آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

القوة الناعمة للتعليم المصرى

اليمن اليوم-

القوة الناعمة للتعليم المصرى

بقلم - عماد الدين حسين

على هامش احدى جلسات «المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية» فى أبوظبى، جلست مع مجموعة من ضيوف المؤتمر، وكان معى الزميل عصام كامل رئيس تحرير «فيتو». الضيوف كانوا خمسة، ثلاثة أفارقة وتونسى وفلبينى. الأفارقة اثنان من مالى والثالث من ساحل العاج. يتحدثون العربية بطلاقة، لأنهم درسوا فى الجامعات المصرية والأزهر، وكذلك الفلبينى.

الجميع تحدث عن مصر وجامعاتها وأزهرها بصورة تجعلك تشعر بالفخر بهذا البلد، وتحن إلى تلك الأجواء، التى كان لدينا تعليم يجذب، ويؤثر فى الجميع.

الأول من مالى قال إنه كان يدرس فى جامعة عين شمس، وحينما حدثت هزيمة ٥ يونيو ١٩٦٧ تطوع فى وحدات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلى، وتدرب على الأسلحة، ويحكى أنه كان من بين ملايين الناس الذين نزلوا ليلة ٩ يونيو رفضا لتنحى جمال عبدالناصر. وعندما سألته هل طلب أى شخص منه النزول، قال إطلاقا: كنت أحب عبدالناصر، لكن هو ايضا بالنسبة لى سبب الهزيمة، وبالتالى لابد أن يستمر حتى يحقق النصر.

الثانى من ساحل العاج، يقول إنه كان يدرس فى كلية التجارة بجامعة القاهرة، وتخرج فيها عام ١٩٧٢، وما يزال يتذكر الأماكن والأشخاص والمحلات التى كان يتعامل معها، وسيظل تأثير مصر معه فى كل وقت وحين.
الثالث من مالى أيضا ويقول إنه درس فى جامعة الأزهر، ويعتبرها الأفضل على مستوى العالم. 
الرابع من الفلبين. جاء إلى مصر للدراسة فى جامعة الأزهر، وأمضى فيها ثلاث سنوات، لكنه لم يتمكن من الحصول على الشهادة النهائية، فعاد للفلبين وأكمل دراسته، ثم عاد للقاهرة مرة أخرى لإكمال تعلمه اللغة العربية فى دراسات حرة. وأنه مدين لمصر بكل قيم التسامح الإنسانى.

الخامس من تونس الشقيقة، وحينما داعبته هل أنت «نهضاوى أم سبساوى؟!»، ضحك وأجاب فورا «أنا زيتونى» إشارة إلى جامعة الزيتون العريقة. مضيفا أن هذه الجامعة صاحبة الفضل على الكثيرين فى التعليم الدينى المنفتح والمتسامح. وأنها تكمل رسالة ودور الأزهر فى هذا المجال.

هل أكتب عن هذه النماذج حنينا إلى الماضى؟! نعم حنينا للقيم، ولكن الاهم اكتب متطلعا إلى محاولة استرجاعه.

سيقول البعض ولكن الماضى لا يعود. نعم هو كذلك ولا نريد عودة الماضى. بل البحث عن آليات وطرق وأساليب جديدة لكى يستمر دورنا المؤثر فى إفريقيا والمنطقة العربية.
من المعروف تماما أن التعليم هو احد الابواب الملكية للقوة الناعمة، مثله مثل الفن والأدب والرياضة.

حينما تستقبل طالبا ويتعلم عندك، فإنه يتحول فورا إلى سفير فوق العادة لنا فى بلاده. وقبل أيام قرأت أن كثيرا من المسئولين فى جنوب السودان، درسوا فى الجامعات المصرية.

نعرف أن قمة هذا العمل كان فى الستينيات والسبعينيات وبعيدا عن الحنين المبالغ فيه، نسأل مرة أخرى: كيف يمكن أن يكون لدينا تعليم عال متطور يجذب الطلاب من المنطقة العربية وإفريقيا، وبعض بلدان العالم الإسلامى؟

استمعت أكثر من مرة للدكتور عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، يتحدث عن هذا الموضوع، ويقول إننا بدأنا بالفعل فى استقطاب الطلاب من الخارج، وأن الصورة ليست قاتمة كما يروج البعض، وسأعود إلى مناقشة هذا الأمر لاحقا إن شاء الله. أعلم أيضا أن بعض رجال الأعمال مثل محمد فريد خميس قد أعلن عن تخصيص ٣٠٠ منحة مجانية للطلاب الأفارقة فى الجامعة البريطانية بالقاهرة التى يرأس مجلس أماناتها.

وأتمنى أن يجلس أصحاب الشأن فى الحكومة والقطاع الخاص والأزهر وغيرهم، لبحث أفضل السبل لتشجيع استقطاب طلاب المنطقة إلى مصر ليس فقط، لأن ذلك يعمق من القوة الناعمة، ولكن لأنه صار أحد الموارد الاقتصادية المهمة، وخصوصا بعد تزايد عدد الجامعات الخاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة. وهى فروع لجامعات أجنبية. 

هذه الجامعات يفترض أن تستقطب الطلاب المصريين الراغبين فى الدراسة بالخارج، ثم تجتذب أجانب للدراسة فى مصر، وإذا تم ذلك بالصورة الصحيحة، يمكننا وقتها الحديث عن حدوث اختراق فى هذا الشأن المهم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القوة الناعمة للتعليم المصرى القوة الناعمة للتعليم المصرى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 02:30 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 18:46 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

إختتام بطولة النخبة المفتوحة للبولينج في صنعاء

GMT 20:02 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الحكم على المغنية الشعبية بوسي غيابيا بالسجن 3 سنوات
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen