آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الهندسة السياسية

اليمن اليوم-

الهندسة السياسية

بقلم - عماد الدين حسين

فى السطور التالية، لن أتحدث عن الديمقراطية الكاملة أو التعددية أو أى «مصطلحات كبيرة ومجعلصة»، ولكن عن «هندسة سياسية» تتيح الحد الأدنى من هامش الحرية والتوافق، بما يعطى أملا لغالبية الناس فى المستقبل.

السطور التالية أيضا، ليست لها صلة بموضوع التعديلات الدستورية، الجارى مناقشتها، إلا كمدخل للفكرة.
يوم الخميس الماضى وافق مجلس النواب بأغلبية ٤٨٥ عضوا على التعديلات الدستوية من حيث المبدأ، وعارضها ١٧ عضوا فقط، وفى رواية أخرى 16 نائبا!!.
سؤالى الجوهرى فى مثل هذا الموضوع أو غيره: لماذا الإصرار على أن تكون نسبة الموافقة تقترب من ٩٥٪؟!

أعرف أن الدستور ينص على ضرورة حصول مثل هذا الموضوع على موافقة ثلثى الأعضاء، لكن فى العديد من مشروعات القوانين العادية فهى تحتاج فقط لموافقة الأغلبية المطلقة أى النصف زائد واحد. وبالتالى نعود للسؤال الأصلى وهو: أليس من الأفضل البحث عن أكبر نسبة توافق، وترك التفاعلات الطبيعية بحيث تكون الأمور أقرب إلى المنطق؟!.
سيسأل البعض ويقول: وهل نلوم الأعضاء أو نجبرهم على تغيير آرائهم، وهل تطلب منهم أن يصوتوا ضد هذا القانون أو ذاك لكى تضمن حضرتك حدوث وتحقيق هذا التوازن؟!.

بالطبع ليس هذا ما أقصده، ولكن أتحدث عن سياق كامل، وهندسة سياسية تضمن وجود «منطق معقول»، يعطى الناس والمراقبين فى الداخل والخارج، انطباعا بأن هناك عملية سياسية بها الحد الأدنى من المعقولية.

سؤالى بطريقة أخرى: ما الذى يضير الحكومة من وجود مائة معارض داخل البرلمان من بين نحو ٥٩٦ نائبا.. ألن يكون ذلك أفضل للحكومة، ولسائر المجتمع أو حتى غالبيته؟!.
ظنى المتواضع أن ذلك سيكون أفضل للمجتمع بأكمله، ولصورتنا بأكملها داخليا وخارجيا، حتى لو اضطرت الحكومة إلى هندسة ذلك انتخابيا فى إطار القانون والدستور.
سيقول البعض: «يعنى حضرتك عايز ترجع المتطرفين والإرهابيين مرة أخرى لمجلس النواب؟!».

الإجابة هى لا قاطعة، ابعدوا المتطرفين والإرهابيين وحاكموهم واعزلوهم وحاربوهم بكل قوة فى إطار القانون وبكل الصيغ الممكنة، لكن اسمحوا لبقية القوى السياسية والمجتمعية الأخرى خصوصا تلك التى ساهمت فى ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣ أن تعود وتشارك وتلعب دورا فاعلا فى المشهد السياسى؟.
سيسأل آخر: يعنى أنت عايز ترجع أصحابك الناصريين واليساريين فلان وفلان وعلان؟!.

مرة أخرى الإجابة هى لا. الموضوع لا يتعلق بالمرة بالأشخاص، لكن تعاملوا بمرونة مع القوى السياسية الشرعية والمدنية، وانسوا تماما حكاية زيد أو عبيد أو أى شخص!.
إذا كنا قد نسينا، فإن برلمان ٢٠١٠ وطريقة انتخابه وعمله، كانت سببا جوهريا فى انفجار ثورة يناير. والذاكرة تقول لنا إن الانفجار الشعبى حدث، رغم أن نسبة النمو وقتها تجاوزت الـ٧٪ لسنوات طويلة، والأوضاع الاقتصادية كانت أفضل نسبيا بصورة واضحة، رغم إدراكى أنه كان تحسنا شكليا يخفى تحته كوارث هائلة تحت السطح.

وبالتالى فان مربط الفرس هو وجود حد أدنى من توافق شعبى لغالبية القوى السياسية والمدنية، وليست المتطرفة أو التى تشجع العنف والإرهاب.حدوث ذلك هو الذى يقود إلى الانفراج فى كل الملفات بما فيها التنمية الاقتصادية، ومحاربة الإرهاب بطريقة ناجزة.
سيسأل سائل آخر: وهل تريد من الحكومة أو الأحزاب المؤيدة لها أن تتنازل عن بعض مقاعدها النيابية للمعارضين، حتى ترضى حضرتك وأمثالك؟!.

الإجابة مرة أخيرة هى أيضا لا، بل ما أقصده هو أن تتوقف الحكومة عن فكرة التكويش على كل شىء، وأن تترك متنفسا للناس حتى لا «يطقوا أو ينفجروا»، خصوصا أن الأوضاع الاقتصادية شديدة الصعوبة، بسبب عملية الإصلاح الاقتصادى التى أراها حتمية ولا مفر منها، رغم آثارها المرة والموجعة للطبقات المعدمة والفقيرة والمتوسطة. 
خلاصة ما أقصده أن تؤمن الحكومة وأجهزتها بأن قليلا من التنفيس أفضل للجميع، بل وأفضل كثيرا للحكومة نفسها

.نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهندسة السياسية الهندسة السياسية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 19:30 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 20:26 2020 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إتيكيت كتابة الإيميل و طريقه تعاملك مع الاشخاص

GMT 09:26 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

الدباسي يعلن انضمام ناقلة نفط إلى أسطول "البحري"

GMT 20:17 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كراينوفيتش يتأهل إلى ربع نهائي بطولة باريس بيرسي

GMT 05:53 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

بيلا حديد تسحر العيون بإطلالة هي الأجرأ على الإطلاق

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 09:38 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

"أحن إليك"

GMT 02:49 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إلغاء 5 رحلات دولية في مطار القاهرة بسبب قلة عدد الركاب

GMT 20:35 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد المصارعة "wwe" ينفي وفاة بيغ شو في حادث سير
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen