آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

«جزيرة» قطر وشهود الزور

اليمن اليوم-

«جزيرة» قطر وشهود الزور

بقلم - جبريل العبيدي

المشهد الملوث بإعلام متشابك يقدم الخبر من دون أدنى معيار للمهنية، أفقدته الموضوعية والشفافية التي تكاد تكون منعدمة في صياغة الإعلام. فالإعلام الفاسد يبدأ بالخبر الفاسد، وبقاؤه رهين وحبيس مصادر التمويل وقلب الحقائق واستبدال المجرمين بالشهود. فكثيراً ما خرج على شاشات فضائية قطر «الجزيرة» الإخبارية، سدنة الديكتاتورية، ورجال الأنظمة الانقلابية، «كشهود» على العصر، وهم في الواقع شركاء جريمة في بلاد العرب على زمن القمع والمهانة والهزيمة، في ظل ديكتاتوريات عسكرية، كبحت جماح الحرية، وكتمت صوتها ومارست إهانة آدمية الإنسان، وجعلته مهاناً ذليلاً غريباً في وطنه.
فأظهرت علينا «جزيرة» قطر بعض شركاء الطغاة، لزمن طال أو قصر وفق معيار انتهاء الخدمة بانتهاء المصلحة أو تضاربها، لا نصرة للحرية، فهم ضمن منظومة وجوقة الطغاة سنين، ولذلك كان يجب تسمية بعضهم «مجرمين من العصر». فهناك فرق بين الشاهد وبين المشارك في الجرم وشريك المجرم، وجاءت إلينا «جزيرة» قطر، بجنرالات في المخابرات والجيش ووزراء ومسؤولين نهبوا الثروات وسفكوا الدماء ومارسوا القمع والترهيب، ليظهروا علينا بلباس الشهود الأبرياء ليصبح المواطن هو المجرم الوحيد.
الإعلام الفضائي للنظام القطري من «الجزيرة» وتوابعها في أغلبه يفتقد كثيراً للحقيقة والموضوعية والشفافية والمهنية، بسبب أنه يتعاطى مع الخبر بشكل خاطئ، أو كما قال ابن النفيس: «وأما الأخبار التي بأيدينا الآن فإنما نتبع فيها غالب الظن لا العلم المحقق»؛ يجعل من الحقيقة مغيبة حتى في وجود شهود العيان.
ما نشهده اليوم من تزييف للحقائق في شهادات هؤلاء المجرمين، الذين أخرجتهم جزيرة قطر كأبطال في حين لم يشهد أحدهم الشمس ولم يرَ هالتها، ويتحول التاريخ إلى رزمة من الزيف، والتزوير للحقائق وشراء بطولات وانتصارات وهمية من نسج الخيال، في حين كان يجب أن تكون الشهادة في إطار الحقيقة وما شهده المرء «وَمَا شَهِدْنَا إِلَا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ»، تحسباً ليوم تشهد على كذبهم وزيفهم ألسنتهم «يوم تشهد عليهم ألسنتهم»، ولا نجاة يومها إلا من صدح بالحق «إلا من شهد بالحق».
في خضم هذا الدجل والنفاق الإعلامي، والمتاجرة بالحقيقة، وشهود الزور، واستبدال مقاعد الشهود بالمجرمين، فلن تجد للحقيقة مكاناً ولا للصدق أرضاً ينبتان فيه، نظراً لتغييب الحقيقة والخوف من ظهورها حتى أصبح البعض عبيداً للكذب، كنتيجة للسيطرة على الناس والتأثير في الرأي العام، وأصبحنا لا نشاهد الصورة إلا مجتزأة، تضطرنا للبحث في مصادر متعددة لاستكمال الصورة، في حين لا يصبح المرء حراً إلا بقول الحقيقة كما قال السيد المسيح: «بالحقيقة تكونون أحراراً».
إعلام «جزيرة» قطر كان دائماً له الدور الفعال في التخريب والتزوير، وتحريض الناس على التدمير، وعرفنا ذلك جيداً في حراك «الربيع» العربي، الذي قادته هذه القناة وتسبب بقلاقل وقتل ودمار في الوطن العربي. وكانت النتيجة تهديم أوطان، وتقتيل الناس وتشريد الآلاف المؤلفة من العرب، وخسائر مادية واقتصادية كارثية. وها هي الآن تواصل دورها التخريبي مستغلة مقتل خاشقجي. لكن هذه المرة لم يحالفها الحظ، وارتد كيدها عليها.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«جزيرة» قطر وشهود الزور «جزيرة» قطر وشهود الزور



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 03:13 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 16:30 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

مجالات جديدة وأرباح مادية تنتظرك

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 07:08 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر بطيء الوتيرة وربما مخيب للأمل

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 10:11 2016 الإثنين ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسن يوسف ينعي محمود عبدالعزيز ويؤكد أن أعماله بصمة

GMT 16:27 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

فوائد البطيخ الأصفر

GMT 18:00 2016 الأربعاء ,29 حزيران / يونيو

سمك بلطي مشوي بالردة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen