آخر تحديث GMT 07:01:18
اليمن اليوم-

حكايا الماضي... مدفع أبو خزامة!

اليمن اليوم-

حكايا الماضي مدفع أبو خزامة

بقلم - مشاري الذايدي

هذا الصراع الدائم بين فريقي السنة والشيعة في العراق، ليس وليد اليوم، للأسف، له جذور قديمة، ومن العراقيين النبلاء من يقول هذه صراعات مجلوبة لنا من الخارج، خاصة أيام الحروب الصفوية العثمانية المدمرة.
غير أن الإبحار في التاريخ أكثر، يخبرنا عن وقائع دامية بين سنة بغداد وشيعتها، أيام العباسيين، على ما يذكّرنا عالم الاجتماع العراقي الشهير علي الوردي.
من الآثار المادية لهذا النزال الرهيب على أرض العراق، قصة مدفع «أبو خزامة» أو «طوب أبو خزامة» والطوب هو المدفع بلهجة العراق والجزيرة العربية عامة.
يقول المرحوم علي الوردي في كتابه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث» عن هذا المدفع: «كان السلطان مراد الرابع (دخل بغداد عام 1638) عند مغادرته بغداد قد ترك فيها أحد مدافعه الثقيلة، ليوضع عند باب (القلعة) وقد صار هذا المدفع بنظر العامة من أهل بغداد، ولا سيما السنيّين منهم، شبه مقدس، تنسب له الكرامات وتنسج حوله الأساطير. أطلق أهل بغداد على المدفع اسم (طوب أبو خزامة) ويعزى سبب التسمية لوجود خرق صغير في فوهة المدفع كأنه منخر، وتقول الأساطير الشعبية في تعليل الخرق إن المدفع كان في السماء عند حصار بغداد، وإن الله أمر جبرائيل أن ينزل الأرض لمساعدة السلطان مراد على فتح بغداد، فنزل به جبرائيل يقوده من منخره. وهناك أساطير أخرى يتناقلها أهل بغداد حول هذا المدفع، منها أن الأسماك التسع المنقوشة على جانبيه كانت قد لصقت به عند اجتيازه (بحر القدرة) أثناء نزوله من السماء».
هذه الخرافات حول مدفع السلطان مراد، التي نسجها سنة بغداد دفعت العالم البغدادي السني الإصلاحي الكبير السيد محمود شكري الآلوسي أن يكتب رسالة بعنوان: «القول الأنفع في الردع عن زيارة المدفع».
الواقع أن مثل هذه المزارات والبركات تتجاوز جمهورها الطائفي والديني الخاص، لتفيض على غيرهم، ويخبرنا الكاتب البغدادي، بهذه الصحيفة، خالد القشطيني في مقالة نشرت له عام 2012 التالي: «التبرك بطوب أبو خزامة لم يكن قاصراً على نساء السنة، بل كانت الأمهات الشيعيات أيضاً يجلبن أولادهن للتبرك به».
من تحصيل الحاصل أن نقول إن هذه الأساطير البغدادية السنية حول مدفع السلطان العملاق أبو خزامة، هي تعبير عاطفي عن الكراهية الشديدة للجرائم التي ارتكبها الشاه الصفوي الدموي ضد أهالي بغداد.
لو تحدثنا عن الخرافات السياسية بالجانب الآخر، بالكرخ أو بالكاظمية لوجدنا الكثير، ولكن ليس هذا هو الغرض، بل ما بدأنا به الكلام، وهو هذا الداء العراقي العضال الدائم حول الصراع الطائفي المميت... و«طوب أبو خزامة» كان أحد شواهده المادية... الكثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايا الماضي مدفع أبو خزامة حكايا الماضي مدفع أبو خزامة



GMT 11:27 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

انتقد ترمب ثم سر على خطاه!

GMT 11:22 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

نظام كورونا العالمي الجديد

GMT 11:20 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

وداعاً محمود رضا طاقة البهجة الراقصة

GMT 11:19 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

يريد أن يكون متواضعاً

GMT 11:17 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

٣ ملامح فى ليبيا!
اليمن اليوم-
اليمن اليوم-

إطلالة لافتة وجريئة لنسرين طافش في مهرجان كان السينمائي

القاهرة - اليمن اليوم

GMT 10:32 2021 الإثنين ,19 تموز / يوليو

ظروف معقدة يستقبل بها اليمنيين عيد الأضحى

GMT 13:24 2021 الإثنين ,28 حزيران / يونيو

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة وجذابة في إيطاليا

GMT 17:17 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 06:28 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الشيخة حسينة رئيسة وزراء بنغلاديش تفوز بولاية رابعة

GMT 05:53 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

اتجاهات موضة الديكور في غرف الطعام هذا العام

GMT 16:21 2019 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد في كانون الأول 2019

GMT 15:27 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

وصول الفنان عمار العزكي إلى تعز

GMT 15:28 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

رئيس ميانمار الجديد يؤدي اليمين الدستورية

GMT 13:58 2017 الخميس ,22 حزيران / يونيو

دراسة تكشف غياب المرأة عن وسائل الإعلام اليمنية

GMT 06:04 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

خواتم من الأحجار الكريمة لأناقتك في "ليلة الكريسماس"

GMT 06:07 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تسريبات جديدة عن هاتف سامسونغ الذكي "غالاكسي S10"

GMT 23:23 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

نصائح لاحتراف وضع طلاء الأظافر

GMT 03:02 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

ما هو الدليل السريع والبسيط لفهم طفلكِ؟

GMT 22:50 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

مطار هيثرو البريطانى يلغى 80 رحلة ترقبًا لتساقط الثلوج

GMT 11:55 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

كارتر في بغداد لتعزيز جهود محاربة تنظيم "داعش"

GMT 14:45 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

"يونيسيف" يعلن 18 طفلًا أصيبوا بفيروس"الإيدز" كل ساعة

GMT 14:57 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جاتوزو ينوي تغيير طريقة لعب ميلان والتحول لـ3-4-3

GMT 00:54 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

سجاد الحائط يعود إلى ديكور المنزل الداخلي
 
alyementoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

alyementoday alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday alyementoday alyementoday
alyementoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
alyemen, Alyemen, Alyemen