آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

من يتعظ من مصير العملاء؟!

اليمن اليوم-

من يتعظ من مصير العملاء

بقلم - عماد الدين حسين

أليست مفارقة تدعو للدهشة، أنه فى الوقت الذى يتوالى فيه تدفق الرؤساء والمسئولين العرب على دمشق وبدء اعادة العلاقات مع نظام بشار الاسد، نجد المعارضة السورية، إما تتقاتل فى حلب وأدلب، أو تعمل كمرتزقة للجيش للجيش التركى، أو مصابة باليأس فى العواصم والمنافى الخارجية؟!
الدروس والعبر مما حدث فى سوريا منذ مارس ٢٠١١ وحتى الآن، لا تعد ولا تحصى، لكن أهمها خرافة وسقوط فكرة المراهنة فقط على العمل من الخارج والاستعانة به لإسقاط النظام.
رأيى واضح ومعلن منذ انطلاق الانتفاضة السورية فى درعا، وهو أنها كانت انتفاضة غالبية شعب كان يريد حكما عادلا وتعدديا وعصريا لكن «أشرار العالم» تكالبوا على هذه الانتفاضة وعسكروها واستحضروا كل «شياطين الإنس والجن» من جميع أرجاء العالم، فأعطوا النظام فرصة ذهبية للإجهاض عليها.
السياسة لا توجد بها مثاليات، بل مصالح، والأهم أنها نسبية، وبالتالى حينما لا يكون لدينا إلا داعش والنصرة فى جانب، والنظام فى جانب آخر، فلا يوجد إلا خيار الرهان على الدولة السورية وجيشها ومؤسساتها، عسى أن تنصلح الأحوال، وليس بمنطق «أنا ومن بعدى الطوفان»! 
كتبت المقدمة السابقة حتى يكون كلامى التالى واضحا، وهو أن الذى دفع الثمن الحقيقى فى هذه المأساة منذ ثمانى سنوات هو الشعب السورى، الذى تشرد داخل وخارح بلده، إضافة إلى قلة من المعارضة الوطنية التى سعت إلى الإصلاح، لكنها لم تكن تملك إمكانيات كبيرة، ثم إن بطش النظام كان كبيرا.
أعود إلى النقطة الجوهرية، وهى المعارضة التى رهنت نفسها لأجهزة مخابرات إقليمية ودولية، وانتهى بها الأمر لتكون مثل «منديل الكلينكس» الذى يلقى به فى «صفيحة القمامة» بمجرد استخدامه!
داعش والنصرة تنظيمات متطرفة خارج نطاق وحسابات العصر، ورغم سيطرتها فى وقت ما على أكثر من نصف سوريا والعراق، فقد توقع الجميع أن ينتهى كل ذلك، وهو فى طريقه للحدوث، لكن مثل تلك التنظيمات تتعيش على سلبيات فشل الأنظمة الحاكمة فى إقامة الحد الأدنى من العدل، وبالتالى فسوف نشهد عمليات ارهابية لهذه التنظيمات بين الحين والآخر لإثبات أنها موجودة.
المفارقة أن النصرة وجيش نور الدين زنكى اشتبكا يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين فى حلب وأدلب، وأسفرت المعركة عن مقتل وإصابة المئات.. أى عبث هذا بين قوى كانت تدعى أنها ستحرر سوريا؟!
لكن ما أقصده أكثر تلك المعارضة التى ادعت أنها وطنية، ثم تبين لنا أخيرا أنها مجرد دمية فى أيدى المخابرات التركية أو الأمريكية أو أى جهاز غربى.
تخيلوا عناصر سورية مسلحة تعيش فى تركيا وعندما تدخل بلدها، فهى تفعل ذلك، لكى تحارب الاكراد، فى منبج أو عفرين، وحينما توقع تركيا وإيران وروسيا اتفاقا لإقامة المنطقة منزوعة السلاح فى أدلب فى منتصف سبتمبر الماضى، فإن كل دورها كان العمل كشرطة للمخابرات التركية تحارب خصومها، حتى لو كانوا حلفاء الأمس فى المعركة ضد الحكومة السورية!
ما يسمى بـ«الجيش السورى الحر» أثبتت الأيام والأحداث أنه ليس جيشا وليس سوريا وليس حرا، بعد أن صار معظم أفراده مجرد عناصر مرتزقة لتنفيذ الأجندة التركية.
هم كانوا يزعمون أنهم يقاومون الأسد ونظامه، وحينما قبلت أنقرة التعايش مع هذا النظام، تحولوا إلى مقاتلة إخوانهم فى الوطن «الأكراد» لمصلحة تركيا.
جزء من الأكراد أيضا وقع فى نفس المأزق، حينما راهن على الأمريكيين، الذين قد يسلمون الأكراد إلى رجب طيب أردوغان، الذى أنجز صفقة شاملة مع ترامب أفرج بموجبها عن القس برانسون مقابل إنهاء جزء من أزمته الاقتصادية والانفراد بأكراد سوريا.
هل أدركت هذه المعارضة السورية أنها كانت مجرد أداة فى أيدى الآخرين، وأنها حينما فعلت ذلك، فكان طبيعيا أن تنتهى إلى مثل هذه النهاية؟
هل أدركوا أنهم خسروا ثقة شعبهم، ولم ينالوا حتى احترام الذين استخدموهم، ثم ألقوا بهم فى بقعة صغيرة فى أدلب، ويعتقد كثير من المراقبين أن نهايتهم المنطقية تقترب حينما يتوصل الروس والأتراك إلى الصفقة النهائية؟
لكن السؤال الأهم هل يدرك كل معارض عربى يعمل لمصلحة أنظمة أخرى أن مصيره لن يختلف عن مصير عملاء تركيا؟!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يتعظ من مصير العملاء من يتعظ من مصير العملاء



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:40 2021 السبت ,17 تموز / يوليو

كيف يتعامل كل برج من الأبراج مع الطلاق

GMT 11:56 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

رواندا روزي تتحول إلى مصارعة المحترفين العام المقبل

GMT 00:27 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

اهتمام إعلامي بالمعرض الفني الجديد لفاروق حسني

GMT 15:20 2016 الجمعة ,24 حزيران / يونيو

زواج ناصر الدسوقي من مريم بالحلقة 18 لـ"الأسطورة"

GMT 03:08 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

"مصدر" تخطط لمضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة في 5 سنوات

GMT 19:53 2016 الثلاثاء ,09 آب / أغسطس

فولكسفاغن تختبر سيارة بولو الجديدة

GMT 04:08 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

زيادة وقت امتحانات الرياضيات في جامعة أكسفورد

GMT 00:09 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل سلطة بطاطس بالمايونيز والخيار المخلل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen