آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

يرحم الله الأمير!

اليمن اليوم-

يرحم الله الأمير

بقلم-سليمان جودة

الخسارة فى رحيل الأمير طلال بن عبدالعزيز هى للإنسان حيث كان، قبل أن تكون لأسرته فى الرياض، أو لبلده الذى عاش يحمل جنسيته، أو حتى لمحيط بلده العربى ومحيطه الإسلامى معاً.. أما السبب فسوف أشير إليه حالاً، وسوف يراه القارئ الكريم سبباً على درجة عالية من الوجاهة!

فالسبب ليس أن الرجل قضى حياته مؤمناً بالمرأة وقضاياها، ولا السبب أنه لم يشأ أن يكون إيمانه بها وبالقضايا التى تخصها إيماناً نظرياً أو كلاماً والسلام، فأنشأ مركزاً اسمه «الكوثر» لا يهتم إلا بها، وجعل من تونس مقراً له، وجاء بالدكتورة سكينة بوراوى وأعطاها المسؤولية فيه، ثم طلب منها أن تنصر المرأة المظلومة فى كل موقف وأن تقف إلى جوارها فى كل مناسبة!

ولا السبب أنه قد راح يوسع من نطاق اهتمامه فأضاف إليه الطفولة العربية كلها، وأيضاً أنشأ لها مجلساً كبيراً فى القاهرة، وجاء على رأسه بالدكتور حسن البيلاوى يتولى أمانته العامة، وأراد من مجلس بهذا المسمى أن يكون عربياً جامعاً فى اهتمامه بقضيته، وألا تغيب شؤون الطفل فى كل عاصمة عربية عن عينيه!

ولا السبب أنه قد آمن بقدرة التعليم على بناء الإنسان، فبادر إلى تجسيد فكرة الدراسة الحرة فى كيان اسمه الجامعة العربية المفتوحة، وجعل من الكويت مقراً لها، وفى مصر جعل لها فرعاً أساسياً، وجاء على رأسه بالدكتور عبدالحى عبيد!

لا.. ليس هذا كله هو السبب، رغم أن كل حالة من الحالات الثلاث السابقة تصلح سبباً فى هذا المقام، ثم تكفى وتزيد!

السبب الوجيه بجد فى نظرى أنه آمن عن يقين بما كان الإمام علىّ بن أبى طالب يقوله عن الفقر، وكيف أنه كان يتمنى لو يكون الفقر رجلاً فيقتله فيستريح منه العالم!.. آمن بذلك إيماناً لا تشوبه ذرة من شك، فدعا إلى تأسيس كيان أكبر اسمه: برنامج الخليج العربى للتنمية.. أما الاسم المختصر للبرنامج فهو: «أجفند».. وأما مهمته فهى مطاردة الفقر حيث كان، ومساندة الإنسان الفقير حيث يعيش، دون نظر إلى بلده، ولا إلى لونه، ولا إلى دينه.. ولذلك، لم يكن غريباً أن يمتد نشاط هذا البرنامج إلى أوروجواى فى أمريكا الجنوبية، ثم إلى الفلبين فى آسيا، بمثل ما امتد بالضبط إلى اليمن والأردن فى القارة نفسها، وموريتانيا فى أفريقيا.. ففى كل هذه البلاد وفى غيرها، راح يؤسس بنوكاً للفقراء مهمتها ليس أن تضع مالاً فى يد الفقير هناك، ولكن أن تعلمه كيف يعمل ليكسب من عمل يده!

ولم يكن الأستاذ ناصر القحطانى، مدير «أجفند» التنفيذى، يبالغ فى شىء، عندما قال، وهو يغالب دموعه يوم رحيل الأمير، إنه: فقيد الجميع.. ولو شاء لقال: فقيد الفقراء!

يرحم الله الرجل!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يرحم الله الأمير يرحم الله الأمير



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 10:11 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسن يوسف ينعي محمود عبدالعزيز ويؤكد أن أعماله بصمة

GMT 16:27 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

فوائد البطيخ الأصفر

GMT 18:00 2016 الأربعاء ,29 حزيران / يونيو

سمك بلطي مشوي بالردة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen