آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

«الإخوان» والتقية السياسية

اليمن اليوم-

«الإخوان» والتقية السياسية

بقلم - جبريل العبيدي

التقية أصبحت سلاح تنظيم «الإخوان» أمام أي عاصفة تعصف به، فيهرع عناصره وأفراده إليها للخروج من أي مأزق. فالتقية في اللغة يراد بها الحذر، والتقية في مفهوم «الإخوان» معناها: أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن، لينطبق عليهم قول الله تعالى «وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ».
ولعل ما ذكره القيادي المنشق عن جماعة «الإخوان» ثروت الخرباوي في كتابه «سر المعبد» من أن التنظيم، استخدام التقية في التزلّف والكذب والتزوير، يؤكد تلوث أفكار هذا التنظيم بأفكار ماكرة للمراوغة والمخادعة.
لكن يبقى اعتذار الشيخ عائض القرني، عن أخطاء جماعته طيلة العقود الماضية، مختلفاً وقد لا يكون له علاقة بالتقية الإخوانية، وإن كان أثار الكثير من الجدل حول صدق الاعتذار من عدمه، وكونه قد يكون مجرد مناورة كعادة جماعة «الإخوان» في مواجهة الظروف والمتغيرات المحيطة، لكن يبقى الاعتذار عن الخطأ حسنة، وشجاعة يجب أن ينظر إليها، وإن كانت وحدها غير كافية؛ لكون العقود الماضية وخطابها الذي دأبت عليه هذه الجماعة، قد تسبب في الكثير من الجراح والدماء والضحايا سواء الجسدية أو الفكرية، والتي لا يمكن معالجتها بالاعتذار وحده وإن كان صادقاً، فلا بد من جبر الضرر بطرق شتى.
ولكن تبقى حالة عائض القرني، التي نتمنى أن تكون حالة صادقة؛ لأنها قد تعود بالنفع في حالة صدقها لكون الرجل له شعبية لا يمكن إنكارها، وهناك شباب تأثر به، وعودته عن الخطأ وفضحه للتآمر وللمتآمرين، سيعود بالنفع لإظهار الحقيقة وحجم الضلالة والتغييب الذي كان يمارسه التنظيم مع الشباب. وبالتالي لا بد من خطوات جادة، لتصحيح المفاهيم والبدء في مراجعات فكرية، لتصحيح المفاهيم المغلوطة والملتبسة عن الولاء والبراء والحسبة ومفهوم الطاغوت و«الحاكمية» التي لا ذكر لها في القرآن، ومحاولة خلطها بمفهوم الحكم.
فالاعتذار خطوة حسنة على ألا تكون مجرد تقية سياسية، كما حدث في الحالة الليبية، حيث أقدمت جماعة «الإخوان»، والجماعة الليبية المقاتلة على مراجعات في عام 2007، تزعمها كبيرهم القرضاوي وشارك فيها عرّاب التنظيم في ليبيا علي الصلابي والمطلوب على قائمة الرباعية العربية في قضايا إرهاب، وكان القرني والعودة والعريفي من بين المشاركين في حوارات السلطات الليبية مع سجناء الجماعتين، حيث كالوا للقذافي من الثناء والتكبير وهم جلوس في خيمته ما لم يكله الشعراء والغاوون منهم من المديح والثناء والتعظيم ضمن زيارة القرني إلى ليبيا التي كانت في أغسطس (آب) 2010، بدعوة من جمعية «واعتصموا» للأعمال الخيرية التي ترأسها عائشة معمر القذافي، ضمن الحوار بين السلطة والجماعة الإسلامية المقاتلة.
وكان الثناء والمديح الذي أغدقه القرني على زعيم بلد المليون حافظ لكتاب الله، سرعان ما انقلب إلى تشفي في مقتل القذافي، حيث قال في حديث متلفز على جزيرة قطر: «ضحى الليبيون بالطاغية القذافي قبل عيد الأضحى فنقول لهم (ضحوا تقبل الله أضحيتكم)»، واستطرد قائلاً: «لما رأيت القذافي مبطوحاً مذبوحاً تذكرت قول الله تعالى (كَأَنَهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنقَعِرٍ)»، الأمر الذي جعل البعض يصف القرني بأستاذ التقلبات والتلونات.
لكن حتى نكون منصفين، فنحن لم نشقق عن قلب القرني لنعرف الصدق أو غيره، في اعتذاره، ويبقى الله وحده هو العالم بسرائر النفوس، وما لنا نحن سوى الظاهر من القول؛ ولهذا نرحب وبحذر بالاعتذار، ونعتبره خطوة إيجابية يمكن الاستفادة منها في جبر الضرر.
فالخطوات القادمة للشيخ القرني هي من ستحكم على الاعتذار، والتي تبدأ بإصلاح ما أفسده وجماعته من أفكار في عقول الشباب، عبر سلسلة من المراجعات والمحاضرات والدروس لتصحيح المفاهيم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الإخوان» والتقية السياسية «الإخوان» والتقية السياسية



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:12 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:25 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 23:07 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 12:20 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحمل" في كانون الأول 2019

GMT 04:45 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ثعابين الريف الإنجليزي تلهم زوجين لبناء منزل بمبلغ ضخم

GMT 05:52 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جان بول غوتييه يكشف عن عرضه الجديد لـ "لهوت كوتور"

GMT 14:41 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

تقارير تعلن تخلي اليونايتد عن ضم فيدال في 2014

GMT 14:17 2016 السبت ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تخافوا ترامب... ولكن استعدوا له

GMT 09:26 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

صيحة البنطلون الفضفاض تعود لموضة عام 2019

GMT 02:52 2016 الثلاثاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل بغاشة مقلية
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen