آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حكايا الماضي: يوم الحصى تمر!

اليمن اليوم-

حكايا الماضي يوم الحصى تمر

بقلم - مشاري الذايدي

اليوم تستمر «حكايا التاريخ» ونتحدث عن لوحة أخرى من لوحات التراث والتاريخ العربي، شرطنا بذلك أن يكون للحديث نافذة تفضي لباحة الماضي، تاريخاً وخيالاً، لتفرّسه من جديد اليوم.
ثمة مثل عامي عند أهل الجزيرة العربية، وهو قولهم:
«يوم كل شيء يحكي».
أورد هذا المثل العلامة السعودي الشيخ محمد العبودي، في كتابه الحافل عن الأمثال العامية، ثم علّق الشيخ محمد بالقول:
«أي عندما كان كل شيء من الحيوانات يتكلم».
ويتابع: «ذلك أن من خرافاتهم أن كل الحيوانات والطيور في قديم الزمان، كانت تتكلم كما يتكلم الإنسان. إلا أنها استعجمت بعد ذلك، وبقي الإنسان وحده القادر على الكلام».
ويخبرنا العلامة العبودي بأن هذا الأمر هو زعم قديم للعرب، وليس حادثاً مع العوام. قال الجاحظ: «كانت العرب تقول: كان ذلك إذ كل شيء ينطق».
وتعزيزاً لذلك نجد هذا النص الذي أورده اللغوي والأديب الثعالبي، عن القاضي أبي الحسن عبد العزيز: «أما قولهم: أيام كانت الحجارة رطبة، وإذ كل شيء ينطق، فهما من الأمور التي يتداولها جهلة الأمم، وهو الظاهر بين أغفال العرب والعامة. هذا وأمية بن أبي الصلت - وهو من شعراء الجاهلية المعاصرين لفجر النبوة المحمدية - قال:
وإذ همْ لا لبوسَ لهم عراة وإذ صمّ السلام لهم رطاب
بآية قام ينطق كل شيء وخان أمانة الذئب الغراب»أتذكر شخصياً أنني كنت أستمع لـ«سواليف» أي حكايات رجل من بلدة واقعة بعالية نجد، غرب الرياض، ثم سأله شخص عن زمن وقوع القصة، فردّ عليه: «سنة حنّا قطين على رغل... يوم الحصى تمر».
أي وقع ذلك بالعام الذي كنّا به بوقت الصيف الشديد بقرب مورد مياه اسمه «رغل»، وذلك بزمن قديم جداً حين كان الحصى تمراً. كناية عن عدم واقعية القصة.
يرجعنا ذلك كله للكسل البحثي بالجزيرة العربية - نستثنى أسماء قليلة مثل د. سعد الصويان، عالم الأنثروبولوجيا السعودي، بمؤلفاته الخاصة أو الموسوعات التي أشرف عليها - أقول يرجعنا ذلك للكسل البحثي والاستسهال في تقليب أوراق الهوية وتفحّص ملامح الثقافة، في الأمثال والحكايات والعادات، لأن في ذلك أولاً، خدمة «ضرورية» لتجذير الهوية الوطنية بعيداً في تربة الروح، وثانياً فيه إثراء وحيوية في تكثير المنابع التي يستقي منها المبدعون اليوم، بكتابة الروايات وتفجير الدراما، وتمكين الرسامين والموسيقيين وغيرهم من موارد ثرّة فوّارة لا تنقطع، منذ كان: يوم كل شيء يحكي. وكان الحصى تمر. وكانت الصخور رطبة. بآية قام ينطق كل شيء... إلى اليوم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي يوم الحصى تمر حكايا الماضي يوم الحصى تمر



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 21:46 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

تزداد الحظوظ لذلك توقّع بعض الأرباح المالية

GMT 17:30 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 22:16 2020 السبت ,08 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 13:20 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مليشيا الحوثي تقصف عشوائيا قرى مريس بالضالع

GMT 05:16 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

نشاطات واعدة تسيطر عليك خلال الشهر

GMT 21:22 2016 السبت ,30 تموز / يوليو

فوائد الكرفس

GMT 17:35 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

حمام " الصالحين " يتمتع بخدمات صحية للمرضى في الجزائر

GMT 01:52 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سُلاف فواخرجي توضح أسباب انسحابها من "باب الحارة"

GMT 11:09 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يتوعدون بإطلاق المزيد من الصواريخ نحو السعودية

GMT 01:02 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

رانيا يوسف تعلن عن خطوات أنيقة لاستقبال شهر رمضان

GMT 01:49 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تفصح أنّ الأطفال في سن الرشد يعانون من الاكتئاب

GMT 05:05 2016 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حوض استحمام على شكل أرجوحة
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen