آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

أن تكون إنساناً

اليمن اليوم-

أن تكون إنساناً

بقلم : نشوى الجوفي

ماذا يعنى أن تكون إنساناً؟ مسألة غاية فى الأهمية لا يدركها جميع البشر حتى ولو كانوا من نسل آدم، رغم أن الإنسانية هى جوهر الرسالات السماوية التى نادت جميعها بالأخلاق بلا استثناء، وكانت الرسالة المحمدية تماماً لها، فقد بُعث صلوات ربى وسلامه عليه ليتمم مكارم الأخلاق.ففى الوصايا العشر التى تلقفها نبى الله موسى من الله كانت العلاقة بالله ثم الإنسان هى الأساس الذى اعتمده المسيح فى العهد الجديد حين قال لمن آمن به «احفظ الوصايا». فتبدأ بعدم الشرك بالله أو القسم باسمه بالباطل، وتنتهى بتحريم القتل والزنا والسرقة وشهادة الزور والنظر لما فى عهدة أخيك الإنسان، سواء كان زوجة أو شيئاً منقولاً، وكذلك تحريم عقوق الوالدين وقطع الرحم. وهى ذاتها الأوامر التى تحدّث عنها الله فى سورة الأنعام من الآية 151 إلى الآية 153، وفى سورة الإسراء من الآية 22 إلى الآية 39.ولهذا كانت الإنسانية هى القاعدة الأساسية التى حرص الله على أن يتحلى بها البشر بعد قضية الإيمان به سبحانه وتعالى، فيعلن إمكانية غفرانه للعبد فى حال تقصيره فى حقوق الله، ولكنه لا يسامح فى الجور على حقوق العباد. كانت رسالات ربى حاوية جامعة لحقوق الإنسان قبل المواثيق والمعاهدات والثورات، فكانت الأخلاق هى المبتدأ والمنتهى من الله.ينسبون للثورة الفرنسية رفعها شعارات الحرية والأخوة والمساواة للمرة الأولى فى تاريخ البشر، بينما هى مبادئ الدين بعقائده المختلفة مع كل الرسل، صاغتها واتفقت عليها اليهودية والمسيحية والإسلام، لا لأبناء العقيدة أو المؤمنين بها فقط، ولكن للعالم أجمع، ولو كان كافراً ملحداً لا يؤمن بالله.. استمع لكلمات ربى توضح: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِى تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً» صدق الله العظيم. فالأصل واحد لآدم عليه السلام، والخطاب لكافة الناس من دون تحديد عقيدة أو إيمان أو كفر. هو أمر لكل الناس الموصولين برحم واحد هو رحم حواء، ليكون ما يفرق بيننا التقوى فى طاعة الله وتعاملنا مع بعضنا البعض. نعم الإنسانية هى الفارق لو أدركنا.أتوقف عند حديث المصطفى الهادى حين يقول: «أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلُّهُمْ إِخْوَةٌ». أى إن كل البشر إخوة دون فارق فى لون أو جنس أو عقيدة، وما يجعلنى أقترب من هذا وأنفر من ذاك خُلقه وفعله فى الحياة مع البشر، أما تدينه أو كفره فلا يعنينى من أمره شىء فله رب يحاسبه إن أصاب أو أخطأ. فقابيل لم يقتل هابيل لأنه لم يؤمن بالله، بل حقداً واستعلاءً على أخيه الذى سعى أن يقدم لله أفضل ما لديه فتقبّله الله، بينما قابيل يرى فى نفسه الأفضلية وإن تقاعس عن السعى فلم يتقبل منه الله، فكان قراره بقتل أخيه ليحمل وزر العالم الذى سيسير على نهجه من بعده باتخاذ القتل بغير ذنب أو إثم سنّة. ومن يحدد الذنب والإثم؟ القانون والحاكم والقاضى، وهم أولو الأمر الذين ينظمون حياة الناس.نعم يا سادة، تبقى الإنسانية هدفاً، فلنسعَ لها، ولنجعلها قانوناً يحدد علاقتنا بالناس والحياة. تحدد حكمنا على البشر بأفعالهم وأسلوبهم، ترشدنا فى دروب لا بد لنا من السير فيها فى زمن يسعى فيه الظلام لفرض سطوته. كونوا هابيل أياً كان اسمه فى عالمنا وحتى لو لم تتسموا باسمه، وارفضوا فعل قابيل وإن علا نفوذه فى الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تكون إنساناً أن تكون إنساناً



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 16:26 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 19:40 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج في كانون الأول 2019

GMT 21:15 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الأيام الأولى من الشهر

GMT 13:56 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

بريشة : علي خليل

GMT 08:30 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

سوبارو تكشف عن سيارة جبارة للطرق الوعرة

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 14:59 2016 الجمعة ,19 آب / أغسطس

طرق التعامل مع الزوج المهمل

GMT 08:05 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

دراسة تعلن أن الشيخوخة تصيب العقل بعد سن الـ 25

GMT 20:58 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

نجم لبناني يتكفل بحل قضية فنانة عربية في بيروت

GMT 12:48 2019 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

"اكسترا" تدخل موسوعة غينيس بعرض مبهر على برج خليفة

GMT 06:57 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

أبرز وأهم عناوين الصحف السعودية الصادرة الإثنين
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen