آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى

اليمن اليوم-

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى

بقلم - عماد الدين حسين

«إن الهدف من وراء نقاشنا حول منطلقات الأخوة الإنسانية، هو إطلاق مشروع إعادة بناء جسور التواصل الإنسانى الحقيقى، والتعاون المثمر والثقة والاحترام والمحبة الضرورية، لعبور الإنسانية، بشتى أعرافها وأطيافها وتنوعها الجمالى إلى شاطئ السلام، فى أفق فتح صفحة جديدة فى العلاقات الإنسانية لمواجهة التطرف الفكرى ونتائجه السلبية التى عانت منها الإنسانية طويلا».
الفقرة السابقة بأكملها، ليست كلامى، ولكنها وردت فى مقدمة برنامج عمل «المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية» الذى انعقد فى اليومين الماضيين فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، وتوج بزيارة تاريخية لبابا الفاتيكان فرنسيس للإمارات، هى الأولى لبابا الكاثوليك، ليس فقط للإمارات، ولكن لشبه الجزيرة العربية بأكملها.
فى هذا المؤتمر التقى البابا وشيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى رسالة شديدة الرمزية للمتطرفين فى جميع أنحاء العالم.
حينما دخلت قاعة المؤتمر، فى قصر الإمارات، وبدأت فى تصفح جلسات وورش عمل المؤتمر، لفت نظرى مستوى الحضور والتمثيل. فبعد الافتتاح الرسمى بكلمة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتى، تحدث السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى الجلسة الافتتاحية بصورة موجزة، غادر بعدها مباشرة للسفر إلى بروكسل لحضور اجتماع مهم بين وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين بشأن القمة المنتظرة.
فى الجلسة الافتتاحية تحدث جيمس زغبى رئيس المعهد العربى الأمريكى. والأنبا يوليوس أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس نيابة عن البابا تواضروس، والقس اولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس النائس العالمى بسويسرا، وأخيرا سوامى برهمافيهارى كبير كهنة معبد سواميناريان سانساتا الهندى، وكان لافتا أن يصفه الكتيب بـ«الموقر» ولم أعرف هل هذا منصب أم صفة أم رتبة دينية هندوسية؟!
حينما تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر كنت أظن أنه قاصر على حضور رجال الدين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى الصحفيين، لكنى فوجئت بأنه يشمل رجال الدين فى كل الأديان السماوية والوضعية، فالمتحدثة الأولى فى الجلسة الأولى كانت الكاهنة كوشو نيوانو رئيس منظمة كوسى كاى اليابانية، وبعدها الكاهنة مارى سول فيلالون راعى الكنيسة المثيودية بالفلبين، ثم تشونج أوك لى رئيس مؤسسة ون البوذية الدولية بكوريا، وأخيرا الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج. وهذه الجلسة أدارتها نورة الكعبى وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية.
بجانب الجلسات الرئيسية فى اليوم الأول، كانت هناك ورشة عمل أدارها محمد السماك وتحدث فيها القس بوب روبرتس قس كنيسة نورثوود الأمريكية، ثم ميخيل انخيل موراتيوس وزير خارجية إسبانيا الأسبق والممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ثم شارل سان برو مدير عام مرصد الدراسات الجيوسياسية الفرنسى، وأخيرا «المعلم» امرتا سوارو بانندا بورى «التلميذ الأول» لطائفة أمرتا نندا مانى الهندوسية الهندى.
وإضافة لرجال الدين المسلمين، فقد كان لافتا أيضا حضور دينى بارز لطوائف وملل أظن أن كثيرا منا يسمع عنها للمرة الأولى مثل انيل كومار جين رئيس ومؤسس «اهمسا» أو «الديانة الجينية» الهندية. وفى الجلسة الثانية التى أدارها زكى أنور نسيته كان لافتا حضور الحاخام مايكل شودريش حاخام بولندا الأكبر. والجلسة كانت بعنوان المسئولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية. فى ورشة أخرى تحدثت بنى دوغال الممثلة الرئيسية لدى الأمم المتحدة للمجتمع البهائى.
وفى ورشة ثانية كان هناك الحاخام ميشيل بروس لستيج كبير حاخامات المجتمع العبرى بواشنطن، ومعه فى نفس الورشة هومى دهلد مؤسس ورئيس المؤسسة الثقافية لمعتنقى الزرادشتية.
وفى الورشة الثالثة كان هناك سودهيندرا كولكارانى مراقب مؤسسة مومباى البحثية الهندوسية.
فى اليوم الثانى كان أبرز المتحدثين الكردينال مار بشارة بطرس الراعى بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية وايرينا بوكوفا المدير السابق لليونسكو.
وفى الورشة التى أدارها محمد السماك تحدث الحاخام مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقى بأمريكا ثم «الموقر» موهيدر سنج مدير المعهد الوطنى لدراسات البنجاب، وجوليان حاييم سوليفان حاخام فرانكفورت. والمطران أفراييم تينديرو الرئيس التنفيذى للتحالف الإنجيلى العالمى بأمريكا.
كان هناك حضور لافت لرجال الدين الإسلامى من غالبية الدول العربية إضافة إلى حضور مميز لرجال الدين المسيحيى المصريين واللبنانيين.
ما شاهدته كان مشهدا متميزا يعكس روح التسامح، لكن السؤال الذى ظل يشغلنى طوال جلسات المؤتمر كيف يمكن ترجمة كل هذا الكلام الطيب والجميل والمتسامح الذى ورد فى مقدمة هذا المقال إلى سلوكيات ملموسة بين انصار هذه الاديان والملل والنحل؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:15 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شقيقة الفنان الراحل رشدي أباظة تتحدث عن حياته في "مساء الفن"

GMT 22:50 2016 الخميس ,11 آب / أغسطس

الألوان الزيتية والمائية

GMT 09:48 2016 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أفضل الملابس المتماشية مع رحلات الكريسماس

GMT 18:53 2018 السبت ,27 كانون الثاني / يناير

أحمد خليفة مديرًا فنيًا لمنتخب الجودو للمرة الثانية

GMT 17:20 2016 الثلاثاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

أسطورة "ليفربول" الإنجليزي جيمي كاراغر يُشيد بثنائي "تشيلسي"

GMT 22:40 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

فيلم the nun حديث مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 05:50 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نمران صغيران يقتلان حارسًا في حديقة حيوان في الهند

GMT 06:13 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

إليك أفضل المتاجر الخاصة لمُحبّي هدايا عيد الميلاد

GMT 23:00 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

مشجعو ريال مدريد يختارون أفضل 6 لاعبين في تاريخ النادي

GMT 18:45 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

طرق إزالة بقع الدم عن الملابس بخطوات بسيطة

GMT 06:56 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعلن فرض رسومًا إضافية على العمالة الأجنبية

GMT 14:41 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف علي توقعات أحوال الطقس في ذمار الأربعاء

GMT 08:53 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

منزل يتصدى لقطع الأشجار ويسمح بنمو النباتات من خلال الطوابق
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen