آخر تحديث GMT 08:03:06
اليمن اليوم-

ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف

اليمن اليوم-

ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف

بقلم - نبيل عبد الفتاح

فى ضوء الواقع الحالى، ما هو وضع المقاربات الحالية إزاء التطرف والإرهاب الدينى؟

إن نظرة على المقاربات الرسمية فى مواجهة التطرف والتطرف العنيف والإرهاب، تشير إلى ما يلى:

- الخلط فى السياسة الإعلامية الرسمية بين مفاهيم التطرف والتطرف العنيف، والإرهاب دونما تمييز أو ضبط للمصطلحات، فى ظل محدودية الدراسات المتخصصة، والتحقيقات الاستقصائية حول الجماعات والظواهر والسلوكيات المتطرفة والإرهابية.

- فى ظل مرحلة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، تراجعت فعالية المؤسسة الدينية الرسمية عموما فى المجال الدينى، واعتمدت السلطة السياسية الحاكمة على السياسة الأمنية، والأجهزة البوليسية فى مواجهة جماعات التطرف والعنف والإرهاب، وذلك لفعالية وسرعة أدائها. واللجوء إلى بعض أشكال التحالف مع بعض القوى الإسلامية إزاء القوى الأخرى التى تتصارع مع الدولة والنظام، مع استمرار الاعتماد على المؤسسة الدينية الرسمية.

- تراجع بعض فعالية المؤسسة الدينية الرسمية يعود إلى مشكلات السياسة التعليمية الدينية ونمط المناهج، وتكوين المتخصص فى العلوم الدينية الرسمية الذى يعود إلى مشكلات السياسة التعليمية الدينية ونمط المناهج النقلية السائدة،

- ظهر عداء جماعة الإخوان والسلفيين لقيادة المؤسسة الأزهرية وشيخها الأمام الأكبر أحمد الطيب عقب 25 يناير 2011، ووصولهم إلى سدة السلطة، ومظاهراتهم أمام مقر المشيخة، وهجومهم على بعض الأساتذة فى بعض الكليات واحتلالهم لها فى مرحلة الفوضى والاضطراب الأمنى.

- اعتمدت أجهزة الدولة على الأدوات الأمنية أكثر بكثير من الاعتماد على غيرها من الأدوات، وذلك لفعالية هذه الأجهزة تاريخيًا فى مواجهة جماعات العنف والإرهاب ذى السند التأويلى الدينى، وقدراتها على اختراق هذه الجماعات، ولأنها تحوز بنية معلوماتية تاريخية متراكمة ومتنامية حول هذه الجماعات وبنياتها الفكرية والإفتائية.

- يلاحظ أن المقاربة المؤسسية الدينية الرسمية، والجهاز الإفتائى افتقرت إلى النزعة الوقائية التى تعتمد على الدراسات السوسيولوجية السياسية، والسوسيو ـ دينية، ومن ثم تتصدى مبكرًا لأنماط الفكر والإفتاء المتطرف والعنيف والإرهابى، قبل أن يتحول من مجال الفكر والإيديولوجيا إلى مجال السلوك المتطرف والعنيف والإرهابى على التمايز بين هذه الأنماط. إن مقاربة المؤسسة الرسمية اتسم برد الفعل على الفعل المتطرف العنيف والإرهابى، وهو ما ظهر فى رد الأزهر على أطروحات أيديولوجيا جماعة الإخوان المسلمين ــ التى اشتهرت إعلاميا بالتكفير والهجرة- فى هذا بيان للناس. أن نمط الفتوى على الفتوى هو تعبير عن سياسة رد الفعل لا الفعل. من ناحية أخرى يظهر هذا التوجه فى نمط الخطاب الدينى الوعظى للدعاة الرسميين فى المساجد الخاضعة لإشراف وزارة الأوقاف.

- بعض التغيرات الجديدة التى ظهرت فى الفترة الماضية مهمة، وتتمثل فى عقد عديد من المؤتمرات التى عقدها الأزهر، وركز بعضها على تقديم بعض الاجتهاد حول العلاقة مع الآخر الدينى والتعايش المشترك. من ناحية أخرى شكلت مبادرات الأزهر الثلاث بين بعض علماء الأزهر والمثقفين التى تبنت بعض المبادئ السياسية والدستورية الحديثة حول الدولة الديمقراطية الدستورية والثورات العربية، والحقوق والحريات الأساسية. بعض المؤتمرات التى عقدتها وزارة الأوقاف حول تجديد الخطاب الدينى، إلا أن بعضها لا يزال يدور فى المدار التقليدى الموروث.

- تبدى الدولة ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى اهتماما متزايدًا، بضرورة إحداث ثورة دينية، ثم تجديد وإصلاح الخطاب الدينى، وأخيرا ضرورة تصويب الخطاب، إلا أن مستوى الاستجابة لا يزال يدور فى الإطار الجزئى والتقليدى، سواء فى بعض مناهج التعليم الدينى الأزهرى المقررة، أو فى بعض المؤتمرات، وهو أمر يحتاج إلى رؤية ووقت وسياسة تعليمية ودينية إصلاحية.

من مجمل ما سبق نستطيع القول:

- إن المقاربة الأساسية فى مواجهة التطرف والتطرف العنيف والإرهاب أمنية بالأساس، وأن المقاربة المؤسسية الدينية والإفتائية لا تعدو أن تكون ردود أفعال، ولا توجد رؤية إصلاحية للعقل والفكر والتعليم والوعظ والإفتاء الدينى، وذلك على الرغم من بعض الجهود التى قدمت من وزارة الأوقاف ومرصد مواجهة الفكر المتطرف وجهود الأزهر.

- أن دور المؤسسة الدينية مهم، وضرورى، ولكنه جزء من مكونات سياسية شاملة للمواجهة فى إطار السياسات التعليمية والإعلامية والتربوية والثقافية والدينية والأمنية.

- المقاربة الدينية للمؤسسة الرسمية لابد من اعتمادها على رؤية إصلاحية للعقل الدينى، وللفكر الإسلامى الوضعى، وسياسة إفتائية لا تعتمد على رد الفعل، وإنما تتسم بالنزعة الوقائية، ومن الأهمية بمكان متابعة بصيرة وعقلانية لأثر الثورة التكنولوجية الرابعة والذكاء الصناعى على الكيان والوجود الإنسانى وما يطرحه ذلك من أسئلة وإشكاليات فلسفية ودينية استثنائية وغير مألوفة. إذ لم تعد الدنيا هى الدنيا التى كنا نعرفها، وكتب عن مشكلاتها وأسئلتها فقهاؤنا وفلاسفتنا القدماء.

نقلا عن الاهرام القاهريه

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف ضرورة تطوير سياسة مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 17:02 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 20:25 2016 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتزال الفنانة السورية لينا كرم عن تمثيل الأدوار الجريئة

GMT 23:32 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي علي طريقة إعداد وتحضير بسكويت العسل والبرتقال

GMT 14:42 2021 الثلاثاء ,18 أيار / مايو

”أعطنى مسرحًا أُعطِكَ شعبًا مثقفًا”

GMT 17:25 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

بوتيغا فينيتا تطلق مجموعة إكسسوارات جديدة

GMT 14:25 2016 السبت ,19 آذار/ مارس

"ألابا"يمدد عقده مع بايرن ميونيخ حتى 2021

GMT 20:21 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الفيلم الروائي "وأنا رايحة السينما" يعرض لأول مرة في "زاوية"

GMT 01:21 2020 السبت ,11 تموز / يوليو

موعد اعادة عرض مسلسل «الاختيار» على قناة ON

GMT 22:26 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الأفعى راندي أورتن يُشعل مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 22:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

طبعة عربية من الرواية الصينية "الشيفرة" بعد ترجمتها إلى 33 لغة

GMT 17:11 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدامات سحرية غير متوقعة بالليمون في تنظيف منزلك

GMT 22:14 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يعود لتدريبات سان جيرمان بعد تعافيه من الإصابة

GMT 10:29 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

بلد خالد منتصر
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
Beirut, Beirut Governorate, Lebanon