آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الاتحاد الأفريقي وفرص حل الأزمة الليبية

اليمن اليوم-

الاتحاد الأفريقي وفرص حل الأزمة الليبية

بقلم - د. جبريل العبيدي

ختم قادة الاتحاد الأفريقي مؤخراً قمتهم الدورية في أديس أبابا بدعوة إلى مؤتمر للمصالحة في ليبيا، وتنظيم الانتخابات، بالاشتراك مع الأمم المتحدة، فالأزمة الليبية تشكل حالة قلق على الصعيد الأفريقي خصوصاً، وليبيا محاطة بحدود جغرافية طويلة مع ست دول أفريقية... وذلك في ظل إصرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ الرئيس الدوري للاتحاد، على إيجاد «حلول أفريقية للمشكلات الأفريقية».

الاتحاد الأفريقي اعتزل التدخل في الأزمة الليبية بعد رفض وساطته في فبراير (شباط) 2011؛ فالاتحاد الأفريقي لم يكن جزءاً من الأزمة، ولم يشرْعِن التدخل العسكري في ليبيا، وبالتالي يمكن له أن يكون جزءاً من الحل، وليس مثل بعض الجهات العربية التي طلبت ووافقت على التدخل العسكري في ليبيا.الوساطة الأفريقية الجديدة ليست الأولى؛ بل إنها بدأت منذ انطلاق «حراك فبراير» 2011، حيث أرسل الاتحاد وفداً عالي المستوى ضم رؤساء جنوب أفريقيا جاكوب زوما، ومالي أمادو توماني توري، وموريتانيا محمد ولد عبد العزيز، والكونغو دنيس ساسو نغيسو، حيث قدم الاتحاد الأفريقي خريطة طريق لحل الأزمة في ليبيا، تضمنت وقف إطلاق النار، وبدء حوار يمهد لفترة انتقالية من دون أي إشارة إلى رحيل للقذافي، ووقفاً فورياً للأعمال العدائية، وتعاون السلطات الليبية المعنية في إيصال المساعدات الإنسانية. وكانت الخطة تتضمن ضرورة قطع وعود بحماية الأجانب المهاجرين والعمال الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل، وأن يتولى مراقبون دوليون الإشراف على التزام الأطراف بوقف إطلاق النار، وكان القذافي أعلن موافقته عليها من داخل خيمته بمقره في باب العزيزية في طرابلس، في حين رفضها مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي لـ«حراك فبراير» المدعوم بطائرات حلف الناتو.الوساطة الأفريقية في زمن القذافي تم النظر إليها والتعاطي معها على أنها كانت تبحث عن مخرج مشرّف للقذافي، الذي كان قد تم حكم الإخوان المسلمون عليه بالإعدام في الدوحة ليتم التنفيذ في سرت، ويمثل بجثته في مبرد للفواكه في مصراتة؛ في أبشع مشاهد التشفي في التاريخ المعاصر.

أفريقيا المثقلة بالهموم والمشكلات والحروب وحتى المجاعة، ها هي تنشغل بليبيا وهمومها، وتخصص وقتاً لها، كيف لا وليبيا بلد مؤسس للاتحاد الأفريقي، الذي ولد في سرت الليبية وفي تاريخ انتقاه القذافي بهوس الأرقام والتواريخ «9.9.99»، ليعلنه من هناك في عام 1999، وما زالت لم تتعافَ من خراب «داعش» وتنظيم الإخوان، بل وداعم له في الماضي، قبل أن تعصف بليبيا فوضى «الربيع» الإخواني، الذي كاد يحولها إلى عصف مأكول؟

الاتحاد الأفريقي بدأ يحبو، والآن يجري ويقفز بخطوات ثابتة؛ ومنها جواز سفر موحد لكل الأفارقة، مما يجعل من الاتحاد واقعاً ملموساً رغم العقبات الكثيرة، وبالتالي فإن التعويل على الحل الأفريقي، في اعتقادي، خطوة صائبة، بعد أن تنازعت الأزمة الليبية أطراف دولية أجنبية بعيدة عن أفريقيا، ونقلت صراعاتها إلى وعلى ليبيا، كالصراع الإيطالي - الفرنسي، ومحاولات العبث القطرية - التركية، لتوطين جماعات الإسلام السياسي في ليبيا؛ الأمر الذي لا تجده في خريطة الاتحاد الأفريقي، الذي لا يتبنى فكرة استمرار الفوضى والدفع بمزيد من الحطب والفحم في النيران الليبية.القبول بالحل الأفريقي يتمتع بأرضية مشتركة اليوم في ليبيا، على العكس مما حدث في عام 2011 حيث كان زخم «الثورة والثوار» قد طغى على العقل الجمعي، وجعل من أي حل أو خريطة طريق تأتي من داخل الدبلوماسية الأفريقية مرفوضة، لتشبع الشارع الليبي بالربط بين القذافي وهوسه الأفريقي وأي تحرك للقادة الأفارقة حتى ولو كان فيه إنقاذ ليبيا.

اليوم أعتقد أن حالة العزوف عن القبول بأي حل أفريقي، واتهامه بأنه صنيعة القذافي، قد اختفت، وبالتالي؛ فإن فرص النجاح كبيرة لأي تحرك أفريقي جاد، وسيجد له صدى حتى بين من أصبحوا صماً في الأزمة الليبية.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأفريقي وفرص حل الأزمة الليبية الاتحاد الأفريقي وفرص حل الأزمة الليبية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 06:51 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

نجمات أبهرن الجمهور رغم تجاوزهن الخمسين

GMT 03:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

بعيدا عن الأكاذيب والصفقات المضروبة !!

GMT 15:16 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

افضل 4 أنواع من الشامبو لشعر كثيف لامع وناعم

GMT 23:20 2016 السبت ,13 آب / أغسطس

فؤائد ممارسة الجنس بكثرة بين الزوجين

GMT 03:54 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

شمبانزي بالغ يختطف آخرًا عمره بضع ثواني قبل أن يلتهمه

GMT 02:01 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

إيمان العاصي تكشف عن سعادتها بنجاح "السبع بنات"

GMT 17:22 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

جوارديولا يصرح عليَّ تعلم الكثير.. وأنا هنا بسبب فلسفتي

GMT 05:50 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

شواطئ جزر سيشل قبلة العشاق في شهر عسل
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen