آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

مائدة واحدة تجمع الأفارقة

اليمن اليوم-

مائدة واحدة تجمع الأفارقة

بقلم: عماد الدين حسين

على مائدة فى مطعم مقام أمام الخيمة التى شهدت افتتاح مؤتمر الشباب العربى والإفريقى فى أسوان مساء السبت الماضى، كان هناك مشهد مؤثر، مجموعة من الشباب العربى والإفريقى تجلس معا. يأكلون ويتحدثون ويضحكون ويتناقشون. وخلفهم شعار المؤتمر «حان وقت إفريقيا».
الذى لفت نظرى لهذا المشهد المهم، أحد مذيعى «راديو مصر». وقلت له إن هذا المشهد يعنى أن تلك بداية جيدة ينبغى السير فيها حتى نصل إلى الهدف الأكبر وهو بناء علاقات عربية إفريقية حقيقية جادة.
الشباب العشرة تقريبا حول المائدة كانوا من مصر وتونس والمغرب وجنوب إفريقيا وإثيوبيا وكينيا.
الحوار تطرق إلى موضوعات كثيرة، منها بالطبع الرياضة، ولماذا يتأخر محمد صلاح فى إحراز الأهداف هذا الموسم.
وهل ينافسه ساديو مانيه أم لا، وهل يلمع النجم الجزائرى رياض محرز مع فريقه السيتى مثلما لمع من قبل مع ليستر؟!!.
كان هناك أيضا حديث عن مشروعات ريادة الأعمال وما هى فرص تأسيس مثل هذه المشروعات فى القارة الإفريقية.
قد يقول قائل وهل مجرد أن يجلس مجموعة من الشباب حول مائدة طعام واحدة، أمر جلل حتى يحتل هذه المساحة؟!.
الإجابة هى نعم، فالأمر ليس مجرد جلوس مجموعة، من الشباب العربى الإفريقى تتحدث معا، ولكنه سياق شامل للتواصل أولا ثم التفاهم وبعدها التعاون.
ما لفت نظرى فى أهمية هذه المائدة وأمثالها هو ما سمعته قبل أربع سنوات تقريبا من دبلوماسى مصرى مرموق، كنت قد قابلته فى أديس أبابا، فى مقر سفارتنا فى أديس أبابا، على هامش الاجتماع السنوى للاتحاد الافريقى، وشارك فيه وقتها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
هذا الدبلوماسى الذى انتقل إلى موقع مهم بعدها، قال لى إن هناك تباعدا كبيرا حدث بين مصر وإفريقيا، فى أعقاب محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أديس أبابا عام ١٩٩٥، كان من أثاره إننا ولينا وجوهنا شطر أوروبا والغرب وأعطينا ظهورنا للقارة الإفريقية.
قال لى أيضا إن الدبلوماسيين الأفارقة وصل إليهم شعور بأننا نتعالى عليهم، ولا نريد التواصل معهم، وبسبب تراكم هذه المشاعر زادت الجفوة واتسعت الثغرة، وكان المشهد فى الاجتماعات المشتركة شديد البؤس، كنا نجلس كمصريين بعيدا عن الأفارقة، لا نتحدث أو نتواصل معهم. وإذا جلسنا فإن ذلك يتم مع العرب الأفارقة فقط. ونتيجة لذلك فقد زاد شعور الفرقة والتباعد، وهو ما أدى ضمن أسباب كثيرة إلى تكتلهم ضد مصر فى قضية حوض النيل ومحاولتهم الإضرار بحصة مصر وحقوقها التاريخية.
بالطبع فإن غياب التواصل لم يكن السبب الوحيد فى المشكلة، ولكنه كان عاملا مهما مع بقية عناصر الخلاف والفرقة.
وزاد الطين بلة بالمؤتمر الذى عقده محمد مرسى مع مجموعة من الشخصيات العامة، وأذيع على الهواء وشهد تهديدا صريحا وفارغا لإثيوبيا.
هذا المشهد البائس، بدأ يتحسن تدريجيا بعد يوليو ٢٠١٣ لأن القيادة المصرية اتخذت قرارا استراتيجيا بالعودة إلى إفريقيا، فى مجالات متنوعة. وكانت أول زيارة للرئيس السيسى خارج مصر بعد توليه المسئولية هى حضور قمة الاتحاد الافريقى فى ملابو عاصمة غينيا الاستوائية فى يوليو ٢٠١٤، وأعتقد أن أديس أبابا هى أكثر عاصمة زارها السيسى خلال الخمس سنوات الماضية، كما أن رئيس وزارئها سواء كان هيلى ماريام ديسالين، أو آبى أحمد هو أكثر مسئول أجنبى التقاه السيسى أيضا، سعيا لإعادة ضبط علاقات البلدين على أسس صحيحة.
مرة أخرى نحتاج أن نبعث برسالة للمسئولين والمواطنين الأفارقة بأننا نتقارب معهم من قلوبنا، وليس فقط من أجل مصالحنا خصوصا المياه، رغم أنه لا عيب فى البحث عن مصالحنا.
لكن الشعوب الإفريقية تريد أن تشعر أننا نحبهم فعلا ونتعامل معهم كأشقاء يجمعنا مصير واحد.
أحد الشباب الذين تحدثوا فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال إن «السيسى يأتى بمصر إلى إفريقيا».
السؤال: هل مجرد جلوس مجموعة من العرب والأفارقة يعنى أن كل المشكلات قد تم حلها؟!.
الإجابة هى لا، فتلك مجرد الخطوة الأولى فى طريق الألف ميل، لكنها بداية مهمة. نتمنى أن نرى المزيد من الشباب الأفارقة فى المدن المصرية المختلفة، والعكس صحيح، وفى مؤتمرات متنوعة من السياسة إلى الفن، ومن الرياضة إلى الاقتصاد فالمشكلات كثيرة ومتنوعة، وتحتاج إلى تكاتف الجميع لحلها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مائدة واحدة تجمع الأفارقة مائدة واحدة تجمع الأفارقة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen