آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

نقش فى أبوظبى!

اليمن اليوم-

نقش فى أبوظبى

بقلم-سليمان جودة

هات مصحفاً وافتح على سورة يونس لتقرأ الآية 99 وهى تقول: «ولو شاء ربك لآمن مَن فى الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين».ثم افتح المصحف على الآية 118 من سورة هود لتقرأ الآتى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدة ولا يزالون مختلفين».هاتان الآيتان أعتقد أنهما تمثلان جوهر وثيقة الأخوة الإنسانية، التى وقّعها فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، أول هذا الشهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان.. فكانت الوثيقة الأولى من نوعها على هذا المستوى!أما مبادئ الوثيقة، ومحتواها، وسطورها، وأجواؤها، فكلها أشياء جرى الحديث عنها فى حينها، وأصبح الحديث الآن هو عما بعد توقيعها، وليس عنها فى حد ذاتها، لأنها إذا كانت قد خرجت إلى النور وهى تحمل إمضاء الرجلين فهذا وحده يمنحها الأهمية الواجبة..

إن على ورقتها توقيعاً من رأس المؤسسة الدينية الرسمية الكبرى فى العالم الإسلامى، بمثل ما أن عليها توقيعاً من رأس المؤسسة الدينية الرسمية الكبرى لدى المسيحيين الكاثوليك فى أنحاء الأرض!والمعنى أن ولادتها خطوة مهمة فى حاضر هذا العالم الصاخب بالصراعات، ولكن الخطوة التالية لما بعد ولادتها هى الأهم، لأنها إذا كانت تتحدث كوثيقة عن أنه لا بديل عن أن نتعايش معاً فى عالمنا، فى مواجهة تطرف الفكر وعنف السلوك، فلابد من طريقة تجعلها تعيش أولاً، وإلا، فالأحداث يمكن أن تغطى عليها وتغمرها بالنسيان!ولأن الحكومة فى الإمارات مشغولة طول الوقت بفكرة المستقبل، ولأن هذه الفكرة هاجس لا يغادر الحكومة هناك، فلقد قرروا الإقدام على شىء يكفل الحياة للوثيقة، ويمدها دائماً بأسباب الوجود، والاستمرار،

والتفاعل، والتأثير، والبقاء!هذا الشىء أعلن عنه الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الخارجية والتعاون الدولى، عندما وقف أمام مؤتمر قمة الحكومات فى دبى، ليكشف عن أن قراراً صدر بأن تكون الوثيقة بمبادئها كلها، بدءاً من العام الدراسى المقبل، جزءاً من مناهج الدراسة فى جميع مدارس الدولة الإماراتية وجامعاتها!قبل ذلك كان قرار قد صدر بتأسيس جائزة الأخوة الإنسانية، وتقرر منحها هذه السنة للإمام والبابا، على أن يجرى منحها فى كل دورة مقبلة لأفراد عزّزوا الأخوة الإنسانية فى مجتمعاتهم وحول العالم..

وكان قرار آخر قد صدر بإنشاء صندوق زايد للتعايش، ليكون امتداداً للوثيقة، فيدعم مبادئها وينشرها فى كل مكان على مدار السنة، وكان قرار ثالث قد أعلن عن إنشاء بيت العائلة الإبراهيمية فى جزيرة السعديات فى أبوظبى، ليكون بيتاً للتسامح والنور لا ينطفئ!هذه القرارات الثلاثة الأخيرة ضمنت الحياة للوثيقة، بدرجات متفاوتة، ولكن قرار وضعها فى مناهج الدراسة هو الأبقى، لأنه يتولى مهمة نقشها فى الوجدان منذ الصغر، فتظل كما نعرف كالنقش على الحجر

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقش فى أبوظبى نقش فى أبوظبى



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 18:38 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لابورت لاعب بلباو يُفسّر رفضه اللعب لكل من سيتي وبرشلونة

GMT 11:30 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

15 قاعدة في الأناقة تعلمك إياها أمل كلوني

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

البعثة السويسرية تعرض 10 قطع أثرية مهمة في وادي الملوك

GMT 16:22 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل تدولات الاربعاء على ارتفاع

GMT 12:37 2021 الثلاثاء ,13 تموز / يوليو

أفكار ديكور تساهم في تجديد الطاقة في مكتب العمل

GMT 06:14 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل عطور الخريف والشتاء

GMT 23:47 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

بابا الفاتيكان يُطلق تطبيقًا رقميًا للصلاة معه

GMT 21:21 2016 الأربعاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

عمر السومة يبيّن أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل في العالم

GMT 18:30 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عازف القانون ماجد سرور يخطف أنظار الجمهور في دار الأوبرا
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen