آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

روبوت.. وفنانة تشكيلية!

اليمن اليوم-

روبوت وفنانة تشكيلية

بقلم - عماد الدين حسين

المعرض الأول للفنانة التشكيلية «أى دا» سيكون فى أول مارس المقبل فى جامعة أوكسفورد، بعنوان «مستقبل غير مضمون»، ثم ستعرض رسومها فى لندن فى نوفمبر المقبل.
هل سمع أحدكم عن هذه الفنانة التشكيلية؟!.

فى الواقع هى ليست فنانة، ولكن مجرد روبوت، يقول صانعوه إنهم سيكونون قادرين على إعطائها القدرة على جذب الناس للنظر إلى قلم فى يدها.
اسم الروبوت مأخوذ من اسم عالمة الرياضيات البريطانية آدا لوفلايس.المشرف على المراحل النهائية من تصميم الروبوت ايدى ميلر، يعتقد أنها ستكون واقعية جدا، مثل البشر تقريبا، وستتمكن من التفاعل مع الجمهور، وتلقى رسائلهم فعليا وطرحها، وحركاتها ستكون جيدة جدا، بل إن مقلة عينها ستكون قادرة على النظر فى عينى محدثها مباشرة وتتبعه فى الغرفة، وكذلك ستكون قادرة على الرمش. أما شكلها فسيكون بشعر طويل داكن وبشرة من السليكون، وأسنان ولثة مطبوعتين بتقنية ثلاثية الأبعاد.

كل ما سبق قرأته عصر يوم الإثنين الماضى على موقع قناة يورو نيور، والمفارقة أننى فى نفس اليوم ظهرا، كنت قد حضرت جلسة مهمة للمدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرانسيس جارى، فى إحدى الجلسات الرئيسية لمؤتمر «القمة العالمية للحكومات» بدبى، عنوان الكلمة كان «مستقبل الملكية الفكرية، فى عصر الذكاء الاصطناعى».جارى لم يتحدث فقط عن الملكية الفكرية التى نعرفها، وتكاد تقتصر لدى كثيرين فى مصر على قرصنة وتزوير الكتب والأغنيات والأفلام. لكن الرجل توسع أكثر فى الحديث عن علاقتها بالذكاء الاصطناعى، باعتبار أن منظمته معنية أساسا بتصميم السياسات المشجعة على الابتكار. اليوم التكنولوجيا صارت هى القوة المهيمنة على الاقتصاد. الرجل كشف بالأرقام عن جوانب مهمة ترينا كيف يتحرك العالم فى هذا المجال الجديد.

فى مجال الملكية الفكرية المتعلقة بالذكاء الاصطناعى خلال العشرين سنة الأخيرة، هناك ٣٫٢ مليون طلب لبراءات اختراع، و٩٫١ مليون علامة تجارية، ومليون تصميم، وثلثا كل ما سبق موجود فى آسيا.هو ينظر للأمر من منظورين، الأول الدور التقليدى للملكية الفكرية لتشجع التنافس على الابتكار، والثانى الموازنة بين المتنافسين وبين المستهلكين.
منظمة الملكية الفكرية أو «الوايبو»، أصدرت أخيرا تقريرا جاء فيه أنه منذ خمسينيات القرن الماضى كان هناك ٣٤٠ ألف طلب براءة اختراع خاصة بالذكاء الاصطناعى، وكذلك ١٫٦ مليون منشور أو بحث علمى. لكن منذ عام ٢٠٠٣ تغيرت الأمور كليا، وحصلت زيادة كبيرة فى الأرقام، وبعد عام ٢٠١٣، زادت براءات الاختراعات الخاصة بالذكاء الاصطناعى بصورة كبيرة.

جارى يتوقع حدوث تغيرات كبيرة فى الإنتاج حول العالم بسبب هذه الطفرة، المتمثل فى «احتراق أفق عميق للذكاء فى المجالات التجارية». وهناك مثلا إقبال كبير على مجال النقل خصوصا فى طائرات «الدرون» ١٥٪، والعلوم الحياتية والصحية ١٢٪، و١٠٪ فيما يتعلق بالتفاعل عموما مع البشر. وتتصدر الصين هذا المجال ومعها أمريكا ثم اليابان.فى جلسة مدير الوابيو كانت هناك نقاط مهمة ومدهشة. مثلا كيف سيكون التعامل مع المؤلف فيما يتعلق بالملكية الفكرية، المؤلف لن يكون بالضرورة الأديب أو المفكر أو المصمم والمخترع، بل ربما الروبوت، وهنا سأل البعض: حينما يولد الذكاء الاصطناعى، أو يخترع الموسيقى، ويضعها على أسطوانة لشركة مشهورة فلمن ستذهب الحقوق؟!.

هناك أيضا أمور شائكة تتعلق بالتدفق الحر للبيانات من جهة والقيود على استخدام بعض هذه البيانات حماية للخصوصية، إضافة إلى الجانب الأمنى الخاص بمدى خطورة هذه البيانات، وكيف نحمى البيانات الخاصة المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعية، بصورة كبيرة يوميا.
النقطة المهمة الأخرى هى أن العالم المتقدم سوف يقفز للأمام بمليارات أو حتى تريليونات الخطوات، فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعى، فى حين أن الفقراء والمعدومين والمتخلفين فى بقية بلدان العالم، سوف يواصلون السقوط فى مستنقع الفقر والجهل والتخلف والمرض.

والسؤال هنا: كيف يمكن تقليل هذه الفوارق فى ظل أن القدرات التكنولوجية ستكون هى العامل المميز لاقتصاد العالم أجمع. أو على الأقل المتقدم منه؟!.
السؤال الأهم هو: هل نحن كمجتمع وحكومة فى مصر مشغولون حقا وفعلا بهذا الأمر، هل نتابع ما يحدث فى العالم أجمع، خصوصا آسيا، وإذا كنا نتابع، فماذا نحن فاعلون؟! أما السؤال الموجه للأفراد الغارقين فى الماضى: ألم يحن الوقت بعد للنظر إلى المستقبل قبل أن ننقرض تماما؟!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبوت وفنانة تشكيلية روبوت وفنانة تشكيلية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 11:28 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى النكبة

GMT 20:55 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب أوراوا الياباني يكشف صعوبة هزيمة الهلال

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:27 2017 الثلاثاء ,14 آذار/ مارس

ممارسة الرياضة تمنع التقدم في العمر

GMT 11:38 2016 الجمعة ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ديل تسوق لحاسبها الشخصي من فئة الكل في واحد

GMT 13:21 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 23:29 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

البرغل بالفول الأخضر

GMT 10:50 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم القواعد المعمول بها لقراءة الفاتحة بالنسبة للعروسين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen