آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين؟!.

اليمن اليوم-

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين

بقلم - عماد الدين حسين

الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يعد قادرا على إخفاء ضيقه من مستوى بعض المسئولين، وما حدث خلال مداخلاته فى افتتاح المشروعات القومية من محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر السبت الماضى كان ذروة هذا الضيق.
كنت موجودا فى خيمة الاجتماع، وسمعت كلمات الرئيس ورأيت انفعالاته.
الرئيس وجه بعض الأسئلة لمحافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، عن حجم ميزانية صندوق العشوائيات بالمحافظة وهل ستغطى المرحلة الثانية مشروع تطوير المناطق العشوائية، ودخل المحافظة، وعدد مشروعات الكبارى التى تم تنفيذها؟. من سوء حظ المحافظ أنه لم يجب.
لكن الخطأ الأكبر أن نركز على هذه الحكاية الفرعية، ونهمل الموضوع الجوهرى، وهو مستوى المسئولين فى العديد من المواقع التنفيذية.
الرئيس قال للمحافظ: «أنا مقصدش حاجة بس انت هتقعد مع مواطنين، وهتتكلم معاهم، فلازم تبقى عارف كل حاجة عشان ترد، ولازم أقولهم بصرف كذا، والدولة بتعمل كذا، وده أقصى حاجة عندنا، ولا بد للمسئول أن يكون عنده سياق يتكلم فيه، خاصة أن ما حدث من غضب الناس فى ٢٠١١، لعدم وجود سياق للحديث مع الناس فى واقعهم».
الرئيس أكد أكثر من مرة أنه لا يقصد بالمثال محافظ القاهرة تحديدا، بل يوجه حديثه لجميع المسئولين، ثم خاطب المحافظ مرة أخرى: «تصدق وتؤمن بالله.. أنا عارف دخل مصر كام بالحتة، ده شغل ولازم تعرف كل جنيه فى محافظتك، وإزاى تعظمه وتكتره عشان تحل المشكلات».
طبعا سيصبح هذا اليوم الأسوأ فى تاريخ اللواء خالد عبدالعال، الذى أعرف طيبته ودأبه فى العمل منذ كان مديرا لأمن القاهرة، وأتمنى أن يتجاوزه فورا وينظر للأمام. لكن مرة ثانية لنحاول أن نناقش الأمر من زاوية موضوعية وليس شخصية.
قبل أن يوجه الرئيس أسئلته للمحافظ، كان قد قاطع العديد من المسئولين، طالبا منهم أن يتحدثوا فى سياق القضايا بصورة مختلفة.
لنحاول أن نفهم طبيعة المشكلة!.
ما يحدث فى كثير من هذه المؤتمرات المشابهة، أن المسئول يمسك بورقة مكتوبة بلغة شبه جافة ويلقيها بطريقة سردية، وهى طريقة أغلب الظن أنها لن تصل إلى الناس خصوصا البسطاء، لأنها رتيبة وتقليدية.
الرئيس قاطع أكثر من مسئول فى أكثر من مناسبة، وطلب منهم التحدث مع الناس بطريقة مختلفة. ظنى أن الرئيس لم يكن يريد من المحافظ، أو أى مسئول الإجابة 
فقط على الأسئلة، بل الفهم العام للقضية، ووضعها فى سياق المجتمع وظروفه.
وبالتالى يصبح السؤال: وهل المسئولون قادرون على أداء هذا الأمر؟!.
بالطبع هناك بعض الوزراء قادرون بحكم أن لديهم إمكانيات علمية وشخصية تؤهلهم، لكن الغالبية لا تملك ذلك، وهنا يصبح السؤال لماذا؟!.
لكى يكون الوزير أو المسئول كما يريده الرئيس، فالأمر يتطلب أولا ثقافة موسوعية، وفهما عاما وكبيرا وشاملا للسياق الذى نعيش فيه، ثم مؤهلات شخصية مثل طريقة الإلقاء وفن التأثير فى الناس ولغة الجسد، والأهم من كل ذلك أن يكون الكلام صادقا ويمس حياة الناس لكى يصدقوه وتؤثر فيهم.
للأسف الشديد لا نملك الكثير من هذه النوعية فى العديد من المجالات لأسباب يطول شرحها منها انهيار منظومة التعليم طوال العقود الماضية، لكن الأهم هو غياب الحاضنات الطبيعية التى تقوم بتفريخ هؤلاء المسئولين.
المتهم الرئيسى فى هذه القصة هو غياب أو ضعف تأثير الأحزاب والمؤسسات السياسية الفاعلة والنقابات والمجتمع المدنى الذى يمد الدول والحكومة بالكوادر المؤهلة.
ترجمة ذلك أن المسئول قد يكون حاصلا على أرفع المؤهلات الدراسية، والعديد من درجات الماجستير أو الدكتوراه من أرقى الجامعات العالمية، لكنه لا يستطيع إقناع عشرة مواطنين بسطاء بقضية عادلة!.
هو لم يتدرب على ذلك، ولم يحتك بالجمهور، ولا يستطع ربط الأمور ببعضها البعض. فى حين أن السياسيين المحترفين خصوصا فى الغرب يكسبون العديد من القضايا الخاسرة.
هذه المشكلة ليس سببها الإعلام، بل المناخ العام والمتمثل أساسا فى ضعف التعليم أولا، ثم فى غياب المؤسسات السياسية والفنية التى ترفد الحكومة بالكوادر، والإداريين المحترفين. والنتيجة الختامية هو وجود مسئولين كثيرين، يتمتعون بكل الصفات الأخلاقية والشهامة والطيبة والجدعنة لكنهم ليسوا مؤهلين فى مثل هذه المناصب. مثل هؤلاء ليسوا فقط معوقين، تماما للعمل العام، بل ويتحولون إلى «كعب أخيل» الذى تنفذ منه كل السهام الطائشة والقاتلة!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين لماذا يغضب الرئيس من بعض المسئولين



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 11:20 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

دليلك لأفضل وأهم المطاعم في المدينة المنورة

GMT 00:00 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد والمغنية الشعبية أمينة يظهران في حفلة رأس السنة

GMT 02:25 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حركات الجسد دليل الرجل الخبير لمعرفة مشاعر المرأة دون كلام

GMT 22:57 2019 السبت ,20 إبريل / نيسان

أحدث ديكورات غرف النوم الضيقة في 2019

GMT 11:01 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تقارير ترجح استعداد HTC لإطلاق هاتف ذكي إلى جانب Bolt

GMT 05:12 2016 الإثنين ,26 كانون الأول / ديسمبر

"تغيير مكان الشوكة" أهم أخطاء ترتيب مائدة الطعام

GMT 07:11 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

كيندال جينر أنيقة خلال حضورها "أسبوع باريس"

GMT 13:13 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أفضل أماكن الإقامة في أنتيغوا لقضاء شهر العسل

GMT 13:09 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

إطلاق سراح نجم الأهلي السابق بعد القبض عليه

GMT 23:36 2016 الأحد ,24 إبريل / نيسان

تونس تتسلم 100 متطرف تونسي من السلطات الليبية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen