آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

لبنان الذي أفهمه!

اليمن اليوم-

لبنان الذي أفهمه

سليمان جودة
بقلم : سليمان جودة

ربما يلاحظ الذين يتابعون الأحوال فى لبنان، أن المتظاهرين هناك رفعوا شعارًا يطلب استقالة الرؤساء الثلاثة!.. وهو مطلب لن تجده مرفوعًا لدى أى متظاهرين آخرين، رغم كثرة المظاهرات التى تملأ العالم من حولنا، بدءًا من بريطانيا فى شمال أوروبا، إلى إسبانيا فى جنوبها، إلى تشيلى فى أمريكا الجنوبية.. فالتظاهر هذه الأيام يبدو وكأنه عدوى تقفز فوق الحدود ولا تعترف بها!.

فمن هُم الرؤساء الثلاثة فى لبنان؟!.. إنهم ميشيل عون، رئيس الجمهورية، وسعد الحريرى، رئيس الحكومة، ونبيه برى رئيس البرلمان!.

ورغم أنه لا يكاد بلد فى الأرض يخلو من هذه المناصب الثلاثة، إلا أنك لن تجد عبارة «الرؤساء الثلاثة» إلا فى لبنان.. والسبب أن كل واحد منهم ينتمى إلى طائفة.. ولا تعرف والحال هكذا، ما إذا كان الذين يقولون عنهم إنهم الرؤساء الثلاثة يقصدون أنهم رؤساء لبنان، أم رؤساء طوائف ثلاث فى لبنان؟!.

والسؤال استنكارى بالطبع وليس استفهاميًا.. فالمقصود بالعبارة أنهم رؤساء طوائف ثلاث، لا رؤساء بلد، لأنه لا يوجد بلد برؤساء ثلاثة.. فأى بلد يحكمه رئيس واحد.. لا ثلاثة بأى حال!.

وهذا هو أصل كل مشكلة فى لبنان، لأن نظامًا كهذا، أيًا كانت مبرراته، وأيًا كانت أسبابه، يجعل من كل رئيس من الرؤساء الثلاثة رئيسًا لطائفة.. لا رئيسًا لبلد!.. ويجعل عمل كل فرد من أفراد الطائفة يتم من أجلها هى، لا من أجل البلد الذى يضم الجميع ويحتويهم.. أو هكذا يجب ونفترض!.

طبعاً.. هذه التقسيمة لها دواعيها التاريخية والواقعية المفهومة، ولكنها كانت ولا تزال طريقًا إلى صداع لا ينتهى فى البلد.. ولا حل اليوم، أو غداً، أو بعد غد، سوى أن يكون اختيار رئيس الجمهورية فى بيروت على أساس واحد هو أنه مواطن لبنانى يحمل جنسية بلده.. وكذلك رئيس الحكومة.. ومن بعده رئيس البرلمان.. إن لبنانية كل مواطن لا بديل عن أن تعلو كل ما عداها.. فإذا ثبت أن صاحب المنصب- أى منصب- يقدم طائفته على وطنه، فهو لا يستحق المنصب ولا يجوز أن يبقى فيه!.

هذا ما أفهمه.. وهذا هو المنطق فى لبنان وفى غير لبنان.. فالانتماء لابد أن يكون للوطن على اتساعه.. وللبلد فى مجمله.. وللأرض داخل الدولة على امتدادها.. لا لطائفة، ولا لجماعة، ولا لقبيلة، ولا لعصبة، ولا لشىء من هذا النوع على الإطلاق!.

لبنان.. ما دمنا نتكلم عنه.. لا بد أن يكون مرجع كل انتماء.. هذه هى البداية إلى التعافى الحقيقى، وهى أيضًا روح لبنان التى تحميه وتحفظه!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان الذي أفهمه لبنان الذي أفهمه



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 05:37 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

نيوزيلندا وجهة سياحية مميزة تتمتع بمناظر طبيعية خلابة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 02:08 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شينولا تطرح أفضل سماعات للرأس بتصميمات أنيقة

GMT 14:48 2016 الأربعاء ,03 آب / أغسطس

كوكتيل الرمان

GMT 19:25 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

الجودة في التعليم مسؤولية متقاسمة بين المجتمع والمدرسة

GMT 03:02 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هل تعرفين أثار الضرب على طفلك؟

GMT 22:55 2019 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجع لا بورا ملاذ مخصص للسيدات

GMT 13:12 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

أزارو يخلق أزمة بالاتفاق السعودي

GMT 04:46 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

بولتون يؤكّد أن ناسا لديها برنامج يتوقع الجفاف
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen