آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة

اليمن اليوم-

بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة

بقلم - عماد الدين حسين

خطاب مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى، عصر يوم الخميس الماضى، فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فى غاية الأهمية؛ لأنه يضع أسس تعامل أمريكا مع منطقتنا لسنوات، قد تمتد إذا ما تم إعادة انتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لفترة رئاسية ثانية، فى العام المقبل.
هناك أكثر من زاوية مهمة فى هذا الخطاب، لكن حجر الأساس فيها أن أمريكا ترامب، تنقلب تماما على أمريكا أوباما.
بما جاء على لسان بومبيو لم يكن مفاجئا، لكنه يشكِّل وثيقة رسمية، تكشف عن التعامل معنا كعرب ومسلمين لسنوات.
قال بومبيو مخاطبا مصر والمنطقة: «فى اللحظات الحرجة، كانت أمريكا صديقكم القديم، غائبة أكثر من اللازم؛ لأن قادتنا أخطأوا فى تفسير تاريخنا، وسوء التفاهم هذا بدأ عام ٢٠٠٩، ما أثر على حياة مئات من ملايين الناس فى مصر والمنطقة، وفى هذه المدينة وقف قبلى أمريكى آخر، وأخبركم أن الإرهاب الإسلامى المتطرف لا ينبع من أيديولوجية». هو يقصد طبعا أوباما حينما خطب فى جامعة القاهرة فى عام ٢٠٠٩. 
بومبيو لم يذكر حتى اسم أوباما، واستمر فى نقد وتسفيه كل أفكاره الأساسية التى قامت عليها سياساته العربية. يقول بومبيو مخاطبا العرب والمسلمين عن أوباما: «قال لكم إن أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ قادت بلدى للتخلى عن مثلها العليا، وقال لكم إننا نحتاج لبداية جديدة، ونتائج هذه التقديرات كانت سيئة للغاية!».
إدارة ترامب ترى أن إدارة أوباما: «قللت إلى حد كبير من خطورة الإسلام المتطرف ووحشيته، وترددنا حينما كان داعش يتقدم فى سوريا والعراق ويقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، وترددنا حينما كان الملالى فى طهران يروعون الشعب الإيرانى، وترددنا حينما كان حزب الله يراكم أكثر من ١٣٠ ألف صاروخ وقذيفة ضد إسرائيل، وترددنا حينما أطلق بشار الأسد العنان للإرهاب ضد السوريين».
ماذا يعنى هذا الكلام الذى قاله بومبيو، أو بعبارة أخرى، كيف سيتم ترجمة هذه الكلمات إلى أفعال وسياسات؟!.
سيعنى أن إدارة ترامب الآن وفى المستقبل، لن تدعم أى هبَّات أو ثورات أو تحركات يشارك فيها الإسلام السياسى بأى صورة من الصور. قد تتحدث عن حقوق الإنسان والتعددية، لكنها لن تفتح البيت الأبيض أمام ممثلى الإخوان، ولن نسمع اتصالا من الرئيس الامريكى يقول لرئيس عربى «الآن تعنى الآن»، فى إشارة إلى كلمات أوباما لمبارك!!.
بومبيو يقول: «انتهى عمر الخزى الأمريكى وتعلمنا من أخطائنا ورفضنا الوعود الكاذبة من أعدائنا، وواجهنا الوجه القبيح للإسلام المتطرف»، للأسف هو يخلط بين الإسلام والعنف. المعنى الأساسى

فى كلمته أن الشغل الشاغل لإدارة ترامب بشأن المنطقة هى مواجهة إيران. هو يقول: «إننا قلبنا العمى الاختيارى معها وانسحبنا من الصفقة النووية الفاشلة بودعوها الكاذبة، والمنطقة والدول العربية ومن بينها مصر تساعدنا فى ذلك، إضافة لدول أخرى فى أوروبا وآسيا».
هو طلب من العرب تعزيز التحالف الاستراتيجى للشرق الأوسط ضد إيران معتبرا عقوبات بلاده ضدها هى «الأقوى فى التاريخ، وسوف تتصاعد حتى تصبح إيران دولة عادية».. هو تعهد أيضا باستخدام الدبلوماسية لطرد آخر جندى إيرانى من سوريا، و«لن نساهم فى إعمار الأراضى التى يسيطر عليها بشار الأسد، إلا حينما يطرد الإيرانيين وحزب الله، وسنعمل على بناء دولة خالية من النفوذ الإيرانى فى العراق».
إحدى مزايا إدارة ترامب القليلة هى الوضوح والصراحة، التى تقترب كثيرًا من الفجاجة. وتلك كانت ميزة كلمة بومبيو، حينما قال فى أكثر من موضع إن بلاده تدعم إسرائيل واستقرارها وقوتها فى مواجهة أى مصدر تهديد لها. وحينما جاء الحديث عن القضية الفلسطينية قال كلمات عامة من قبيل: «سنواصل الضغط للتواصل لسلام حقيقى بين الطرفين»، لم يقل سيضغط على مَن؟! علمًا بأن التحرك الوحيد الفعلى كان هو نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة فى مايو الماضى، فى حين يرى كثيرون أن صفقة القرن «فنكوش»!!.
بومبيو قال كلاما كثيرًا مهمًا يستحق نقاشًا مفصلًا، خصوصا قوله فى بداية كلمته بأن «أمريكا هى قوة للخير فى الشرق الأوسط»، فهل هذا القول صحيح انطلاقا من تصريحات ترامب نفسه فى الشهور الأخيرة، الذى يقول دائما بأننا سنوجد فقط لمن يدفع لنا، وأن انسحابنا من سوريا؛ لأنها أرض الرمل والموت وليس النفط والغاز؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة بومبيو ينسف سياسات أوباما فى القاهرة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 12:53 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

«طلاء حيوي» يقاوم التآكل والبقع وأشعة الشمس

GMT 07:34 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الافصاح عن بناء أول مزرعة موجية لتوليد الطاقة في بريطانيا

GMT 13:30 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

أفكار جديدة وبيسطة لديكور ركن الصلاة في المنزل

GMT 17:42 2016 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بيكيه يستفز كريستيانو رونالدو ويؤكد أن "البرغوث" من كوكب آخر

GMT 01:00 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

اتحاد الجمباز في بيروت يعلن جوائز بطولة لبنان للذكور

GMT 08:23 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

المرأة تميل إلى السلوك الودي والاجتماعي عكس الرجال

GMT 03:17 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

حرب شعواء تُضرم بين "سي إن إن" و"فوكس نيوز"

GMT 05:58 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

رشا شربتجي تفصح عن طرق التعذيب في سجون سورية

GMT 06:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

ضغوط مختلفة تؤثر على معنوياتك أو حماستك
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen