آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

من سينتصر فى ليبيا: الجيش أم الميليشيات؟

اليمن اليوم-

من سينتصر فى ليبيا الجيش أم الميليشيات

بقلم - عماد الدين حسين

من هو الطرف الذى سيحسم الأمور لصالحه فى ليبيا هذه الأيام؟
الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، قرر قبل أيام شن عملية عسكرية لتطهير العاصمة طرابلس من الميليشيات المتطرفة التى تسيطر عليها عمليا، رغم وجود حكومة بقيادة فايز السراج.
السؤال وجهته لأكثر من سياسى وخبير التقيتهم خلال الأيام الماضية، معظمهم مصريون، وبعضهم عرب. وإجاباتهم يمكن حصرها فى السيناريوهات التالية:
السيناريو الأول: أن يتمكن حفتر من حسم المعارك لصالحه، معتمدا على شوق غالبية الليبيين للاستقرار والعيش تحت سماء الدولة الموحدة وسيادة القانون، بدلا من هيمنة الميليشيات التى قلبت حياتهم إلى جحيم لا يطاق. هذا الحسم يعتمد بطبيعة الحال على دعم ومساندة العديد من الدول العربية والاجنبية. الجيش الليبى يدخل المعركة متسلحا بانتصارات ميدانية فى الشهور الأخيرة، جعلته يسيطر على جنوب وغرب البلاد إضافة إلى قاعدته الرئيسية فى الشرق وبالأخص بنغازى.
السيناريو الثانى: أن تتمكن ميليشيات طرابلس من منع الجيش الوطنى من دخول العاصمة.. وهناك تقديرات متواترة عن دعم ومساندة تلقتها هذه القوات أخيرا من تركيا وقطر تمثلت فى إرسال مئات المقاتلين المتطرفين، من سوريا بحرا إلى مالطة، ومنها إلى مدينة مصراته الليبية، التى تشكل رأس الحرب فى مواجهة الجيش الوطنى، ويسيطر عليها بالأساس مجموعات متطرفة خصوصا من «الإخوان والسلفيين».
لو تحقق هذا السيناريو، فيعطى الميليشيات فرصة لشن هجوم مضاد على قوات الجيش، معتمدة على هذا النصر المعنوى والدعم الخارجى بالأساسى.
السيناريو الثالث: أن تظل الأوضاع على ما هى عليه، أى يظل حفتر مسيطرا على الشرق والجنوب، فى حين تسيطر الميليشيات على العاصمة طرابلس وبعض مدن وطرق الغرب. ويتكرس الانقسام لفترة طويلة. غالبية القوى الغربية لن تجد مشكلة فى التعامل مع هذا الوضع، شرط أن يكون تقسيما وانقساما مسيطرا عليه. يتيح لها استمرار تدفق البترول أولا، ومنع عمليات الهجرة غير الشرعية. ثم إن هذا السيناريو مفيد لبعض القوى الغربية لإزعاج مصر ووضعها فى حالة قلق دائم.
فى تقدير الخبراء أن هناك صراعا فرنسيا إيطاليا محموما فى ليبيا. باريس تفضل أن يحسم الجيش الوطنى الأمور، وإقامة دولة موحدة بمؤسسة عسكرية واحدة، أما إيطاليا فتميل إلى حد ما باتجاه حكومة السراج التى تعترف بها الأمم المتحدة، لكنها عجزت عن توحيد البلاد أولا، وصارت عمليا تحت سيطرة ورحمة ونفوذ الميليشيات وقادتها ومعظمهم من المتطرفين والمتحالفين معهم.
فى ظل هذا التنافس الفرنسى الإيطالى، فإن الذى سيرجح الكفة هو الموقف الأمريكى.
واشنطن لم تكن تود حفتر كثيرا، لكنها بدأت تصاب بالقلق الشديد من النفوذ الكبير للميليشيات العسكرية التى تسيطر فعليا على العاصمة. والملاحظة المهمة أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية المؤثرة بدأت تنتبه لخطورة الميليشيات وانفلاتها الشديد، ما قد يؤدى إلى تطورات خطيرة فى المستقبل.
أحد المواقف المهمة والمؤثرة فى هذا الصراع هو الموقف المصرى. القاهرة كانت واضحة منذ سنوات حينما بدأت الأزمة وحتى اندلاع الاشتباكات الأخيرة، وجهة نظرها أنها مع توحيد الجيش الوطنى، وعدم السماح للميليشيات بالسيطرة على الأوضاع. مصر لا تخفى دعمها للجيش الوطنى الليبى. والرئيس عبدالفتاح السيسى استقبل المشير خليفة حفتر فى القاهرة يوم الأحد الماضى، وكرر وأكد الموقف المصرى مرة أخرى.
هذا الاستقبال يعطى رسالة مهمة، لكل أطراف النزاع، المواقف الخليجية خصوصا الإمارات والسعودية تقترب من الموقف المصرى كثيرا، فى حين تتبنى قطر موقف الميليشيات الإخوانية على طول الخط ومعها تركيا. فى حين أن السودان صار مشغولا بأزمته الداخلية، بعد التطورات الدراماتيكية وكذلك الجزائر.
وهناك من يربط بين هذه التطورات وبين تحرك الجيش الوطنى الليبى باتجاه طرابلس. خصوصا فى ظل تقارير غير مؤكدة بأن نظام عمر البشير كان يسمح بمرور الأسلحة للمتطرفين فى طرابلس عبر الدروب الصحراوية أو الطائرات القطرية، فى حين أن نظام عبدالعزيز بوتفليقة لم يكن يود كثيرا المشير حفتر.
تلك هى الصورة المختصرة، فمن الذى سيتمكن من حسم الأمور لصالحه؟! كل ما نتمناه أن تقود ليبيا حكومة واحدة بجيش واحد، وليست عصابات أو ميليشيات لا نعرف لمن تدين بالولاء؟! نقلًا عن الشروق القاهريةالمقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع         

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من سينتصر فى ليبيا الجيش أم الميليشيات من سينتصر فى ليبيا الجيش أم الميليشيات



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 02:42 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

أشرف بنشرقي يتطلع للحصول على دوري أبطال أفريقيا

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 13:21 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال 21 شخصًا في أعمال شغب بسبب نزاع في ماليزيا

GMT 17:58 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تحضير منقوشة الزعتر بالخضار

GMT 19:04 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفضل تصفيفات وتسريحات الشعر الكيرلي

GMT 10:39 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

"من فيسبوك" تغضب مستخدمي "واتسآب" وتدفعهم إلى حذف التطبيق

GMT 06:35 2016 الأربعاء ,27 تموز / يوليو

Glamorous New York Fashion

GMT 06:22 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار مميزة لديكور تلفزيون مودرن في غرفة المعيشة

GMT 20:24 2016 الإثنين ,08 آب / أغسطس

فوائد عشبة القلب
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen