه المرتبة، فإن حياتهما قد تشابهت إلى حد مذهل. عاش أونوريه دو بلزاك طوال حياته يكتب ويكسب ويستدين. لم يكن مقامراً مثل دوستويفسكي، لكنه كان مريضاً بالبذخ والاستدانة والهرب من دائنيه من مكان إلى آخر. أحبّ النساء من أجل حبّهن، ومن أجل ثرواتهن أيضاً. ولم يشعر لحظة بأي جرح كرامة وهو يطلب منهن المال. وفيما كان يقيم المآدب والحفلات الباذخة، امتنع عن إرسال أي مساعدة ضئيلة إلى أمّه. وقد كتبت إليه مرة:
«كانت آخر رسالة تلقيتها منك في أكتوبر (تشرين الثاني) عام 1834. وفيها، وافقت على إعطائي، بداية من أول أبريل (نيسان) عام 1835، مائتي فرنك كل ثلاثة أشهر، لتساعدني على دفع أجرة منزلي وخادمتي. وقد عرفت أني لا أستطيع العيش بما يتناسب مع فقري؛ إن اكتسابك الشهرة ظاهر للعيان، ورفاهيتك واضحة، فلا ينبغي أن يكون الفرق بين وضعينا شنيعاً. إن ذلك الوعد الذي ألزمت به نفسك هو كما أعتقد دين معترف به. الآن، نحن في أبريل (نيسان) عام 1837؛ وهذا يعني أنك مدين لي بمصروف عامين. ومن هذه الـ1600 فرنك، أعطيتني 500 فرنك بدت كأنها حسنة منحتها بخشونة. أنوريه، طوال عامين، أصبحت حياتي كابوساً دائماً، إذ إن نفقاتي كبيرة، ولم تتمكن من مساعدتي، والنتيجة هي أن الأموال التي اقترضتها على منزلي تقلصت قيمتها. والآن، لا أستطيع اقتراض المزيد، فقد رهنت كل شيء ذي قيمة، وسأصل أخيراً إلى اللحظة التي سأقول فيها: (أريد خبزاً يا ولدي). طوال عدّة أسابيع، كنت آكل ما يقدمه لي زوج ابنتي الطيب. ولكن، يا أنوريه، لا يمكنني المضي على هذا النحو، وأنا أرى أن لديك موارد تمكنك من القيام برحلات مكلفة؛ مكلفة بخصوص المال، ومكلفة بخصوص السمعة - لأن سمعتك ومالك سيتعرضان بقسوة للمخاطر حينما تعود بسبب العقود التي فشلت في الالتزام بها. حين أفكر بهذا ينفطر قلبي! ولدي، بما أنك قادر على تزويد نفسك... بخليلات وعصي وخواتم وفضيات وأثاث، فإن أمك تستطيع أن تطلب منك، من دون تحفظ، أن تفي بوعدك. لقد انتظرت لتفعل ذلك حتى آخر لحظة، وقد أزفت تلك اللحظة».
وقد ردّ على هذه الرسالة بقوله: «أعتقد أنه من الأفضل أن تأتي إلى باريس، وتمضي ساعة في الحديث معي».
أطلت الاقتباس، بغير مهنية، لكن لم أقرأ اختصاراً لمأساة رجل عظيم كما ترويها رسالة هذه الأم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقوق الكبار عقوق الكبار



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 10:48 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

هيونداي تكشف عن سيارتها "H1 2018" بتحديثات جديدة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادي أتلتيكو مدريد يكشف حجم إصابة توماس ليمار

GMT 01:14 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

مقتل شخص وإصابة العشرات في زلزال على ساحل الإكوادور

GMT 03:52 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

توزيع الوسائد على الأرض للحصول على ديكور جذاب

GMT 02:44 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختاري إطلالتك على طريقة مدونة الأزياء دلال الدوب

GMT 02:44 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء متوترة وصاخبة في حياتك العاطفية

GMT 19:18 2016 الثلاثاء ,12 تموز / يوليو

فوائد صحية لبذور دوار الشمس

GMT 03:54 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مغارة "جعيتا" لمغامرة جديدة ومميّزة في لبنان
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen