آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

إعلان بوتفليقة... ما وراءه؟

اليمن اليوم-

إعلان بوتفليقة ما وراءه

بقلم - د. جبريل العبيدي

إعلان بوتفليقة عدم ترشحه لولاية خامسة، وتأجيل الانتخابات، لا أنظر إليه على أنه تمديد لولايته الرابعة بطريقة مراوغة، كما يفسره البعض، ولا أنظر إليه على أنه انحناءة أمام العاصفة، بل أراه من خلال تاريخ الرجل الوطني، فبوتفليقة كان تاريخه وطنياً بامتياز، ولهذا من المنصف أن ننظر للأمر من خلال تاريخ الرجل، لا من خلال منافسيه، الذين تزعمهم علي بن فليس بالقول: «الخطوات التي اتخذها الرئيس بوتفليقة بتأجيل الانتخابات هي (قرار غير دستوري)، وتهدف إلى تمديد بقائه في الحكم». في حين يعارضه البعض بالقول إن قرار تأجيل الانتخابات يستند إلى المادة 107 من الدستور الجزائري.
البعض ممن يفضلون اشتعال النيران في الجزائر، يقرأ ما حدث على أنه مناورة سياسية، وتمديد لولاية منتهية، ومخادعة كبيرة، ونوع من «الالتفاف» على مطالب الشعب، وفرض لشرعية الأمر الواقع، قد لا يكون بوتفليقة أحد أطرافها لغياب الرجل من المشهد بسبب وضعه الصحي، وتحكم أركان النظام بجميع دقائق الأمور، لكن لو صدقنا فرضية ذلك، فالمشهد السياسي والحكمة والمصلحة الوطنية التي تسبق القوانين والدستور، تتطلب مخرجاً من الأزمة، وأعتقد أن ما أعلنه الرئيس بوتفليقة، يحقق الكثير من مطالب الشعب، الذي خرج رافضاً الولاية الخامسة، ولكن يبدو أن جماعات الإسلام السياسي تقرع طبول الفوضى وتأجيج الوضع.
المظاهرات التي عمت عموم البلاد الجزائرية، وحملت شعار «dégage – ارحل»، وآخر «ترحلو يعني ترحلو»، التي كانت وراء اتخاذ الرئيس بوتفليقة قراره بعدم الترشح، كانت محل إطراء وإعجاب من كثيرين لسلميتها، وعدم انجرارها نحو العنف، لدرجة الإشادة بها من الرئيس بوتفليقة نفسه قائلاً: «شاهدنا خروج عدد من مواطنينا ومواطناتنا في مختلف ربوع الوطن، للتعبير عن آرائهم بطرق سلمية، ووجدنا في ذلك ما يدعو إلى الارتياح، لنضج مواطنينا، بمن فيهم شبابنا».
قد تكون الحنكة السياسية للسياسي المخضرم بوتفليقة، جعلته يسعى إلى استخدام سياسة الاحتواء والاستفادة من دروس سابقة لا تزال شعوبها تدفع ثمن تعنت حكامها، ورفضهم القبول بالتغيير. صحيح أن الرئيس بوتفليقة فيما أعلنه، أو أعلن نيابة عنه، قدم أوراقه للترشح، في حين أوضح أنه لم يكن في نيته الترشح، في تناقض صريح، وإرباك في مؤسسة الرئاسة.
وكان بوتفليقة طالب بالترشح والبقاء عاماً واحداً يتعهد فيه بعدم الترشح مرة أخرى، ثم سرعان ما تغير سيناريو مؤسسة الرئاسة بإعلان تأجيل الانتخابات، الذي هو بقراءة أخرى تمديد لولايته الرابعة، وبذلك قسم الشارع صفين، بين من سيرضى بتمديد الولاية الرابعة، وهي أهون الشرّين، وبين من سيرفضها، وقد صرح بعض القيادات الرافضة بذلك، ولكن هذا لم يخرج بوتفليقة بخفي حنين، بل قد كسب بعض الوقت لترتيب الأوراق والبيت الداخلي.
ما حدث هو إعادة لصياغة النص، وليس تغييراً في موقف الرئاسة، فبدلاً من ولاية خامسة، مرفوضة بالمطلق، تم الإعلان عن عدم الترشح للخامسة، بمقابل تمديد الرابعة، بحجة تأجيل الانتخابات، وهو بذلك «فسر الماء بعد الجهد بالماء»، في سابقة لا مثيل لها.
لا أحد يحب للجزائر أن تنزلق إلى الفوضى، فالجزائر البلد العربي الكبير، الذي قدم مليون شهيد ضد الاستدمار الفرنسي، وعانى تجربة مريرة مع عنف الجماعات الإرهابية، التي قتلت أكثر من 200 ألف مواطن جزائري بدم بارد في تسعينات القرن الماضي، وكان عبد العزيز بوتفليقة المرفوض اليوم أحد معالجيها وصناع استقرارها، لا يمكن أن ينزلق نحو العنف مجدداً في ظل أمثلة عربية يراها أمامه عصفت بها الفوضى.
وأخيراً، فإن اختيار الأخضر الإبراهيمي وجميلة بوحريد لقيادة الحوار الوطني تعتبر خطوة جادة، وتعبر عن جدية بوتفليقة في خريطة الطريق التي أعلن عنها، على الرغم من اتهام بوتفليقة بتمديد الولاية الرابعة من لدنه.

نقلا عن الشرق الأوسط

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلان بوتفليقة ما وراءه إعلان بوتفليقة ما وراءه



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen