آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الطريق نحو فزان

اليمن اليوم-

الطريق نحو فزان

بقلم - د. جبريل العبيدي

فزان التي تبتلع الصحراء الكبرى بحجمها، يمكن لها أن تبتلع أيضاً الغزاة والطامعين، من المرتزقة والعصابات المحلية، والأخرى العابرة للحدود، والتي يستخدمها الإسلام السياسي، لتوطين مشاريعه الإرهابية، من الحين إلى الآخر. ولعل تحرك الميليشيات الأخير كان عبر ضخ الأموال القطرية لزعماء عصابات محلية، ومنها ميليشيات «سرايا الدفاع عن بنغازي» بقيادة المطلوب عربياً في قضايا إرهابية إسماعيل الصلابي والضابط المتمرد مصطفى الشركسي، وميليشيات أخرى، بعضها له امتداد قبلي وإثني في دول الجوار، استخدمها النظام القطري للعبث بالديموغرافيا والفسيفساء الليبية في فزان، كما استخدم أخرى تشادية من فصائل المعارضة، والتي يطارد فلولها الجيش الليبي في صحراء فزان.

صحراء ليبيا حارقة، وعزيمة رجالها الذين هبّوا من شرق البلاد وغربها وجنوبها لن تسمح بتمزيق الوطن إلى دويلات إثنية ولا أخرى قبائلية، فليس من حق أحد أن يحتل جزءاً من الوطن ليجعل منه دولة مزعومة له كما يحاول البعض، إنما سيبقى وطننا واحداً يرفض الظلم والاستبداد والتهميش التي هي مسببات الثورة في ظل نظام حكم يحقق العدالة والمساواة وحق المواطنة للجميع غير منقوص ودون إقصاء لأي مكون ليبي، من عرب وأمازيغ وتبو وطوارق، فحق المواطنة مكفول للجميع، فلا مكان لكيانات إثنية، ولا قبول لأي استقواء بالخارج، كما حاول البعض لتحقيق مزاعم ومطامع بعض المجانين والمهووسين بحمى التعصب.
فجنوب جزء من الوطن بين المحتل والمستباح، لا يمكن أن يتركه الجيش الليبي لشُذَّاذ الآفاق واللصوص والمرتزقة، رغم إهمال حكومة الوفاق كما هو متداول للجنوب وما يحدث فيه، إذ لا ينشغل به مجلس «الوفاق» وحكومته كأن الجنوب عبء ثقيل تتجنبه الحكومات المتعاقبة، في حين كان الأجدر بها الوقوف عنده وفهمه، بدلاً من الدفع بالمزيد من الحطب في أتون الحرب، عبر نياشين ورتب تُمنح لـ«جنرالات» أفسدتهم التخمة وفنادق الدوحة من كثرة ترددهم عليها ومبيتهم فيها، وانتفاخ جيوبهم بأموالها الفاسدة، لهتك النسيج الاجتماعي في الجنوب الليبي.

الطريق نحو فزان سلكه الجيش الليبي برجاله، ولن توقفه حفنة من جنرالات الورق، خصوصاً أننا أمام غزو واحتلال أجنبي له ميليشيات وعصابات تشادية ونيجيرية مع سكوت وتغاضٍ من قبل بعض حكومات الجوار الليبي. بعد أن تنوعت الميليشيات التي غزت الجنوب الليبي، وإن كانت المعارضة التشادية أكثر حضوراً، وهي الآن في حالة حرب مع حكومة إدريس ديبي، بعد انتهاء شهر العسل بينهما، برزت أسئلة لا إجابة لها في ظل وجود حكومة الوفاق ومجلس الصخيرات الرئاسي.
الجنوب الليبي الآن أصبح في عهدة الجيش الليبي، وهو ماضٍ في تحريره وقد قطع مسافات كبيرة حرر خلالها عاصمة فزان سبها وما جاورها، واستعاد حقل الشرارة النفطي، أكبر حقول النفط في فزان، وتمكن الجيش الليبي من استعادة مساحات شاسعة من الأراضي، التي كانت تحتلها وتستوطنها الميليشيات والعصابات الأجنبية.
الفوضى في الجنوب ليست بعيدة عن أجندة الدول الأوروبية وبخاصة فرنسا، وما ضربات القوات الفرنسية، اليتيمة، لفلول المرتزقة التشادية في عمق الأراضي التشادية، والتي جاءت بناءً على طلب الحكومة التشادية، إلا دليل على ذلك.

محاولات البعض استثمار انتصارات الجيش الليبي، والدخول على الخط من قِبل الفرنسيين وغيرهم، هي في الواقع ليست جزءاً من عمليات الجيش الليبي في الجنوب، وأي محاولة لاستثمارها لن تكون مجدية للجانب الفرنسي الذي يتحجج بوجود اتفاقية حماية حدود مع ليببا، في حين أنه ترك الحدود الليبية لكل متسلل، قبل أن يتحرك الجيش الليبي في عملية كبرى لتحرير الجنوب، والتي آتت أُكُلها، وأيقظت استشعار الخطر لدى الدول الإقليمية، لأهمية استقرار الجنوب الليبي، وبالتالي أي تعاون إقليمي مدروس وبالتنسيق مع الجيش الليبي يمكن أن يكون رافداً لاستقرار الجنوب إذا تم بالتنسيق والتوافق وبمنأى عن مصالح شركات النفط والغاز التي أفسدت في رأيي المشهد الليبي.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطريق نحو فزان الطريق نحو فزان



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen