آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

الجولان عربية وليست عقاراً أميركياً

اليمن اليوم-

الجولان عربية وليست عقاراً أميركياً

بقلم - د. جبريل العبيدي

الجولان أرض عربية يسكنها شعب عربي، ولا يمكن تغيير الجغرافيا بإطالة عمر الاحتلال، وهي ليست عقاراً أميركياً ليهبه رئيس أميركي، مهما كان، لمن يشاء.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يحاول إضفاء الشرعية على احتلال الجولان حيث قال في تغريدته، إن «الوقت حان لدعم السيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان»، في سابقة خطيرة لرئيس دولة، من المفترض أنها ديمقراطية وتحترم حق الشعوب، ولا تتاجر بحقوقها وأراضيها وممتلكاتها، ولكن يبدو أن رجل الأعمال ترمب، لم ينفصل عن الرئيس ترمب، واستمر في ممارسة الرئاسة بعقلية التاجر لا السياسي، وتجاهل وجود قوانين وقرارات دولية لا يمكنه القفز عليها، وكما قال أبو الغيط إن هذا الاعتراف «إن حصل فلا ينشئ حقوقاً، أو يرتب التزامات، ويعتبر غير ذي حيثية قانونية من أي نوع».

تصريح الرئيس ترمب يضع المنطقة على شفا حرب، ويزيد الوضع تعقيداً ولا يخدم أي مشاريع للتسوية أو الحل، ومنها المبادرة العربية، التي تعتبر مشروعاً ناضجاً للحل، ولكن تغريدات ترمب تدفع بمزيد من الحطب على النار المشتعلة في الشرق الأوسط منذ سنين.

الجولان، الهضبة التي تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تعد من أهم مصادر المياه، فهي تغذي نهر الأردن، وتمد «إسرائيل» بثلث احتياجاتها من المياه، وتعد أراضي الجولان من أخصب الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى أهميتها العسكرية الاستراتيجية، حيث إنها تبعد 40 كلم عن العاصمة السورية، ومن يقف فيها عسكرياً يستطع السيطرة على المنطقة.

الجولان أرض سورية منذ رسم الحدود الدولية في عام 1923، قبل قيام حتى الدولة العبرية نفسها، والتي تسعى إسرائيل الآن إلى السيادة عليها بشكل نهائي بعد أن احتلتها عام 1967. لذا؛ فأي محاولة لشرعنة الاحتلال انتهاك للقرار 497 لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة لعام 1981 بشأن مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

إسرائيل مستميتة في محاولاتها لشرعنة الاحتلال ظلماً وعدواناً، ثم استلاب الأرض، من احتلال الجولان في عام 1967 إلى «قانون الجولان» عام 1981 أي إلغاء الحكم العسكري في الجولان، ونقل صلاحيته للسلطات المدنية، في محاولة لإضفاء الصبغة المدنية على أرض محتلة وفرض سياسات على سكانها الأصليين.

تصريحات ترمب التي لم تلق أي آذان صاغية إلا من نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي صفق وهلل لها بالقول: «الآن ترمب فعل شيئا ذا أهمية تاريخية باعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان».

المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، رفضها، وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي وروسيا، مع تأكيد أن الجولان أرض سورية محتلة وفق القوانين الدولية، «وأن الأمم المتحدة ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة»، التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن «أي اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي»، وأكد أن «الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة».

فستبقى الجولان كمعناها العربي في الكتب والقواميس، أنه ما تَجول به الريحُ على وجه الأَرض من تُراب وحَصى، ولن تفلح تغريدة ترمب في انتزاعها من عروبتها، ولكن حتى وإن جَلا القومُ عن أَوطانهم قسراً، فستكون لهم في الحَرْب جَوْلة وجولة حتى تتحرر أراضيهم.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجولان عربية وليست عقاراً أميركياً الجولان عربية وليست عقاراً أميركياً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 21:18 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 21:42 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدّاً وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:05 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أشهر مصمّمي الأزياء وأكثرهم شهرة عالمية في مصر

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 06:56 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"مرسيدس" تُقدِّم سيارة تتغلَّب على الطّرق الوعرة

GMT 22:22 2017 الثلاثاء ,31 كانون الثاني / يناير

انخفاض حركة المسافرين في مطار مراكش بنسبة 12, 2%

GMT 08:55 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"التجاري وفابنك" في صدارة البنوك في شمال أفريقيا

GMT 10:52 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رياض سلامة يعلن أساليب حماية السيولة النقدية

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,01 آذار/ مارس

هبة مجدي تكشف عن سر عدم تواجدها في دراما رمضان

GMT 04:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

عشر نصائح لشعر صحي للدكتورة هدى خالد القضاة

GMT 12:18 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

تبوك تحدد موعد التقديم الإلكتروني على برامج الماجستير

GMT 08:20 2016 الأحد ,26 حزيران / يونيو

محشي كوسا على الطريقة السورية

GMT 03:52 2016 الإثنين ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طرح دواء جديد من القنب لعلاج الصرع عند الأطفال
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen