آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الشجرة الملعونة

اليمن اليوم-

الشجرة الملعونة

بقلم - محمود خليل

الحب لدى «الإخوان» وغيرها من الجماعات المتشدّدة لا بد أن يكون «حباً فى الله». والحب فى الله معناه ببساطة أن تحب إنساناً لأنه يحرص على إرضاء الله، حتى تكون فى الفئات التى يظلها الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، استناداً إلى قول النبى، صلى الله عليه وسلم: «ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه»، كما ورد فى الحديث الشريف، وهو الرباط البديل، لمحبة الأهل المفارقين للجماعة، ومحبة الأصدقاء الذين يغرّدون خارج سربها، بل وبديل أيضاً عن الحب بمدلوله العاطفى الذى ينشأ بين شاب وفتاة، أو رجل وامرأة. الضلع الثالث من أضلاع التربية على الكراهية داخل الجماعات المتشدّدة، يرتبط بفكرة «التعالى بالإيمان». فالمسلم لا بد أن يعتز بإسلامه، والمؤمن لا بد أن يعتز بإيمانه، وأن يكون متعالياً على الخارجين عن حظيرة الإسلام والمتفلتين من دائرة الإيمان، إعمالاً -لفهم مجتزأ- لقوله تعالى «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ» (سورة المنافقون - الآية: 8).وتتطور الفكرة بعد ذلك داخل جماعة مثل «الإخوان» لتصبح معبرة عن نوع من الاستعلاء بـ«الإيمان الإخوانى»، والانتماء إلى الجماعة الناجية التى لولاها لضاع الإسلام، الجماعة التى سوف تعيد إلى الإسلام عزه ومجده، فالوظيفة المنوطة بأعضاء الجماعة عظيمة، وعلى قدر عظمة الوظيفة ينبغى أن يعلو شعور الإنسان بالعظمة والأفضلية على هؤلاء المغردين خارج سربه، وبقدر ما يجب على العضو أن يكون مستعلياً على غيره، لا بد أن يكون طائعاً ذليلاً لإخوانه، خصوصاً إخوانه المسئولين عنه، إعمالاً -لفهم مبتسر- لقوله تعالى «أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ» (سورة المائدة - الآية 54). فهذا الاستعلاء لا بد أن يتحول إلى صورة متكاملة من صور المذلة، وأنت تتعامل مع أمير الجماعة أو أعضائها، فتتراقص معهم مثل بندول الساعة دون تقديم أو تأخير.ولو أننا تأمّلنا أضلاع مثلث الكراهية (الأول المفاصلة، والثانى الحب فى الله، والثالث التعالى على الآخرين)، الذى يرسم خريطة العقل المتشدّد بقدر من العمق، فسوف ندرك بسهولة أن الهدف الأساسى منه يرتبط بزرع النقمة على الآخر فى النفوس، أياً كان هذا الآخر: أباً أو أماً أو أخاً أو صديقاً أو رفيقاً أو جاراً أو زميلاً أو شريكاً فى الوطن. ولا تستطيع أن تتقبل هذه الأفكار سوى النفوس التى تتمتع بتربة خصبة للعيش على الكراهية واحتقار الآخرين والاستعلاء عليهم. فالزرعة لا تنبت إلا فى التربة المناسبة لها، ولا يقوى على حمل كل هذه الكراهية داخل نفسه إلا من هو مؤهل لذلك، ولديه الاستعداد لمنح بذور الكراهية فرصة أن تكبر وتترعرع حتى تصير أشجاراً كثيفة يصعب اقتلاعها.شجرة الكراهية هى الشجرة الملعونة التى يجيد المتطرفون -فى كل زمان ومكان وأياً كان موضوع تطرّفهم- زرعها فى النفوس الهشّة المهتزة الرّخوة لتجعل منهم أدوات للقتل -زوراً- باسم الله، لأن الله تعالى خالق الجميع ورازق الجميع وواهب الحياة للجميع. وليس يُعقل أن يدعو دين إلى قتل الآخر لأى سبب أو تحت أى راية، وقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق لا يمكن أن يكون قرباناً لله. وظنى أنك لو حلّلت بعمق وتأنٍّ سيرة وأفعال أى إرهابى يزعم أنه يقتل باسم الله، فسوف تجد أن الدين مجرد يافطة مرفوعة، وأن الأسباب الحقيقية لإراقة الدماء لا تخرج عن دائرتى المطامع أو المطامح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشجرة الملعونة الشجرة الملعونة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen